تشير التقديرات المتفائلة إلى أن لقاح فيروس كورونا المستجد سيكون متوفرا بنهاية هذا العام، ولكن ذلك لا يعني أنه ستكون هناك كميات كافية لتلقيح نصف العالم، لتحقيق ما يسمى «مناعة القطيع» التي تسمح بالعودة إلى حياة ما قبل ظهور الفيروس.
أحد الحلول التي يمكن أن تكون مفيدة في هذا الصدد هو وجود دواء يمكن أن يستخدم كعلاج ووقاية أيضا، لسد الفجوة، حتى يتم توزيع اللقاحات على نطاق واسع. ومن هذه الحلول هو «كوكتيل» جديد من الأجسام المضادة توصل له فريق بحثي دولي يضم باحثين من معهد باستور في فرنسا، وجامعتي واشنطن وتكساس في أميركا، ومعهد ريغا في بلجيكا، وجامعة ميلانو بإيطاليا.
وعملت أكثر من فرقة بحثية قبل ذلك على اختبار فاعلية «كوكتيل» من الأجسام المضادة المعزولة من المرضى المتعافين في العلاج والوقاية من فيروس كورونا المستجد، ولكن الدراسة الجديدة التي نشرت في 24 سبتمبر (أيلول) الحالي بدورية «ساينس»، تقدم «كوكتيل» مختلفا من الأجسام المضادة يتعرف على آلية العدوى لفيروس كورونا ويغلقها ويمنعها من دخول الخلايا.
والأجسام المضادة التي حددها الباحثون هي (S2E12) و(S2M11) و(S309)، وقالوا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن أول من أمس، إن «كل نوع من أنواع الأجسام المضادة يؤدي هذه المهام المتداخلة بشكل مختلف قليلاً، كما أن الجرعات المنخفضة منها، بشكل فردي أو على شكل كوكتيل أظهرت في التجارب على (الهامستر) أنها تحميه من العدوى عند التعرض لفيروس كورونا عن طريق منعه من التكاثر في الرئة». وأوضحوا أن من مزايا هذا الكوكتيل أنه قد يمنع أيضاً الأشكال الطافرة الطبيعية للفيروس التي نشأت خلال هذا الوباء للهروب من العلاج، حيث إن استخدامه يسمح بتحييد مجموعة واسعة من هذه المتغيرات الفيروسية.
وبالإضافة إلى منع دخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة، يبدو أن وجود الأجسام المضادة يؤدي أيضاً إلى إطلاق إجراءات مكافحة العدوى للخلايا المناعية الأخرى، والتي تصل للتخلص من الفيروس.
وحدد الباحثون كيفية عمل الأجسام المضادة على المستوى الجزيئي من خلال دراسات المجهر الإلكتروني للتغيرات الناتجة في تكوين آلية عدوى الفيروس. وقالوا: «إلى جانب منع التفاعلات المباشرة بين الفيروس مع المستقبل المضيف، يقوم أحد الأجسام المضادة المكتشفة بإغلاق آلية العدوى، مما يعني أنه لا يمكن الاندماج مع الغشاء المضيف على سطح الخلية، وإذا لم يكن قادراً على الاندماج، فلن يتمكن الفيروس التاجي من اقتحام وتوصيل الحمض النووي الريبوزي الخاص به للسيطرة على الخلية».
ومع هذه النتائج المشجعة التي أظهرها «كوكتيل» الأجسام المضادة في التجارب الحيوانية، فإن الدكتور محمود شحاتة، الباحث بقسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث بمصر، يؤكد أهمية عدم الإفراط في التفاؤل حتى يتم إجراء التجارب البشرية. ويقول شحاتة: «نحتاج إلى هذه التجارب لتحديد السلامة والفاعلية، كما نحتاج منها إلى إجابة عن سؤال عن مدة الحماية التي تمنحها الأجسام المضادة».
ولا يوجد خلاف على أن المتعافين من المرض يشكلون أجساما مضادة، ولكن ظهور حالات إصابة بين بعض المتعافين بعد فترة من التعافي، أثار تساؤلات حول مده الحماية التي تمنحها الأجسام المضادة. ويضيف: «الإجابة عن هذا السؤال مهمة لتحديد مدة الفاعلية التي يمنحها الدواء، إذا كان سيتم استخدامه للوقاية إلى جانب العلاج».
«كوكتيل» جديد من الأجسام المضادة ينضم إلى الحرب ضد «كوفيد ـ 19»
«كوكتيل» جديد من الأجسام المضادة ينضم إلى الحرب ضد «كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة