مونتسما... عارض الأزياء الذي هز شباك ليفربول في كأس الرابطة

مدافع لينكولن يؤكد صعوبة العمل بمجال الموضة ولعب كرة القدم في الوقت نفسه

مونتسما يعرض أزياء «بيربيري»... ويحتفل بهدفه في مرمى برادفورد في كأس الرابطة (غيتي)
مونتسما يعرض أزياء «بيربيري»... ويحتفل بهدفه في مرمى برادفورد في كأس الرابطة (غيتي)
TT

مونتسما... عارض الأزياء الذي هز شباك ليفربول في كأس الرابطة

مونتسما يعرض أزياء «بيربيري»... ويحتفل بهدفه في مرمى برادفورد في كأس الرابطة (غيتي)
مونتسما يعرض أزياء «بيربيري»... ويحتفل بهدفه في مرمى برادفورد في كأس الرابطة (غيتي)

منذ وقت ليس بعيداً، كان لويس مونتسما يلعب مع نادي دوردريخت في دوري الدرجة الثانية بهولندا إلى جانب العمل في مجال الأزياء والموضة، لكن عندما استضاف لينكولن سيتي، نادي ليفربول، في الدور الثالث لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، يوم الخميس الماضي، كان يتعين على مونتسما مواجهة نجم ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد، وليس مصمم الأزياء البريطاني الشهير ألكسندر ماكوين. وهي المباراة التي اكتسح فيها ليفربول مضيفه لينكولن 7 - 2، ليتأهل إلى الدور الرابع، وأحرز مونتسما هدف لينكولن الثاني في الدقيقة 66.
لقد مر عامان منذ أن سافر المدافع الهولندي إلى العاصمة البريطانية لندن لحضور عرض أزياء محاطاً ببعض الأسماء الشهيرة في هذه الصناعة، مثل كيندال جينر وإرينا شايك. يقول مونتسما عن ذلك: «كنت متوتراً بعض الشيء لكنني استمتعت بذلك. وفي صباح اليوم التالي، سافرت إلى هولندا مبكراً من أجل العودة إلى التدريبات في الوقت المحدد، حوالي الساعة 10 صباحاً».
وشارك مونتسما في تقديم عروض أزياء الربيع والصيف العام الماضي، مرتدياً نظارة شمسية ومعطفاً طويلاً، لكن اتجاهه للعمل في مجال الأزياء والموضة كان نتيجة لقائه بالصدفة بالمصور الشهير فيليب ريتشيز. وتوطدت علاقة ريتشير بمونتسما عندما كان الأخير يساعد والده، جيلي، الذي تعمل شركته في تأجير المعدات لصانعي الأفلام والمصورين، في توصيل عارضي الأزياء من منتجع زاندفورت غرب أمستردام إلى المدينة. يقول مونتسما عن ذلك: «كنت قد استيقظت للتو من النوم، ولم أكن مرتدياً ملابس النوم، لكنه سألني إذا كنت أرغب في التقاط بعض الصور. وافقت وقلت في نفسي لنرى ما سيحدث بعد ذلك».
لكن خلال العام الماضي، اتخذ مونتسما قراراً بالتركيز على كرة القدم بشكل كامل، ويقول عن ذلك: «اتصل بي ريتشيز قبل بضعة أسابيع للقيام بجلسة تصوير أخرى، لكنني قررت التوقف عن ذلك. ليس من السهل العمل في مجالي الأزياء وكرة القدم في الوقت نفسه، ورأيت أن الوقت قد حان للتركيز على كرة القدم فقط. بعد أن قدمت عرض الأزياء آنذاك كان هناك الكثير من الوكالات الكبيرة المهتمة بالعمل معي، لكن لو وقعت معها كان يجب أن أتفرغ تماماً لذلك العمل. لكن هذا لم يكن ممكناً، لذلك قررت التوقف عن العمل في مجال الأزياء والتركيز على كرة القدم التي تعد دائماً هي الخيار الأول بالنسبة لي».
وُلد مونتسما، الذي اختارت والدته السويدية، هانا، اسمه الأول على اسم لويس كارول، مؤلف كتاب «أليس في بلاد العجائب»، في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث لعب لصالح نادي إيه إف سي، الذي يعد أحد أكبر أندية الهواة في المدينة، وكان يذهب إلى مدرسة «سانت نيكولاسليسيوم»، وهي المدرسة نفسها التي كان يذهب إليها نجم يوفنتوس، ماتيس دي ليخت. يتذكر مونتسما ذلك وهو يضحك، قائلاً: «في كل فترة استراحة كنا نلعب كرة القدم في الخارج، وكنت أنا وهو نلعب دائماً ضد بقية التلاميذ».
لعب مونتسما أربع سنوات في نادي هيرنفين، وكان يدخل دائماً في منافسة شرسة مع جاستن كلويفرت على مستوى الشباب، ويقول عن ذلك: «كنت ألعب ضده كثيراً قبل أن يذهب إلى روما». كما عاش مونتسما في المنزل الذي كان يقطنه يوماً ما النجم المغربي حكيم زياش، الذي لعب في السابق لنادي هيرنفين وانتقل مؤخراً لنادي تشيلسي. تخلى نادي هيرنفين عن خدمات مونتسما وهو في الثامنة عشرة من عمره، ثم خضع اللاعب لاختبارات في عدة أندية في دوري الدرجة الثانية والثالثة بإيطاليا، لكنه عاد إلى هولندا عبر بوابة كامبور ثم دوردريخت، قبل أن يحط الرحال في نادي لينكولن سيتي في يوليو (تموز) الماضي.
ربما لا يلعب نادي لينكولن بطريقة كرة القدم الشاملة التي كان يلعبها المنتخب الهولندي في السبعينيات من القرن الماضي، أو حتى بطريقة الضغط العالي والمتواصل الذي يعتمد عليه نادي ليفربول، لكنه يقدم كرة قدم هجومية ممتعة، يقول مونتسما، الذي يصفه المدير الفني لنادي لينكولن سيتي، مايكل أبليتون، بأنه قوي للغاية من الناحية البدنية: «لا توجد الكثير من الفرق هنا التي تحب الطريقة التي يلعب بها أبليتون». نشأ مونتسما وهو يشجع نادي أياكس أمستردام الهولندي، وكان معجباً للغاية برفائيل فان دير فارت وويسلي شنايدر، لكنه لعب أمام مثل أعلى آخر بالنسبة له، وهو المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك، خلال المباراة التي انتهت بخسارة لينكولن سيتي أمام ليفربول بسبعة أهداف مقابل هدفين.
يقول مونتسما: «دائماً ما أنظر إلى فان دايك بعين الاحترام، فهو لاعب رائع ومدافع عظيم، وأنا أتعلم منه الكثير، حتى من مشاهدته على شاشة التلفاز. وينطبق الأمر نفسه على لاعب الوسط في ليفربول جيني فينالدوم. إنهما لاعبان رائعان من هولندا، وأنا سعيد للغاية باللعب أمامهما. يتعلم اللاعبون في هولندا كيفية الاحتفاظ بالكرة والتمرير بشكل جيد، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من المدافعين في هولندا يلعبون بشكل مريح. عندما كنت صغيراً، كنت ألعب كثيراً في الشوارع، لذلك تعلمت الكثير هناك أيضاً. كل اللاعبين في هولندا يمتلكون مهارات جيدة».
وسرعان ما استحوذ المدافع الهولندي البالغ من العمر 22 عاماً على قلوب أنصار وعشاق لينكولن سيتي، وسجل في الجولتين السابقتين من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، كما سجل هدفاً في مرمى ليفربول في الجولة الثالثة، ويعد أحد الركائز الأساسية للينكولن سيتي الذي لم يعرف طعم الخسارة في أول خمس مباريات له في الموسم الحالي.


