«مترو المدينة» يعيد فتح أبوابه مطبقاً قواعد التباعد الاجتماعي

يقدم حفلات غنائية وعروض «ستاند أب كوميدي»

من نشاطات «مترو المدينة» حفل «فارس ونجود» وأغنيات لسميرة توفيق  -  عرض «أغاني سرفيسات» أحدث العروض الفنية في «مترو المدينة»  -  «ستاند أب» كوميدي يلون برنامج «مترو المدينة» الفني بعد غياب
من نشاطات «مترو المدينة» حفل «فارس ونجود» وأغنيات لسميرة توفيق - عرض «أغاني سرفيسات» أحدث العروض الفنية في «مترو المدينة» - «ستاند أب» كوميدي يلون برنامج «مترو المدينة» الفني بعد غياب
TT

«مترو المدينة» يعيد فتح أبوابه مطبقاً قواعد التباعد الاجتماعي

من نشاطات «مترو المدينة» حفل «فارس ونجود» وأغنيات لسميرة توفيق  -  عرض «أغاني سرفيسات» أحدث العروض الفنية في «مترو المدينة»  -  «ستاند أب» كوميدي يلون برنامج «مترو المدينة» الفني بعد غياب
من نشاطات «مترو المدينة» حفل «فارس ونجود» وأغنيات لسميرة توفيق - عرض «أغاني سرفيسات» أحدث العروض الفنية في «مترو المدينة» - «ستاند أب» كوميدي يلون برنامج «مترو المدينة» الفني بعد غياب

بعد إقفال قسري دام لأشهر طويلة بسبب جائحة «كورونا» وغيرها من الأزمات التي يمر بها لبنان يعود «مترو المدينة» إلى فتح أبوابه من جديد مطبقاً كافة قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي فيديو قصير أنتجه المسرح المذكور معلناً عودة الحياة إلى خشبته، يشرح شروط الدخول إليه. ويستهله بعبارة «بدنا نضل نغني ومنقدّر مساعدتكم... ولنضل قادرين نعمل عروض بهيك أوقات صعبة خلينا نتبع الإجراءات المطلوبة للسلامة العامة».
وتشير لارا نهرا مسؤولة قسم الإنتاج في «مترو المدينة» إلى أنّ الإقفال التام الذي فرض عليهم كغيرهم من المسارح انعكس سلباً على عمال وممثلين وتقنيين يعيشون من هذه المهنة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان لا بدّ أن نغامر ونفتح أبوابنا في ظل أيام عصيبة يمر بها اللبناني. فهو يحتاج إلى الترويح عن نفسه والخروج من منزله بعد تمضيته وقتاً طويلاً في الحجر المنزلي. صحيح أنّنا لا نحقق الأرباح المطلوبة ولكنّنا نحاول دعم المسرح اللبناني والعاملين فيه أيضاً».
وتتابع لارا نهرا في سياق حديثها قائلة: «إن معظم العروض والفنانين المشاركين معنا منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي يقومون بعملهم من شدة حبهم لهذه المهنة وليس سعياً وراء الربح».
وتزدحم روزنامة مسرح «مترو المدينة» بعروض فنية مختلفة تتوزع ما بين الحفلات الغنائية والـ«ستاند أب كوميدي». وتعلق نهرا: «المسرح يتسّع لنحو 120 شخصاً، ولكنّنا التزاماً منّا بقواعد التباعد الاجتماعي، صرنا نستقبل نحو نصف هذا العدد. واستحدثنا مسافات وقائية بين كل طاولة وأخرى، كي يشعر رواد المسرح بالأمان. أمّا برنامجنا فهو يتبدل ويختلف بين أمسية وأخرى لإرضاء أكبر عدد من هواة المسرح الفني».
ومن العروض التي تندرج على برنامج «مترو المدينة» حفلة بعنوان «فارس ونجود» تحييها روزيت بركيل، مؤدية فيها أجمل أغاني المطربة سميرة توفيق. وسيقدم هذا العرض في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. «إنّه من العروض التي ينتظرها بحماس رواد مسرحنا، فهم يستعيدون معها حقبة فنية جميلة تذكرهم بالأيام الخوالي».
ومن العروض الفنية الأخرى التي يتضمنها البرنامج حفل فرقة «مونتي كارلو» في 30 الجاري وستاند أب كوميدي «بدنا نشطف» لشاكر بو عبد الله في 14 أكتوبر. كما يستضيف المسرح «ووريز» لجون أشقر في 4 أكتوبر. وهو عرض فني ساخر يتناول فيه أشقر مواقف حياة طريفة يعيشها اللبنانيون في هذه الفترة. ومن النشاطات الأخرى التي يمكن متابعتها من على خشبة مسرح «مترو المدينة» البيروتي عروض «هشك بشّك» و«بار فاروق» والتي تعود بنا إلى زمن الفن الجميل وأغاني عالبال.
أما عرض «أغاني سرفيسات» فيعد من أحدث ما يقدمه المسرح منذ عام 2015 حتى اليوم. وتشرح عنه لارا نهرا: «إنه عرض فني يقدم أغنيات خاصة تتناول موضوعات آنية يعاني منها اللبناني وتتعلق بمشكلات النفايات وانقطاع التيار الكهربائي وزمن الانهيار المادي، وما إلى هناك من موضوعات مشابهة تثقل هموم اللبنانيين. ويتم تناولها ضمن أغنيات كتبت بأسلوب ساخر وتسلط الضوء على تفاصيل صغيرة نغض النظر عنها أحياناً، ولكنها مهمة ورئيسية في حياتنا».
وعن أسعار البطاقات لدخول المسرح توضح نهرا: «لقد اتبعنا أساليب مختلفة، بحيث خصصنا بطاقات تحت عنوان (قد ما بدك ادفع) وأخرى بأسعار ثابتة تتراوح ما بين 40 و55 ألف ليرة. كما أدرجنا أسعار بطاقات لمن يرغب في دعم المسرح تكون أغلى سعراً. وبذلك يتسنّى لكل شخص الحضور ضمن الميزانية المادية التي تناسبه».
ويعدّ «مترو المدينة» من خشبات المسرح القليلة التي عادت إلى العمل مؤخراً بعدما شهد هذا القطاع تراجعاً ملحوظاً في نشاطاته منذ انتشار الجائحة حتى اليوم.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».