أقوى وأكثر صداقة للبيئة... علماء يصنعون خشبًا شفافًا كالزجاج

الخشب الشفاف الذي قد يكون بديلاً عن الزجاج (ديلي ميل)
الخشب الشفاف الذي قد يكون بديلاً عن الزجاج (ديلي ميل)
TT

أقوى وأكثر صداقة للبيئة... علماء يصنعون خشبًا شفافًا كالزجاج

الخشب الشفاف الذي قد يكون بديلاً عن الزجاج (ديلي ميل)
الخشب الشفاف الذي قد يكون بديلاً عن الزجاج (ديلي ميل)

صمم العلماء «خشبًا شفافًا» يمكن أن يحل مكان الزجاج التقليدي في النوافذ، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وتم تطوير الابتكار باستخدام خشب من شجرة البلسا، التي يعود أصلها إلى أميركا الجنوبية والوسطى، ويزعم أنه أكثر كفاءة حرارياً من الزجاج بخمس مرات.
وعالج الفريق خشب البلسا في بيئة مؤكسدة تعمل على تبييضه بكل وضوح تقريبًا ثم تم اختراقه ببوليمر اصطناعي يسمى كحول البولي فينيل «بي في إيه» - مما أدى إلى إنتاج منتج شفاف تقريبًا.
وعلى عكس الزجاج التقليدي، يمكن للخشب الشفاف أن يتحمل تأثيرات أقوى بكثير، فهو ينحني أو يتشقق عند التلف، بدلاً من التكسر.
وصنعت الخشب الشفاف فرق في جامعة ماريلاند وجامعة كولورادو، شرعت في إيجاد بديل صديق للبيئة أكثر من الزجاج التقليدي - وهو إنتاج ينبثق منه حوالي 25 ألف طن من الانبعاثات كل عام.
وإلى جانب المساهمة في غازات الاحتباس الحراري، يساعد الزجاج في فقدان الطاقة.
وكتب الفريق في الدراسة أن «نوافذ المباني السكنية على وجه الخصوص تمثل 10 - 25 في المائة من فقدان الحرارة بسبب ضعف قدرتها على الإدارة الحرارية».
وتابع العلماء: «وبالتالي، فإن استكشاف مواد النوافذ ذات الكفاءة في استخدام الطاقة أمر مرغوب فيه للغاية لمعالجة تكاليف التدفئة ونقص الطاقة والتأثير العالمي لتغير المناخ المرتبط بزيادة انبعاثات الكربون».
واختار الفريق خشب البلسا بسبب نموه السريع ومظهره المعتم نظرًا لقدرته على امتصاص الضوء.
وفي حين أن هذا ليس المثال الأول للخشب الشفاف بصريًا، فقد ركزت التطورات السابقة على دراسة تشريح الخشب على المستوى المجهري. ويبدو أن أحدث الابتكارات أكثر شفافية من تلك التي تمت في الماضي.
ولتطوير خشب شفاف، غمر الباحثون الخشب في محلول مبيض على درجة حرارة الغرفة لإزالة المادة الممتصة للضوء من الهيكل.
وقال العلماء في الدراسة: «ثم من أجل الحصول على نفاذية بصرية عالية وضباب منخفض في وقت واحد، اخترقنا قالب الخشب باستخدام (بي في إيه)».
وتابعوا: «يستخدم (بي في إيه) على نطاق واسع في المركبات لأنه بوليمر صديق للبيئة يتميز بشفافية بصرية».
ويلاحظ الفريق أن الترابط بين «بي في إيه» والسليلوز في الخشب، يخلق بنية محكمة الغلق تسمح بمزيد من الحماية الحرارية وتجعلها أكثر متانة وأخف وزناً من الزجاج.
وأوضح الباحثون في بيان: «إن التحول إلى الخشب الشفاف يمكن أن يكون فعالًا من حيث التكلفة أيضًا». وأضافوا: «إنه أكثر كفاءة من الناحية الحرارية بخمس مرات تقريبًا من الزجاج، مما يقلل من تكاليف الطاقة... إنه مصنوع من مورد مستدام ومتجدد مع انبعاثات منخفضة الكربون. كما أنه متوافق مع معدات المعالجة الصناعية الحالية، مما يجعل الانتقال إلى التصنيع أمرًا سهلاً».


مقالات ذات صلة

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

بيئة جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

تشكل الفكرة القائلة إنّ «المناطق الزرقاء» المشهورة في العالم بطول عمر سكانها وارتفاع نسبة المعمرين فيها، مجرد خدعة تستند إلى بيانات غير صحيحة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

تبرز تقنية «الشجرة التفاعلية» وسط القاعة. فعندما يقترب الزائر تدبُّ الحياة في الشجرة ويُعرَض وجهٌ عليها لتبدأ بسرد قصتها ممثّلةً الأشجار المُعمِّرة في السعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.