انتقال «كورونا» عبر الهواء يثير المخاوف المتعلقة بالتهوية في المدارس

إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

انتقال «كورونا» عبر الهواء يثير المخاوف المتعلقة بالتهوية في المدارس

إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
إحدى مدارس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

مع تزايد القلق بين الباحثين بشأن المدى الذي يمكن أن ينتقل فيه فيروس كورونا المستجد عبر الهواء، عبّر عدد من المعلمين والتربويين الأميركيين عن قلقهم بخصوص ضعف دوران الهواء بسبب أنظمة التهوية القديمة بالمدارس.
ويوم الجمعة الماضي، حذرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من أن «كوفيد - 19» يمكن أن ينتشر من خلال جزيئات محمولة جواً قد تظل معلقة في الهواء وتنتقل لمسافة تزيد على ستة أقدام (نحو 1.83 متر).
وبحسب شبكة «إيه بي سي نيوز»، فقد قال كلاي روبيسون، العضو في جمعية المعلمين بولاية تكساس، إنه «منذ يوم الاثنين الماضي، كان ثاني أكبر عدد من الشكاوى المتعلقة بـ(كورونا) في المدارس هو عدم كفاية التهوية أو معدات التهوية، يليها شكاوى من أن المدارس لم توفر أماكن إقامة مناسبة للموظفين المعرضين لمخاطر عالية».
أما رئيسة جمعية المعلمين بتكساس، أوفيديا مولينا، فقد أكدت أن «عدم كفاية معدات التهوية بالولاية يشكل مصدر قلق كبير جداً لنا في الفترة الحالية».
وتابعت مولينا «المناطق التعليمية في الولاية لا تملك المال الكافي لشراء معدات التهوية، حيث إنها باهظة الثمن».
ومن جهتها، قالت تيري برادي، رئيسة اتحاد المعلمين بفلوريدا، إنها زارت عدداً من المدارس بالولاية، ووجدت أن «الأوساخ تتدلى من فتحات التهوية الخاصة بالفصول الدراسية».
وأضافت برادي، أن مقاطعة دوفال بها بعض أقدم المدارس في الولاية، حيث يبلغ عمر بعض المباني 50 عاماً أو أكثر، مشيرة إلى أن معظم مكيفات الهواء بها «قديمة جداً وعتيقة».
وتابعت «فحتى لو أردنا الحصول على فلاتر الهواء الجديدة المخصصة لمكافحة الجسيمات والفيروسات، فإنها لن تناسب هذه المكيفات القديمة».
وأيد أندرو سبار، رئيس جمعية فلوريدا التعليمية أقوال برادي، وأضاف قائلاً «لقد كانت نظافة فلاتر الهواء وفتحات التهوية بالمدارس تشكل أزمة كبيرة قبل (كورونا)، لكنني أعتقد أنها زادت بشكل كبير عقب تفشي الوباء».
ووفقاً لبرادي، فقد اضطر بعض المعلمين وأولياء الأمور بفلوريدا إلى شراء آلات تنقية الهواء للفصول الدراسية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، وجد تقرير صادر عن مكتب المساءلة الحكومية الأميركية، أن نحو نصف المدارس العامة في الولايات المتحدة في حاجة إلى تحديث أو استبدال أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف.
وتعليقاً على هذا التقرير، قال رئيس لجنة التعليم والعمل في مجلس النواب عن ولاية فرجينيا، بوبي سكوت «حتى قبل جائحة كورونا، كانت المباني المدرسية القديمة تقوّض جودة التعليم العام وتعرّض الطلاب والمعلمين للخطر».
وأضاف «والآن، فاقم الوباء من عواقب فشلنا في القيام بالاستثمارات الضرورية في البنية التحتية للمدارس».
وتنصح إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لإعادة فتح المدارس بأمان أيضاً بضمان عمل التهوية بشكل صحيح، بالإضافة إلى زيادة دوران الهواء بالفصول الدراسية عن طريق فتح النوافذ والأبواب.
ومع ذلك، قال أندرو سبار، إن «بعض المناطق والولايات لن ينفع معها الحل الخاص بفتح النوافذ، خاصة في فلوريدا، حيث يمكن أن تتجاوز درجة الحرارة 90 درجة فهرنهايت.
وأضاف سبار «قبل أسبوع أو أسبوعين فقط، كان لدينا مؤشرات حرارة تزيد عن 100 درجة فهرنهايت. «لذا؛ فإن فتح النوافذ ليس أمراً مستحسناً بالتأكيد»، مشيراً إلى أن مدارس الولاية تعتمد على وحدات تكييف الهواء بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.