تخفيف حكم بحبس 23 ناشطا مصريا متهمين بالتظاهر إلى عامين

النائب العام أخلى سبيل 130 من الطلبة حفاظا على مستقبلهم الدراسي

مدرعة مصرية كتب عليها «قوات حماية المواطنين» بالقرب من المحكمة الجنائية التي خففت الحكم بسجن الناشطة الحقوقية يارا سلام، وسناء سيف شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح و21 آخرين، إلى سنتين بدلا من 3 في القضية المعروفة إعلاميا باسم «مظاهرات قصر الاتحادية» في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مدرعة مصرية كتب عليها «قوات حماية المواطنين» بالقرب من المحكمة الجنائية التي خففت الحكم بسجن الناشطة الحقوقية يارا سلام، وسناء سيف شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح و21 آخرين، إلى سنتين بدلا من 3 في القضية المعروفة إعلاميا باسم «مظاهرات قصر الاتحادية» في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

تخفيف حكم بحبس 23 ناشطا مصريا متهمين بالتظاهر إلى عامين

مدرعة مصرية كتب عليها «قوات حماية المواطنين» بالقرب من المحكمة الجنائية التي خففت الحكم بسجن الناشطة الحقوقية يارا سلام، وسناء سيف شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح و21 آخرين، إلى سنتين بدلا من 3 في القضية المعروفة إعلاميا باسم «مظاهرات قصر الاتحادية» في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مدرعة مصرية كتب عليها «قوات حماية المواطنين» بالقرب من المحكمة الجنائية التي خففت الحكم بسجن الناشطة الحقوقية يارا سلام، وسناء سيف شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح و21 آخرين، إلى سنتين بدلا من 3 في القضية المعروفة إعلاميا باسم «مظاهرات قصر الاتحادية» في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

خففت محكمة مصرية أمس الحكم بسجن الناشطة الحقوقية يارا سلام، وسناء سيف شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح، و21 آخرين، إلى سنتين بدلا من 3 في القضية المعروفة إعلاميا باسم «مظاهرات قصر الاتحادية»، لكن من غير المرجح أن يمتص الحكم الذي أصدرته محكمة استئناف، غضب القوى المدنية التي أبدت اعتراضها على قانون التظاهر الذي أدين بموجبه عدد من أبرز نشطاء ثورة 25 يناير، بحسب مراقبين، رغم صدور قرار من النائب العام المصري المستشار هشام بركات، بإخلاء سبيل 130 من الطلبة وصغار السن، المحبوسين في قضايا متعلقة بالأحداث الجارية «حفاظا على مستقبلهم الدراسي».
وقضت محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة، المنعقدة بشكل استثنائي في أكاديمية الشرطة (شرق القاهرة)، بتخفيف الحكم على النشطاء المصريين إلى سنتين بدلا من 3 كما قضت المحكمة بوضع المتهمين تحت المراقبة لمدة عامين. والحكم قابل للنقض أمام محكمة النقض.
وكانت المحكمة قضت يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) سجن المتهمين 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، ووضعهم تحت المراقبة لمدة 3 سنوات مماثلة، وغرامة 10 آلاف جنيه لكل منهم.
وأثار قانون التظاهر الذي أدين بموجبه عدد من النشطاء غضب القوى المدنية، وواجه انتقادات دولية بسبب القيود التي يفرضها على التظاهر، حيث يفرض على منظمي المظاهرات الإخطار بموعد المظاهرة قبل 3 أيام على الأقل من تنظيمها وأن يحددوا الغرض من المظاهرة والشعارات التي ستردد خلالها ويمنح الحق لوزارة الداخلية الاعتراض على إقامتها. وتنظر المحكمة الدستورية العليا حاليا دستورية القانون بعد أن وافقت المحكمة الإدارية العليا على الطعن على عدم دستوريته.
وأصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي يشغل حاليا منصب رئيس المحكمة الدستورية العليا، قانون التظاهر نهاية العام الماضي.
ووجهت النيابة للمتهمين ارتكاب «جرائم خرق قانون التظاهر وإثارة الشغب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وحيازة أسلحة ومفرقعات ومواد حارقة ومقاومة السلطات والتعدي على قوات الأمن».
وألقي القبض على المتهمين على خلفية مظاهرة «غير مصرح بها» في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة بالقاهرة يوم 21 يونيو (حزيران) الماضي تطالب بإطلاق سراح المحبوسين بموجب قانون التظاهر.
وفي غضون ذلك، قال بيان صادر عن النائب العام إنه «تقرر إخلاء سبيل 130 شخصا من الطلبة وصغار السن حفاظا على مستقبلهم الدراسي، وحرصا على فرصتهم في التعليم»، دون أن يوضح موعد تنفيذ القرار. وأوضح البيان أن القرار جاء «نتيجة عمليات استعراض حالات المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا الأحداث الجارية، والتي تم إعدادها بمنتهي الدقة، ويأتي بمناسبة المولد النبوي الشريف»، الذي سيوافق 3 يناير المقبل.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.