كاستاني: العلاقة الودّية بين المدرب واللاعبين أهم أحياناً من النواحي التكتيكية

الظهير البلجيكي يتحدث عن سعادته في ليستر نتيجة صداقة توطدت مع مدربه رودجرز

كاستاني بعد افتتاحه ثلاثية ليستر في شباك ويست بروميتش (إ.ب.أ)
كاستاني بعد افتتاحه ثلاثية ليستر في شباك ويست بروميتش (إ.ب.أ)
TT

كاستاني: العلاقة الودّية بين المدرب واللاعبين أهم أحياناً من النواحي التكتيكية

كاستاني بعد افتتاحه ثلاثية ليستر في شباك ويست بروميتش (إ.ب.أ)
كاستاني بعد افتتاحه ثلاثية ليستر في شباك ويست بروميتش (إ.ب.أ)

حتى قبل مباراته الأولى مع فريقه - أمام ويست بروميتش ألبيون في الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي ثم الجولة الثانية أمام بيرنلي - كان تيموثي كاستاني قد نجح في إثارة انبهار زملائه بالفريق بالفعل في ليستر سيتي، بأدائه أغنية جيسون مراز الشهيرة «أنا ملكك». وشعر هؤلاء اللاعبون بسعادة أكبر بالتأكيد لكون كاستاني واحداً من الفريق، عندما افتتح الظهير الأيمن الذي استقدمه النادي من أتالانتا مقابل 21.5 مليون جنيه إسترليني، تسجيل الأهداف على ملعب ويست بروميتش في مباراة انتهت بالفوز بنتيجة 3- 0.
عن ذلك، قال كاستاني: «ينبغي لي محاولة الاستمرار على هذا النهج، وعدم التوقف بعد هذه المباراة». الملاحظ أن الجري واحد من أفضل الأشياء التي يفعلها اللاعب البلجيكي داخل الملعب. أما نشاطه وقوة أدائه فيجعلان من اسمه اختياراً مثالياً يعكس شخصيته، ذلك أن اسمه يعني في العامية الفرنسية، لغته الأم: «القتال». علاوة على ذلك، فإن هذه السمات تجعله موائماً لأسلوب لعب ليستر سيتي الذي يعتمد على قدر كبير من الطاقة والنشاط.
الطريف أن توماس مونييه، لاعب بوروسيا دورتموند الذي يتنافس معه كاستاني على مركز الظهير الأيمن في المنتخب الوطني لبلدهما، بدأ مسيرته داخل النادي نفسه الذي بدأت منه مسيرة كاستاني: رويال إكسيلسيور فيرتون، في مصادفة أثارت الحيرة في نفس كاستاني.
وعن هذا الأمر، قال: «إنها منطقة صغيرة ولا يتاح أمامك كثير من اللاعبين هناك؛ لكن أسلوب التفكير السائد بالمنطقة دائماً ما يتركز حول العمل الدؤوب والاستمرار في الجري، وهذا يتناسب مع اللاعبين في مركز الظهير».
وبفضل هذا التفكير وقدراته الجسمانية، أصبح كاستاني بمثابة الصفقة المثالية أمام أتالانتا منذ ثلاث سنوات ماضية. وهناك استغرق اللاعب بعض الوقت قبل أن يرسخ وجوده في النادي، ويصبح جزءاً من الفريق الذي باغت إيطاليا وأوروبا الموسم الماضي، وأنجز موسم الدوري الإيطالي الممتاز في المركز الثالث، وبلغ دور الثمانية في بطولة دوري أبطال أوروبا. ويقول اللاعب إن نجاح أتالانتا يعود لأسباب، منها عزم وتصميم أبناء النادي على بث قدر من السعادة في نفوس أبناء بيرماغو التي تضررت بشدة جراء تفشي فيروس «كورونا»، وكذلك من أجل إسعاد عناصر الفريق التي عايشت فترة عصيبة خلال الإغلاق.
