مدير «الجونة السينمائي»: «كورونا» لم يؤثر في اختيار أفلام المهرجان

قال إنّ فيلم «حظر تجول» يطرح أسئلة مسكوت عنها بمصر

بوستر فيلم «حظر تجول» (حساب رمسيس على إنستغرام)
بوستر فيلم «حظر تجول» (حساب رمسيس على إنستغرام)
TT

مدير «الجونة السينمائي»: «كورونا» لم يؤثر في اختيار أفلام المهرجان

بوستر فيلم «حظر تجول» (حساب رمسيس على إنستغرام)
بوستر فيلم «حظر تجول» (حساب رمسيس على إنستغرام)

قال المخرج السينمائي المصري أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان «الجونة السينمائي» إنّ وباء «كورونا» لم يؤثر في اختيار أفلام دورة المهرجان الرابعة التي تنطلق في 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتشهد مشاركة عدد مميز من أفضل الأفلام العالمية والعربية.
وأعرب رمسيس في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته باختيار فيلمه «حظر تجول» ليمثل مصر في المسابقة الرسمية لـ«مهرجان القاهرة السينمائي» خلال دورته الـ42. التي تقام في الفترة من 19 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
تحدث رمسيس عن كواليس الدورة المرتقبة من مهرجان الجونة السينمائي ومدى تأثرها بجائحة «كورونا» قائلاً: «لم يكن لدينا أزمة في عدد الأفلام، فمنذ الدورة الأولى ونحن حريصون على انتقاء أفلامنا جيداً، ورغم أنّ عدد الأفلام في كل دورة يتراوح بين 70 إلى 80 فيلماً، فإنّها تكون من أهم وأفضل ما أنتجته السينما العالمية كل سنة، وفي النسخة المقبلة، نحن قادرون على السير بالخطوات نفسها، فسوف يشارك عدد كبير من الأفلام العالمية الجيدة، من بينها أفلام أحببتها بشكل شخصي، وأتوقع أن يكون لها صدى عند جمهور المهرجان، أبرزها (إلى أين تذهبين يا عايدة) من البوسنة، و(احتضار) من أذربيجان، بجانب الفيلم الياباني (الأمهات الحقيقيات)، بالإضافة إلى أفلام أخرى فازت بجوائز مهمة في مهرجانات عالمية على غرار (برلين) و(فينيسيا) و(تورونتو)».
وعن مشاركات السينما العربية في الدورة المقبلة، يقول رمسيس: «لدينا مشاركات عربية مميزة مثل فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية و«200 متر» للمخرج الفلسطيني أمين نايفة وهما الفيلمان العربيان اللذان حققا نجاحاً في مهرجان فينيسيا أخيراً، وهناك مشاركات أخرى للسينما العربية سيعلن عنها قريباً، فالمهرجان متمسك بدوره في دعم السينما العربية كأحد أهدافه الأساسية منذ انطلاقه.
وكشف المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي عن بعض الإجراءات الاحترازية التي سيتخذها المهرجان في دورته الرابعة جراء وباء «كورونا» قائلاً: «قررنا تقليل المنتجات الورقية، وتخفيض عدد المطبوعات، والاعتماد بشكل أكبر على الديجيتال، وعمل تطبيق على الموبايل لحجز التذاكر، إضافة إلى مراعاة التباعد الاجتماعي أثناء عرض الأفلام، بجانب إضافة قاعة مفتوحة للأفلام لحرصنا على أمان كل ضيوفنا منذ لحظة وصولهم لمصر وحتى مغادرتهم».
ورغم اعتقاد الكثير من المتابعين أنّ فيلم «حظر تجول» ينتمي للأفلام السياسية، فإنّ مخرجه رمسيس، يؤكد أنّه «يستند إلى السياسة كإطار زمني فقط، إذ تدور أحداثه خلال فترة حظر التجول التي أعقبت ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013. وهو ما يعد مبرراً لوجود شخصيات الفيلم الرئيسية في مكان واحد، فأحداثه عبارة عن مواجهة بين أم وابنتها (إلهام شاهين وأمينة خليل) اللتين تلتقيان بعد عشرين عاماً من غياب الأم ليطرح الفيلم كثيراً من الأسئلة المسكوت عنها في المجتمع المصري.
وينتمي رمسيس لـ«سينما المؤلف»، فقد اعتاد أن يكتب قصص أفلامه، غير أنّه ينفي أن يكون ذلك طقساً دائماً عنده: «في الحقيقة لا أفضل كتابة أفلامي، لكن أفضل وجود سيناريست يتوافق مع رؤيتي، وأبحث دائماً عن توافق قد يصعب وجوده، لكنّني مهتم بالكتابة بشكل عام، ولدي رواية منشورة «نشيد الإنشاد» صدرت في عام 2010.
ويشير رمسيس إلى أنّه بدأ كتابة فيلمه «حظر تجول» عام 2017 وانتهى من النسخة الرابعة والأخيرة من السيناريو في 2018، لكنّ تنفيذ الفيلم تأخر نحو عام ونصف العام: قائلاً: «كلما بدأنا في تحديد موعد، ويحدث أي تعطل، أنشغل باقتراب دورة الجونة، ثم بدأنا التصوير في يناير (كانون الثاني) 2020 وانتهينا قبل تفشي وباء كورونا».
ويرى رمسيس أنّه كان محظوظاً باختياره ممثلي الفيلم، لا سيما أنّ 90 في المائة من الشخصيات التي كان يتطلع لمشاركتها لم يكن في ذهنه بديلاً لها، وفي مقدمتهم الفنانة إلهام شاهين، قائلاً: «أعتقد أنّه لا يوجد ممثلة مصرية أخرى تمتلك جرأتها في قبول شخصية (فاتن) المركبة والصعبة ومرحلتها العمرية المختلفة، فأغلب الممثلات لديهن اهتمام بالشكل الاجتماعي للشخصية، لكنّ إلهام تنتصر للتمثيل قبل أي شيء، هذا بالإضافة إلى قدرات أمينة خليل الرائعة، وأحمد مجدي، بالإضافة إلى أنّني كنت أتحين أي فرصة للعمل مع عارفة عبد الرسول».
تخرج رمسيس، في معهد السينما قبل عشرين عاماً. وعمل على مدى خمس سنوات مساعداً للمخرج الكبير يوسف شاهين الذي يصف عمله معه بقوله: إنّ «تجربتي مع شاهين أكبر من أن توصف في كلمات، فقد أحببت السينما منه وتحمست لأن أكون مخرجاً حينما شاهدته لأول مرة، وعملت مساعداً له وتعلمت منه الكثير في السينما والحياة».
«بتوقيت القاهرة»، هو أحد أهم أفلام رمسيس الذي عرض عام 2015، وهو أيضاً آخر فيلم في مشوار الممثل الراحل نور الشريف، وأقرب أفلام رمسيس إلى قلبه، على حد تعبيره، ويؤكد أنّ عمله مع نور الشريف تجربة خصبة لا يمكن نسيانها، مشيراً إلى أنّه يعتز بإشادة الشريف به بعد العرض الأول لفيلم «بتوقيت القاهرة» في مهرجان دبي، عندما قال: «إنّ السينما العربية ستكون بخير لو أنّ في كل بلد ثلاثة مخرجين مثل أمير رمسيس»، لذلك أحاول طوال الوقت أن أكون على قدر كلمات نور الشريف.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.