«ذكريات الكرنك» تستعيد روائع فرقة رضا السينمائية

ظهور نادر لفريدة فهمي في احتفالية «الأوبرا المصرية»

جانب من تكريم الفنانة فريدة فهمي (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من تكريم الفنانة فريدة فهمي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«ذكريات الكرنك» تستعيد روائع فرقة رضا السينمائية

جانب من تكريم الفنانة فريدة فهمي (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من تكريم الفنانة فريدة فهمي (وزارة الثقافة المصرية)

استعادت احتفالية «ذكريات الكرنك» بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، مساء أمس (الاثنين)، الروائع السينمائية التي قدمتها «فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية» خلال أحداث فيلم «غرام في الكرنك»، إنتاج عام 1967، ومزجت الاحتفالية التي قدمتها فرقتا باليه أوبرا القاهرة، وأوركسترا أوبرا القاهرة، تحت قيادة المايسترو هشام جبر، وإخراج هشام الطلي، بين الاستعراضات والموسيقى الحية، مع مشاهد من الفيلم السينمائي الشهير، الذي يضم مجموعة من التصميمات الحركية لـمؤسس الفرقة الراحل محمود رضا، والتي تعبر عن التراث الفني لمعظم الأقاليم والمدن المصرية.

وتدور أحداث فيلم «غرام في الكرنك» في إطار استعراضي كوميدي؛ إذ تحاول «أمينة» التي جسدتها فريدة فهمي الانضمام إلى فرقة للرقص الاستعراضي، قبل أن يربط الحب بينها وبين «صلاح» مدير الفرقة وراقصها الأول محمود رضا، الذي اعتقد أنها تحب شخصاً آخر، فيتظاهر بأنه لا يحبها وأن ما يجمعهما علاقة عمل وحسب، في وقت كانت تعاني فيه الفرقة من مشكلات مادية خلال وجودها بمدينة الأقصر التاريخية (جنوب مصر).
وكرمت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، خلال الاحتفالية اسم الفنان الراحل محمود رضا الذي رحل عن عالمنا في شهر يوليو (تموز) الماضي، والفنانة الكبيرة فريدة فهمي، التي وصفت وزارة الثقافة المصرية ظهورها بدار الأوبرا، مساء أمس، بـ«النادر».

وقالت عبد الدايم خلال الحفل، إن «التجربة المميزة التي نفذتها دار الأوبرا أكدت العبقرية الفنية لمحمود رضا»، مشيرة إلى أن «إبداعات الراحل ما زالت تنبض بالحياة رغم مرور السنين؛ إذ تم التأكد من أن سحر التصميمات المصرية الخالصة لفارس الفنون الشعبية سيبقى خالداً في الوجدان وملهماً للأجيال»، مؤكدة أن «مواصلة الاحتفاء بمحمود رضا يأتي تعبيراً عن عرفان الوطن بجهود رموزه من أيقونات القوى الناعمة الذين أسهموا في ترسيخ دعائم الانتماء والولاء لأرض مصر، ونجحوا في التعبير عن هويتها المتفردة»، على حد تعبيرها.
وشاركت «فرقة رضا للفنون الشعبية» خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي في عدد من الأفلام السينمائية الاستعراضية، والتي حققت لها شهرة كبيرة في مصر والعالم العربي.
وأهدت عبد الدايم درعاً تذكارية تكريماً للفنان الراحل محمود رضا، وتسلمتها ابنته الفنانة شيرين رضا، ودرعاً أخرى للفنانة فريدة فهمي التي تم تكريمها منذ 3 سنوات في مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية.

وغيّب الموت، الفنان محمود رضا «أسطورة الرقص الشعبي المصري»، ومؤسس «فرقة رضا للفنون الشعبية» العريقة، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 90 عاماً، في شهر يوليو الماضي. وبدأ رضا مشواره بالسينما في عام 1949، حيث قدم دور «راقص» في فيلم «أحبك أنت»، وبعدها شارك في فيلم «بابا أمين» للمخرج يوسف شاهين، ولعب دور راقص في الكباريه، الذي كانت تعمل فيه فاتن حمامة.
وشارك الفنان الراحل أيضاً في أفلام «أغلى من عينيه»، و«قلوب حائرة»، و«فتى أحلامي»، و«ساحر النساء»، و«نور عيوني»، و«غريبة»، و«عفريت سمارة»، وفي عام 1967، قدم «غرام في الكرنك» مع الفنانة فريدة فهمي، الذي يعد فيلمه الأشهر، وسبب شهرته الواسعة، وفق نقاد مصريين.
وطافت فرقة رضا على مدار 60 عاماً، أنحاء العالم لتقديم التراث الشعبي والفني المصري برؤية دقيقة ومبهجة، وحصل محمود رضا على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرغ 1995، كما حصلت الفرقة على الكثير من الشهادات التقديرية في جميع العروض الداخلية والخارجية.



تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
TT

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)

تصدّرت أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت تامر حسني ورامي صبري في «ديو غنائي» للمرة الأولى في مشوارهما، «تريند» موقع «يوتيوب»؛ وخطفت الأغنية الاهتمام مُحقّقة مشاهدات تجاوزت 600 ألف مشاهدة بعد طرحها بساعات. وهي من كلمات عمرو تيام، وألحان شادي حسن. ويدور الكليب الغنائي الذي أخرجه تامر حسني حول علاقات الحب والهجر والندم.

