الأمم المتحدة تحذّر من عالم يعيش «في ظل كارثة نووية»

الأمم المتحدة تحذّر من عالم يعيش «في ظل كارثة نووية»
TT

الأمم المتحدة تحذّر من عالم يعيش «في ظل كارثة نووية»

الأمم المتحدة تحذّر من عالم يعيش «في ظل كارثة نووية»

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن العالم يعيش «في ظل كارثة نووية» تغذيها حالة انعدام الثقة المتزايدة والتوترات بين القوى النووية، بينما عبرت المجموعة العربية لدى المنظمة الدولية عن «القلق» من عدم تنفيذ الالتزام الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة اجتماعاً رفيع المستوى للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، أن التقدم في تخليص العالم من الأسلحة النووية «توقف، وهو يواجه خطر التراجع»، موضحاً أن التوترات بين الدول التي تمتلك أسلحة نووية «زادت من المخاطر النووية»، لا سيما في بيئة يشوبها انعدام الثقة والتوتر بين الدول الحائزة على الأسلحة النووية، وبرامج تحديث الترسانات للحصول على أسلحة أسرع وأكثر سرية ودقة، بتكاليف وصفها الأمين بأنها «ببساطة، تثير الذهول».
وكأمثلة على ذلك، عبر غوتيريش عن قلقه البالغ من الخلافات المتصاعدة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والصين بقيادة الرئيس شي جينبينغ، علماً بأن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في أدنى مستوياتها، بينما تتنازع الهند وباكستان المسلحتان نووياً حول كشمير، وكذلك دخلت الهند للتو في مناوشات حدودية مع الصين. ومن القوى النووية الكبرى، كانت روسيا والصين على قائمة المتحدثين. وتغيبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن الاجتماع. وكذلك فعلت كوريا الشمالية وإسرائيل التي يقال على نطاق واسع إن لديها ترسانة نووية، لكنها لم تعترف بها علانية. وأشار كثير من المتحدثين إلى أن الاجتماع عقد بعد 75 عاماً من قيام الولايات المتحدة بإلقاء قنابل نووية على هيروشيما وناغازاكي، مما أدى إلى مقتل 210 آلاف شخص، وتسريع نهاية الحرب العالمية الثانية.
وعلى الرغم من أن نزع السلاح النووي كان من أولويات الأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل 75 عاماً، قال غوتيريش إنه «من المقرر أن تنتهي المعاهدة الوحيدة التي تقيد حجم أكبر الترسانات النووية في العالم أوائل العام المقبل، مما يهدد بالعودة إلى المنافسة الاستراتيجية غير المقيدة». وشدد على ضرورة أن يعود العالم إلى مسار نزع السلاح النووي «من أجل أمننا كله»، مضيفاً أنه من الضروري لروسيا والولايات المتحدة تمديد معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (ستارت)، بلا تأخير، ولمدة أقصاها خمس سنوات.
ومن أمور أخرى، تدعو معاهدة ستارت الجديدة إلى خفض عدد منصات إطلاق الصواريخ النووية الاستراتيجية إلى النصف، وإنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق في غضون سبع سنوات من تاريخ دخول المعاهدة حيز التنفيذ.
وأكد أن «الدول التي تمتلك أسلحة نووية تتحمل مسؤولية قيادة هذا المسعى، بما في ذلك من خلال الوفاء بالتزامات نزع الأسلحة الحالية، واتخاذ خطوات عملية للحد من المخاطر النووية». وأوضح أنه خاصة في بيئة الأمن الدولي المتوترة اليوم، ومع تصاعد الاحتكاك بين القوى الكبرى، فإن مثل هذه الخطوات ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
ودعا إلى «تعددية قوية شاملة متجددة مبنية على الثقة»، مع وضع الأمن البشري في صميمها «لتوجيهنا إلى هدفنا المشترك المتمثل في عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية».
ولاحظ رئيس الدورة السنوية الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، أن «الأطراف انسحبت من الاتفاقات المتعلقة بالمجال النووي، وبعض آخر على وشك الانتهاء»، مضيفاً أن بعض الدول الأطراف قد لوحت بإعادة بدء التجارب النووية. وإذ ذكر بأن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ50 لمعاهدة حظر الانتشار النووي، حض الدول الأطراف فيها على استخدام مؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2020 المؤجل، لتجديد التزاماتها العام المقبل، ومناقشة «الخطوات العملية في نزع السلاح النووي».
وتحدث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، باسم المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة، فعبر عن «قلق بالغ» من «الجمود» الذي تشهده جهود تنفيذ التزامات نزع السلاح النووي من جانب الدول النووية. كما عبر عن «القلق» من «عدم تنفيذ الالتزام الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، بموجب القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1995».


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».