قال لوي سيبلي بينما حمل وجهه ابتسامة لطيفة «عندما كنت في سن أصغر، كان وأين روني المثل الأعلى الذي أتطلع نحوه - وهذا كلام صادق من القلب وليس مجرد مجاملة»؛ ليؤكد بذلك على أنه يدرك جيداً حجم الاختلاف ما بين الموقفين مع تحول شخص كان بمثابة معشوق إلى أبعد الحدود إلى قائد الفريق الذي يشارك معه في ديربي كاونتي. واستطرد سيبلي قائلاً، إن «ما فعله من أجل مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي كان مذهلاً، ومن الرائع أن يكون هنا اليوم وتتاح أمامي فرصة التعلم منه. وقد حرصت على دمج أسلوبه العدواني في أسلوب لعبي. لقد اتسم دوماً بطابع حاد داخل الملعب، وهذا نفس الأسلوب الذي أتبعه أنا أيضاً».
ومع ذلك، ثمة اختلافات بين اللاعبين، على رأسها أن واحداً منهما فقط يجري النظر إليه اليوم باعتباره واحداً من أكثر اللاعبين الشباب مهارة على مستوى البلاد، وأحد أبرز المواهب الشابة المرشحة للتألق مع الأندية الكبرى. خلال فترة الإغلاق بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، نشر سيبلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو له أثناء ممارسته مهارة «كيبي أبي» في رحلة امتدت ثلاثة أميال (ركل كرة القدم بالهواء من خلال القدم والركبة والصدر والكتف والرأس وعدم السماح لها بلمس الأرض).
وطرح المقطع المصور نظرة عن قرب لمهارة سيبلي في استخدام قدميه والتي أثارت اهتمام الكثيرين منذ نجاحه في تسجيل هدف في أول مشاركة كاملة له في مباراة ببطولة دوري الدرجة الأولى في مارس (آذار). وعن هذه التجربة، قال سيبلي «طرأت الفكرة على ذهن شقيقي وقلت في نفسي (لنجرب هذا الأمر). وبالفعل كانت فكرة لطيفة». تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن سيبلي الذي أكمل عامه الـ19، قبل أقل من أسبوعين، شارك بجرأة مشابهة مع ديربي الموسم الماضي، وسجل ثلاثية أهداف رائعة في شباك ميلوول خلال ثاني مباراة يشارك في التشكيل الأساسي. ورغم أن ظروف المباراة لم تكن مثالية بالنظر إلى أن تلك كانت أول مباراة يخوضها ديربي كاونتي خلف أبواب مغلقة، لكن هذا لم يمنع سيبلي من اصطحاب كرة القدم معه إلى المنزل وإبقائها داخل غرفته بعد تسجيله «هاتريك». وعن هذه المباراة، قال سيبلي «إنها مباراة لن أنساها أبداً وتعني الكثير لي. إنني مجرد صبي عادي نشأ على تشجيع ديربي كاونتي ومر عبر صفوف أكاديمية النادي».
ويعتبر سيبلي من العناصر الأساسية التي تقود ديربي كاونتي هذا الموسم في محاولة للوصول لدور التصفيات النهائية المؤهلة للصعود إلى الدوري الممتاز بعدما أخفق النادي في الوصول لهذا الهدف الموسم الماضي. ويأتي سيبلي في الفريق الشاب الذي يقوده المدير الفني فيليب كوكو كأفضل لاعبي الفريق، بجانب رفيقه القادم من الأكاديمية ماكس بيرد، والذي قال روني، إن اتحاد الكرة ينبغي أن يركز أنظاره عليه، علاوة على جيسون نايت، واللذين لعب سيبلي إلى جانبهما منذ أن كان في فريق أقل عن 14 عاماً.
وشارك اللاعبون الثلاثة، التشكيل الأساسي لديربي كاونتي في الجولتين الأولى والثانية، واللتين انتهيتا بهزيمة الفريق أمام ريدينغ وليوتن تاون، في الوقت الذي يبدو واضحاً إيمان مسؤولي النادي بالناشئين، وعلى رأسهم مالك النادي، ميل موريس الذي سبق وأعلن عن رغبته في أن يكون 50 في المائة من لاعبي التشكيل الأساسي للفريق من خريجي أكاديمية النادي. من ناحية أخرى، رحل جايدين بوغل وماكس لوي للانضمام إلى شيفيلد يونايتد، هذا الشهر، مقابل مبلغ إجمالي 15 مليون دولار. أما ويل هيوز، لاعب خط وسط آخر من خريجي الأكاديمية، فيلعب حالياً في صفوف واتفورد ويتطلع نحوه سيبلي باعتباره مصدر إلهام له. وعن ذلك، قال سيبلي «أثناء وجودي في الأكاديمية كنت أتطلع نحوه بإعجاب لقدرته على اجتياز طريقه بسرعة ونجاح. ودائماً ما كنت أقول في نفسي «قد أصبح على هذا النحو ذات يوم».
