العثور على حطام الطائرة الماليزية إيه 320 - 300 وانتشال عشرات الجثث

المؤشرات تشير إلى أنها تحطمت في بحر جاوا

العثور على حطام الطائرة الماليزية إيه 320 - 300 وانتشال عشرات الجثث
TT

العثور على حطام الطائرة الماليزية إيه 320 - 300 وانتشال عشرات الجثث

العثور على حطام الطائرة الماليزية إيه 320 - 300 وانتشال عشرات الجثث

انتهت عمليات البحث عن طائرة "اير ايجا" الماليزية، اليوم (الثلاثاء)، مع العثور على الحطام وانتشال عشرات الجثث قبالة سواحل اندونيسيا، ما أثار حالة حزن شديد لدى اهالي الركاب ال162 مع تحقق أسوأ مخاوفهم.
واختفت طائرة الايرباص ايه 320-300 اثناء رحلتها بين مدينة سورابايا الاندونيسية وسنغافورة في جو عاصف في وقت مبكر الاحد.
وكل المؤشرات تدل الآن على ان الطائرة تحطمت في بحر جاوا جنوب غربي جزيرة بورنيو مع العثور على الحطام وانتشال عشرات الجثث حتى الآن.
واكدت البحرية الاندونيسية انتشال اكثر من اربعين جثة من الموقع.
وقال المتحدث باسم البحرية مناهان سيمورانغيكر لوكالة الصحافة الفرنسية "استنادا الى الاذاعة العسكرية، افيد بان السفينة الحربية بانغ تومو انتشلت 40 جثة والعدد الى ارتفاع".
واعلن عن ذلك بعد ان قال رئيس هيئة البحث والانقاذ الوطنية الاندونيسية بمبانغ سوليستيو خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا "وفقنا الله اليوم. في الساعة 12,50 عثرت طائرة هركوليس تابعة لسلاح الجو على جسم وصف بأنه ظل في قاع البحر على شكل طائرة". واضاف ان كل عناصر البحث ورجال الانقاذ توجهوا الى الموقع على بعد نحو 160 كيلومترا جنوب غربي مدينة بنغلان بان في وسط كاليمنتان في جزيرة بورنيو، بهدف نقل قطع الحطام وجثث الركاب الى بنغلان بان، وهي أقرب نقطة من الموقع.
وقبل ذلك بقليل، اكد مسؤولون عن عمليات البحث الاندونيسية العثور على قطع من الطائرة وجثة طافية في منطقة تحطمها. وعرض التلفزيون الاندونيسي صورا من الموقع.
وبدأ اقرباء الركاب الـ162 بمعانقة بعضهم البعض والبكاء في سورابايا، ثاني مدن اندونيسيا، اثناء مشاهدتهم انتشال جثة من البحر على التلفزيون.
في كوالالمبور، اعرب المدير التنفيذي لشركة الطيران الماليزية توني فرنانديز عن عميق حزنه. وقال على تويتر "قلبي ينفطر حزنا من أجل أهالي ركاب الرحلة كيو زد 8501. أقدم تعازي للجميع باسم (اير ايجا). الكلمات لا تكفي للتعبير عن مدى أسفي". واضاف انه سيتوجه على الفور الى سورابايا.
وقال دويجانتو (60 عاما) الذي كان ابنه مع خمسة زملاء له على متن الطائرة "اذا صحت الانباء ماذا سأفعل؟ لا يمكنني اعادته الى الحياة".
وتوالت منذ الصباح تصريحات المسؤولين الاندونيسيين لتأكيد العثور على حطام الطائرة بدءا باعلان الضابط في سلاح الجو الاندونيسي اغوس دوي بوترانتو خلال مؤتمر صحافي في بنغلان بانه تم صباحا تحديد "مكان نحو 10 أجسام كبيرة والعديد من الأجسام الأصغر حجما ذات اللون الأبيض (...) على بعد 10 كيلومترات من آخر موقع تم فيه رصد الطائرة بالرادار". وعرض الضابط عشر صور لأجسام تشبه باب طائرة، ومزلاق طوارىء وجسما آخر يشبه صندوقا.
وقال مصور للوكالة على متن احدى طائرات البحث الاندونيسية التي عثرت على الحطام انه رأى ما يشبه سترة وطوف نجاة وانابيب طويلة برتقالية، اثناء تحليق الطائرة على ارتفاع 150 مترا فوق البحر.
ومنذ الاثنين اعلنت السلطات الاندونيسية ان الطائرة غرقت على الارجح في قاع البحر.
وشاركت عشرات الطائرات والسفن في عمليات البحث التي تم توسيع نطاقها وكان ينتظر ان تنضم اليها سفينة حربية اميركية في الموقع بعد وصول طائرات مراقبة وسفن حربية من استراليا وسنغافورة وماليزيا.
واعلنت كوريا الجنوبية ارسال طائرة استطلاع بي-3 التي شاركت في البحث عن الطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة ام-اتش370 عندما فقد اثرها مطلع السنة، كما ارسلت الصين فرقاطة وطائرات عسكرية.
وفي هذه الاثناء نشرت الاتصالات الاخيرة التي اجراها طيار طائرة ايرباص 320-200 قبل ان ينقطع الاتصال معه.
ولدى الاقلاع طلب الطيار الاذن بالتحليق على ارتفاع 10400 متر، لكن لم تتم الموافقة على طلبه بسبب وجود 11 طائرة في مسار ام365، وفق ويسنو دارجونو مدير "ايرناف"؛ الذي اضاف ان 160 طائرة تستخدم يوميا هذا المسار المتجه الى سنغافورة.
وفي اخر اتصال له، طلب الطيار تغيير مسار رحلته وكرر قوله انه يريد الارتفاع لتفادي الطقس السيئ.
وقال دارجونوللوكالة ان الطيار "طلب من برج المراقبة ان يسمح له بالاتجاه يسارا بسبب رداءة الطقس وتمت الموافقة على ذلك على الفور".
ولكن بعد ثوان من ذلك، طلب ان يرتفع من 32 الف قدم (9800 متر) الى 38 ألف قدم (11600 متر)، لكنه لم يحصل على الاذن فورا لأن طائرات اخرى كانت تطير فوقه في هذا الوقت". وكانت تلك المحادثة الاخيرة مع الرحلة "كيو زد 8501".
وبعدها بدقائق كان برج المراقبة يستعد لاعطاء الطيار الاذن للارتفاع، لكن الطائرة لم تستجب.
على صعيد لاحق، اعلنت سفينة حربية اندونيسية انها انتشلت اكثر من 40 جثة من البحر في اطار عملية البحث عن طائرة "اير ايجيا" التابعة للخطوط الجوية الماليزية والتي فقدت في اندونيسيا، كما قال متحدث باسم البحرية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مناهان سيمورانغيكر "استنادا الى الاذاعة العسكرية فقد افيد بأن السفينة الحربية بانغ تومو انتشلت 40 جثة والعدد في ارتفاع".
يذكر ان سنة 2014 شهدت أحداثا كثيرة بالنسبة للطيران المدني في ماليزيا، حيث فقدت الخطوط الماليزية طائرتين غير طائرة شركة "اير ايجا".
ففي 8 مارس (اذار) اختفت الرحلة ام-اش370 عن الرادار بعد اقلاعها من كوالالمبور باتجاه بكين وعليها 239 شخصا. ولم يتم حتى الآن تفسير سبب اختفائها او معرفة مكانها. ويعتقد انها تحطمت وغرقت في المحيط الهندي بسبب نقص الوقود.
وفي 17 يوليو (تموز) انفجرت في الجو طائرة بوينغ للخطوط الماليزية كانت تقوم بالرحلة ام-اتش17 بين امستردام وكوالالمبور فوق اوكرانيا، حيث يعتقد انها اصيبت بصاروخ. وكانت الطائرة تنقل 298 راكبا بينهم 193 هولنديا.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».