وعن هذه الفترة، قال كاستاني: «كانت فترة عصيبة على الجميع؛ خصوصاً داخل المدينة»، مضيفاً أن الأمر الوحيد الإيجابي وراء تلك الفترة الكئيبة كان أنه هو وزملاؤه أصبح باستطاعتهم ممارسة التمرينات الرياضية بمعدلات أكبر. شرح كاستاني: «تلقينا جهاز سير متحرك، وكان لزاماً علينا الجري يومياً. وعليه، أصبحنا على درجة عالية من الاستعداد بعد انتهاء فترة الإغلاق تفوق الفرق الأخرى. ولهذا، فإننا قادرين بعد 60 دقيقة على (قتل) الفرق الأخرى». من ناحية أخرى، فإنه عندما سعى ليستر سيتي لضم كاستاني، وجد اللاعب أمامه كثيراً من الأسباب تدعوه للترحيب بهذا العرض، منها حنين باقٍ بداخله من فترة الطفولة، والإعجاب الشديد الذي حمله كاستاني طفلاً بداخله تجاه سحر الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديداً نجمه المفضل مهاجم آرسنال آنذاك. وقال كاستاني البالغ 24 عاماً: «لطالما أحببت تيري هنري، وكان مثلي الأعلى منذ أن كنت صبياً صغيراً».
جدير بالذكر أن كاستاني تعاون بالفعل مع هنري الذي يقول عنه اللاعب إنه لم يخيب أمله أثناء عمله مساعداً لمدرب المنتخب البلجيكي. وقال كاستاني: «لم أخبره أنه كان بطلي ومثلي الأعلى؛ لكن العمل معه كان ممتعاً للغاية، فقد كان حريصاً على بناء علاقات صداقة مع اللاعبين». أما إمكانية العمل مع بريندان رودجرز، فكان عاملاً آخر جذب كاستاني إلى ليستر سيتي. كان رودجرز قد حاول ضم اللاعب البلجيكي عندما كان مدرباً لسلتيك، وأبقى عينيه عليه منذ ذلك الحين. ومن جهته، قال كاستاني: «رغبت في مدرب يمكنني بناء علاقة صداقة معه، مدرب أتمكن من الحديث إليه، ويملك القدرة على معاونتي على التغلب على نقاط ضعفي ومثل هذه الأمور. ولذلك اخترت القدوم إلى هنا لأن لدي انطباعاً جيداً للغاية عن رودجرز».
في المقابل، لم يوفر جيان بيرو غاسبيريني مدرب أتالانتا ذلك. وقال كاستاني عنه: «لم يكن يتحدث مع أي شخص. كان بارعاً للغاية من الناحية التكتيكية ولديه أفكار جيدة للغاية؛ لكن لم يكن بيننا ذلك النمط من العلاقة الوثيقة. ويختلف الأمر من لاعب لآخر؛ لكن فيما يخصني أنا أشعر بأنني احتاج مثل هذا النمط من العلاقات... وأرى أن العلاقات الودية بين المدرب واللاعبين تكون أهم أحياناً من النواحي التكتيكية». واستطرد موضحاً: «بعد المباراة كنت أتوجه بالسؤال: كيف كان أدائي؟ هل أبليت بلاءً حسناً؟» إلى مساعد المدرب أو المدرب، وكان من شأن هذا النهج تعزيز ثقتي بنفسي؛ لكنني لم أحظ بهذا الأمر داخل أتالانتا. الآن، أحصل على هذا النمط من المعاملة، وكان لذلك أثر جيد للغاية عليَّ».
من ناحية أخرى، فإن واحدة من السمات التي يتميز بها كاستاني والتي شعر أحياناً بأنها انقلبت لعنة عليه: تمتعه بقدرات ومهارات متنوعة، ما جعل المدربين يدفعون به في مجموعة مختلفة من المراكز داخل الملعب، بينما يرغب هو في الاستقرار في مركز واحد. إلا أن رودجرز أخبره أن عليه الحفاظ على قدرته على التكيف مع المراكز المختلفة. ويحمل هذا الأمر أهمية خاصة عندما يعود ريكاردو بيريرا من الإصابة، والذي يلعب أيضاً في مركز الظهير.
وقال كاستاني عن ذلك: «إنهم يعرفون أن باستطاعتي اللعب داخل خط دفاع من أربعة لاعبين على الجانبين الأيسر والأيمن، أو في خط دفاع من ثلاثة لاعبين. وقال رودجرز إن هذا سيسهل على الفريق الأمر إذا ما اضطروا لتغيير أحد الأمور التكتيكية أو ما شابه». وأضاف: «فيما يتعلق باللعب، لن يكون دوماً من السهل تبديل المراكز؛ لكنني فعلت ذلك في أتالانتا، وسار الأمر على نحو طيب. والآن لا يزال بمقدوري فعله، ولا أجد مشكلة في ذلك».


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.