توظيف التراث لدمج سكان «العشوائيات» بأحيائهم الجديدة في القاهرة

جانب من ورشة الخط العربي
جانب من ورشة الخط العربي
TT

توظيف التراث لدمج سكان «العشوائيات» بأحيائهم الجديدة في القاهرة

جانب من ورشة الخط العربي
جانب من ورشة الخط العربي

عبر توظيف التراث وفنونه، وربطه بالواقع الاجتماعي، يسعى قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار المصرية إلى دمج ومساعدة سكان «المناطق العشوائية» بالقاهرة بمدنهم الجديدة التي انتقلوا إليها، بجانب ربطهم بالمعالم الأثرية للقاهرة التاريخية من خلال ورش فنية للأطفال، وجولات بعدد من المتاحف، وورش تدريب على الحرف اليدوية التراثية للأمهات كي تتمكن من احتراف مهنة لمساعدة أسرهن في مواجهة الأعباء المالية.
البرنامج الذي أطلقته الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة التابعة لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع فرع ثقافة القاهرة، تحت عنوان «بكرة أحلى»، بدأ أول أنشطته في حي الأسمرات (شرق القاهرة) الذي أتى معظم سكانه من حي الدويقة، أحد أشهر الأحياء العشوائية في مصر.
وتركز الأنشطة على الأطفال والأمهات بهدف تطوير مهاراتهم الاجتماعية والفنية والثقافية انطلاقاً من دور الوعي الأسري في نشر القيم الإنسانية والمعرفية من خلال مجموعة متنوعة من المحاضرات والورش يستضيفها قصر ثقافة «تحيا مصر» بحي الأسمرات، يشارك فيها 40 أماً وطفلاً، وتختتم الأنشطة بجولات بعدد من متاحف القاهرة.
واستخدمت الندوات التثقيفية مفردات ومكونات المعالم الأثرية في توضيح المفاهيم الثقافية والإنسانية وقيم المواطنة والانتماء من خلال عرض صور لبعض الأماكن الأثرية وقصصها على شاشات لتبسيط المعلومات. ففي محاضرة تحت عنوان «سلوكك من أثرك»، استعان الباحثون بقصص وحكايات تراثية وصور معالم أثرية لتوضيح وتبسيط كثير من القيم السلوكية الإيجابية، وآليات التعامل مع الآخر، ومفاهيم المحبة والسلام، والاستعانة بقصص تاريخية لبعض مقتنيات المتاحف وشخصياتها لتسليط الضوء على القيم الإيجابية، مثل أهمية اختيار الصديق والتسامح وقبول الآخر، فضلاً عن ندوات حول الحقوق والواجبات ودورها في صياغة سلوكيات الفرد تجاه المجتمع والآخرين، وضمت الأنشطة المخصصة للأطفال عدداً من الورش الفنية، بينها ورش فن الخط العربي وزخرفته، تحت عنوان «حسن خطك»، وورش لفنون الزخرفة الإسلامية.
وتهدف الأنشطة إلى تعزيز منظومة القيم بين الأطفال والأمهات الذين انتقلوا من أحياء عشوائية إلى مدن جديدة تمثل واقعاً اجتماعياً مختلفاً عما تربوا عليه، وفقاً للدكتورة هبة عبد العزيز، مفتشة الآثار منسق البرامج بالإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة، التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «البرنامج بدأ بحي الأسمرات، في ضوء أن سكانه انتقلوا من حي الدويقة، وهو أشهر الأحياء العشوائية المصرية، وسننتقل إلى مدن وأحياء أخرى تعاني مشكلة الاندماج والتأقلم نفسها مع الحي الجديد الذي تحكمه قيم سلوكية مختلفة، ونستخدم في المحاضرات والورش المختلفة فكرة نشر الوعي الأثري، بصفته مدخلاً لتطوير وتعزيز القيم السلوكية والمعرفية لدى المشاركين، ومساعدتهم في الاندماج مع مجتمعهم الجديد من خلال ربط المعالم الأثرية التي يتم تناولها وبعض مقتنيات المتاحف بقصص تراثية تبرز أهمية القيم الإنسانية».
وشاركت 20 سيدة من سكان الأسمرات في ورش لتعليم فن التفصيل والحياكة وتصميم الأزياء بهدف مساعدتهن على صناعة ملابسهن وملابس الأطفال والأسرة في المنزل.
مصممة الأزياء إحسان محمد، المشرفة على ورش التفصيل بالبرنامج، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «ورش التفصيل تتضمن كل ما يتعلق بالأزياء، بمعنى أنه يمكن للمشاركات احتراف المهنة عقب انتهاء الورشة، وهو ما يضمن لهن عائداً مادياً جيداً، وقد صُممت الدروس والتدريب لتتناسب مع البيئة والمحيط الاجتماعي للمشاركات».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.