إطلالة وجدانية على «حُراس الطبيعة» في معرض بالقاهرة

«خيال المآتة» كما يتصوره صاحب المعرض (الشرق الأوسط)
«خيال المآتة» كما يتصوره صاحب المعرض (الشرق الأوسط)
TT

إطلالة وجدانية على «حُراس الطبيعة» في معرض بالقاهرة

«خيال المآتة» كما يتصوره صاحب المعرض (الشرق الأوسط)
«خيال المآتة» كما يتصوره صاحب المعرض (الشرق الأوسط)

يفتح الفنان المصري محمد ربيع، نافذة يُطل منها على أحلام الطبيعة، كما تسكن في ذاكرته الخاصة والذاكرة التاريخية، ويستنبط من الطبيعة بعضاً من مفاتيح جاذبيتها التي تجعلها دائماً موضوعاً مُتجدداً للفن، وذلك في معرضه الجديد الذي يستضيفه غاليري «تام» في القاهرة، بعنوان «حُراس الطبيعة»، ويستمر حتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وبه يقتفي الفنان أثر هؤلاء «الحُراس» الذين استعان بهم الإنسان منذ القدم لمساعدته في حماية ورعاية الأرض، في تقصٍ فني عن جذور تلك العلاقة الفطرية منذ القدم.
وعبر نحو 70 لوحة متعددة الأحجام، تموج المشاعر الوجدانية الوثيقة بين الأرض والإنسان، ليعبر بها الفنان إلى دهشة البدايات التي كانت لها الفضل في تأسيس حضارة الإنسان؛ تلك البدايات التي تظهر على هيئة نهر جارٍ تعدد حضوره البصري في لوحات المعرض، ويظهر أيضاً في ضفاف خصيبة تنفتح على فضاءات هائلة تموج بالحياة والخصوبة، ولم يجعل الفنان من الحضور البشري المباشر في لوحاته الدليل الوحيد على تلك الحياة، واستعان في المقابل برموز لهذا البقاء المُؤسَس على ضفاف الطبيعة، منها البيوت الطينية والبنايات التي وكأنّها خرجت من رحم الطمي، وأيضاً من خلال كائناته التي أطلق عليهم «حُراس الطبيعة»، وهم الذين رافقوا الإنسان في رحلة تمهيده واكتشافه للأرض والطبيعة، ويقول عنها لـ«الشرق الأوسط»: «تلك الكائنات هي شريكة الإنسان في تفاصيله، ولقد فطرها الله على أن تكون قادرة على خلق التوازن في مقابل ما يُحدثه الإنسان في الطبيعة من تجريف وفوضى، ويوجد آلاف الأنواع من الحيوانات الحيّة، التي كان الإنسان قادراً على تطويع الكثير منها لخدمته في حماية وحراسة الطبيعة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».
على رأس تلك الكائنات التي يتحدث عنها صاحب المعرض، الكلاب بكل ما تركت في التاريخ من إرث طويل حول استعانة أصحاب الحقول بها في محاولة للتصدي للذئاب المُغيرة على الأرض، ومن بين تلك الكائنات أيضاً تلك المُجسمات التي صارت جزءاً من الفلكلور الشعبي مثل «خيال المآتة» أو المُجسمات التي صنعها المُزارع منذ القدم من القش أو التبن على هيئة إنسان حتى يبعث الخوف لدى الطيور، فلا تُفسد مزروعات الحقول، خصوصاً في فترات راحة الفلاح الذي لا يستطيع حراسة الحقل على مدار الساعات من دون مساعدة.
يصنع الفنان من تلك الموروثات والحكايات القديمة حكاياته الفنية الخاصة التي يقول إنها «تتناول مشاهد من مخزوني البصري عن تلك الطبيعة الدفينة في ذاكرتي»، واختار الفنان صياغة عالمه الفني بأسلوب الطبقات الأفقية المُتوازية والمُتراكمة لخلق حالة تعبيرية للعالم البصري للطبيعة كما تختزنها ذاكرته الخاصة، والذاكرة الجمعية، وقام بتوظيف تراسلات الألوان وكأنه يُفسح مجالات للنور الكامن في أعماق اللوحة، ويُحاكي هذا التكنيك اللوني شكل طبقات الأرض وتراكماتها وتضاريسها الفنية.
كما يلجأ صاحب المعرض أحياناً للتجريد لمعالجة مشاعر الانسياب التي يمنحها سطح الأرض وانبساطها، ويُنوّع تشكيل كائناته الفنية في هذا الإطار الانسيابي، التي تظهر في أسلوب فني عفوي يمنحها مزيداً من النقاء والمدى الزمني الواسع المُرتبط ببدايات العلاقة بالطبيعة، كما ظهر مثلاً في تصوير الحمير والماعز والكلاب.
وأدمج التكوينات الهندسية لهياكل البيوت المُحيطة بالحقول في عفوية خطوط الفرشاة، مُستعيناً بالألوان التي سادتها الصبغة الترابية مع ومضات لونية براقة تستدعي شمس الحقول ودفئها، وأخرى مشتقة من تدريجات الأزرق النهري، ولمسات الأبيض.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.