وتعليقاً على فكرة «الديوهات الغنائية» ومدى نجاحها مقارنة بالأغنيات المنفردة، قال الشاعر المصري صلاح عطية إن «فكرة الديو الغنائي بشكلٍ عام جيدة وتلقى تجاوباً من الجمهور حين يكون الموضوع جيداً ومُقدماً بشكل مختلف».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب «فعلاً ما بيتنسيش» (يوتيوب)

ويؤكد عطية أن «الديو» ينتشر أولاً بنجومية مطربيه وجماهريته، ومن ثَمّ جودة العمل. وفي ديو «فعلاً ما بيتنسيش» للنجمين تامر ورامي، قُدّم العمل بشكل يُناسب إمكاناتهما الصّوتية ونجوميتهما، كما أنه خطوة جيدة وستكون حافزاً لغيرهما من النجوم لتقديم أعمالٍ مشابهة.

وشارك تامر حسني فيديوهات كثيرة لتفاعل الجمهور مع ديو «فعلاً ما بيتنسيش»، عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك»، وكتب تعليقاً عبر خاصية «ستوري» لأحد متابعيه بعد إشادته بالديو جاء فيه: «منذ 10 أشهرٍ وأنا أعمل وأفكر مع رامي لتقديم عملٍ يليق بالجماهير الغالية السَّمّيعة».

رامي صبري في لقطة من الكليب (يوتيوب)

وبعيداً عن الإصدارات الغنائية، ينتظر تامر حسني عرض أحدث أعماله السينمائية «ري ستارت». وبدأ حسني مشواره الفني مطلع الألفية الجديدة، وقدّم بطولة أفلام سينمائية عدّة، من بينها «سيد العاطفي» و«عمر وسلمى» و«كابتن هيما» و«نور عيني» و«البدلة» و«الفلوس» و«مش أنا» و«بحبك» و«تاج».

«ولأن الديو وغيره من الألوان مثل (الموشّحات والدور والقصيدة)، لم يعد لها في السنوات الأخيرة وجود لافت على الساحة، فإنه عندما يقدّم أحد النجوم عملاً حقيقياً وصادقاً فإنه يلمس الوتر عند الجمهور ويحقّق النجاح، وهذا ما فعله تامر ورامي»، وفق أحمد السماحي، الناقد الفني المصري.

وتابع السماحي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ديو (فعلاً ما بيتنسيش) عملٌ مناسبٌ للأجواء الشتوية، ويتضمّن كلمات هادفة وموضوعاً مهماً مثل (عدم تقدير الحبيب) والندم على ذلك». كما أشاد السماحي بأداء رامي وتامر في الكليب، خصوصاً أن قصته يعاني منها شباب كثر، وظهورهما معاً أظهر فكرة المعاناة في بعض العلاقات العاطفية.

تامر حسني (حسابه في فيسبوك)

لم يكن ديو رامي وتامر الأول في مسيرة الأخير، فقد شارك خلال مشواره في أعمالٍ غنائية مع عدد من الفنانين، من بينهم شيرين عبد الوهاب وعلاء عبد الخالق وكريم محسن والشاب خالد وأحمد شيبة ومصطفى حجاج وبهاء سلطان وغيرهم.

في حين بدأ رامي صبري مشواره بالتلحين، وقدّم بعد ذلك أغنيات خاصة به، من بينها «حياتي مش تمام»، و«لما بيوحشني»، و«أنتي جنان»، و«بحكي عليكي»، و«غريب الحب». وقبل يومين، شارك صبري في حفلٍ غنائيٍّ على مسرح «أبو بكر سالم»، جمعه بالفنانة اللبنانية نانسي عجرم ضمن فعاليات «موسم الرياض».

من جانبها، نوّهت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذة النقد الموسيقيّ في أكاديمية الفنون، بأنه لا يمكننا إطلاق مصطلح «ديو غنائي» على أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت رامي وتامر، فهي أغنية تصلح لمطرب واحد، مشيرة إلى أن «الديو له معايير أخرى تبدأ من النّص الشعري الذي يتضمّن السؤال والجواب والحوار».

ولفتت ياسمين فراج، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة نجمين من الجيل نفسه في أغنية، تُوحي بالترابط بينهما، ووجودهما على الساحة له مردودٌ إيجابي جاذبٌ للناس نظراً لجماهيريتهما التي رفعت من أسهم الأغنية سريعاً».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب الأغنية (يوتيوب)

ووفق عطية، فإن «فكرة الديوهات قُدّمت منذ زمن طويل وجمعت نجوماً، من بينهم محمد فوزي وليلى مراد في أغنية «شحّات الغرام»، وفريد الأطرش وشادية في أغنية «يا سلام على حبي وحبك»، وحتى في تسعينات القرن الماضي، قدّم الفنان حميد الشاعري كثيراً من الديوهات أشهرها «عيني» مع هشام عباس، و«بتكلم جد» مع سيمون.

وأفاد عطية بأن هناك ديوهات حققت نجاحاً لافتاً من بينها أغنية «مين حبيبي أنا» التي جمعت وائل كفوري ونوال الزغبي، و«غمّض عينيك» لمجد القاسم ومي كساب، حتى في نوعية المهرجانات شارك عمر كمال وحسن شاكوش في أغنية «بنت الجيران».