مقالات ذات صلة

المهاجمة الإنجليزية كيربي تنضم إلى برايتون

رياضة عالمية فران كيربي (رويترز)

المهاجمة الإنجليزية كيربي تنضم إلى برايتون

قال نادي برايتون آند هوف ألبيون، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، إنه ضم إلى صفوفه المهاجمة الإنجليزية فران كيربي في صفقة انتقال حر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: أتوقع تمديد عقدي مع آرسنال

قال الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إن علاقته بالنادي اللندني قوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ديفيد رايا (رويترز)

آرسنال يتعاقد مع الحارس الإسباني رايا بشكل نهائي

أكمل حارس المرمى الإسباني ديفيد رايا، انتقاله بشكل دائم من برينتفورد إلى آرسنال الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لوكاس باكيتا (أ.ف.ب)

وست هام يرفض إعارة باكيتا لفلامنغو

أكد نادي وست هام يونايتد أنه لا ينوي إعارة لوكاس باكيتا إلى ناديه الأصلي فلامنغو.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية بول ميشال (أ.ف.ب)

نيوكاسل يونايتد يعين ميشال مديراً رياضياً خلفاً لأشوورث

عيّن نيوكاسل يونايتد بول ميشال مديراً رياضياً جديداً للفريق، لينهي بذلك رحلة بحث استمرت 4 أشهر عن خليفة دان أشوورث.

ذا أتلتيك الرياضي (نيوكاسل)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.