تجدر الإشارة إلى أن سيبلي انضم إلى ديربي كاونتي في عمر الثامنة بعدما خاض محاولات للانضمام إلى ستوك سيتي واستون فيلا. ومن السهل تفهم سبب شعور أسرته بفخر بالغ عندما شارك في التشكيل الأساسي للمرة الأولى أمام مانشستر يونايتد ببطولة كأس الاتحاد، بعدما أخبره روني بأنه سيحصل على أول مباراة كاملة له أخيراً. وعن ذلك، قال سيبلي «أثناء التدريبات، قسمنا صفوفنا إلى فريقين كل واحد من 11 لاعباً، وجاء إليّ روني وأخبرني أنني سأشارك في التشكيل الأساسي اليوم التالي. وقال لي (استمتع بالأمر واجتهد، فأنت تستحق نيل فرصة). بعد التدريبات أو المباريات، كان روني يحرص دوماً على الحديث إلى اللاعبين إذا ما رصد أي شيء بمقدورهم تحسينه. وقد أخبرني جميع المسؤولين في الأكاديمية والفريق الأول (استمتع بالأمر، من الواضح أنها مناسبة كبرى وستذاع عبر شاشات التلفزيون... لكن لا تدع شيئاً يتغير، وإنما استمر في اللعب بطريقة طبيعية، وثق بنفسك وكن جريئاً)».
بوجه عام، يتميز سيبلي بلسان حلو الكلام ووجه طفولي ورباطة جأش، لكن خلف ذلك يكمن قدر كبير من العناد يساعد سيبلي في بعض الأحيان على إخراج أفضل ما فيه. وبالتأكيد، كان هناك سبب وجيه وراء إطلاق والده ووالدته عليه لقب «مشعل النيران»! تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن سيبلي حصل الموسم الماضي على ست بطاقات صفراء وواحدة حمراء. أما هذا الموسم، فقد استغرق الأمر 45 دقيقة قبل حصول سيبلي على بطاقة صفراء خلال مباراته الأولى بدوري الدرجة الأولى، ويعترف اللاعب بأن الحصول على بطاقات كثيرة أمر خطير.
وأشار اللاعب إلى أنه يشعر بأنه يرتكب «مخالفات حمقاء لا داعي لها»، لكنه يبدي تردداً إزاء كبح هذا التوجه بشكل كامل. وقال سيبلي «عندما كنت في السابعة والثامنة، كنت أخوض معارك. دائماً ما أخوض مخاطرات، ودائماً ما أرغب في الفوز. في بعض الأحيان، يتجاوز الأمر الحدود المقبولة، لكنني تمكنت خلال السنوات الأخيرة من التكيف مع هذا الأمر. وخلال العامين الأخيرين، خاصة على مستوى الناشئين، تعرضت للكثير للغاية من البطاقات الصفراء وفاتتني المشاركة في مباريات بسبب الإيقاف. ربما أكون قد نضجت بعض الشيء الآن».
من ناحية أخرى، نجح كل من سيبلي وبيرد (19 عاماً)، ونايت (20 عاماً)، في بناء مستوى رائع من التفاهم بينهم في منتصف الملعب؛ الأمر الذي ربما لا يشكل مفاجأة بالنظر إلى أنه تربطهم صداقة وثيقة خارج أرض الملعب. وقد شكل اللاعبون الثلاثة، بجانب ويتيتكر ولي بوشنان، لاعب ناشئ آخر يشارك في صفوف الفريق الأول، قلب فريق ديربي كاونتي أقل عن 18 عاماً الذي فاز ببطولة الدوري الممتاز ووصل دور الـ16 في بطولة دوري الناشئين التابعة لـ«يويفا»، وفاز على بوروسيا دورتموند في طريقه. على ما يبدو، لا تزال الدوريات الأدنى من الدوري الممتاز بمثابة أرض خصبة للجيل الجديد من اللاعبين المحليين.
لوي سيبلي... أحد أبرز المواهب الشابة المرشحة للتألق في «دوري الأضواء»
روني يرشح نجوماً تخرجوا في «أكاديمية» ديربي كاونتي للانضمام إلى المنتخب الإنجليزي
لوي سيبلي... أحد أبرز المواهب الشابة المرشحة للتألق في «دوري الأضواء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة