المصري محمد شاهين نجم «ستار أكاديمي» في الموسم الـ10

أجواء الأعياد سادت الحلقة الأخيرة التي أحياها كل من عاصي الحلاني ومحمد حماقي

محمد شاهين لحظة إعلانه نجم ستار أكاديمي لهذا الموسم
محمد شاهين لحظة إعلانه نجم ستار أكاديمي لهذا الموسم
TT

المصري محمد شاهين نجم «ستار أكاديمي» في الموسم الـ10

محمد شاهين لحظة إعلانه نجم ستار أكاديمي لهذا الموسم
محمد شاهين لحظة إعلانه نجم ستار أكاديمي لهذا الموسم

توج المشترك المصري محمد شاهين بلقب نجم «ستار أكاديمي» لعام 2014، بعد منافسة حامية جرت بينه وبين زميلتيه غادة جريدي من تونس، وليا مخول من لبنان.
وبذلك أسدلت الستارة على السهرة الأخيرة من برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه الـ10، التي أحياها كل من الفنانين عاصي الحلاني ومحمد حماقي.
«ليا من لبنان، وغادة من تونس، ومحمد من مصر»، هذه الأسماء التي تشير إلى المتنافسين الـ3 الذين وصلوا إلى مرحلة النهائيات، رددتها مقدمة البرنامج هيلدا خليفة أكثر من مرة أثناء انتظار الجميع ظهور نتيجة تصويت المشاهدين على الشاشة. ورغم الدقائق القليلة التي كانت تفصل المشتركين الـ3 عن إعلان النتيجة، فإنها كانت بمثابة ساعات طويلة بالنسبة لهم، فحبسوا أنفاسهم وأمسكوا بأيادي بعضهم البعض، وقد بدت علامات التوتر واضحة على محياهم. هذا الأمر دفع برئيسة الأكاديمية كلوديا مرشيليان، في التوجه إلى المقدمة هيلدا خليفة بالقول«ارحموهم بقا وأعلنوا النتيجة».
وحصل محمد شاهين على نسبة 51.90 في المائة من أصوات المشاهدين، مقابل 24.22 في المائة لليا مخول و23.28 في المائة لغادة جريدي.
وما أن ذكر اسم محمد شاهين كفائز باللقب، حتى راح يركض فرحا يمينا ويسارا على طول المسرح غير مستوعب ما جرى. وقبيل ذلك كانت كاميرا مخرج البرنامج طوني قهوجي قد ركزت على أهالي المتنافسين، فظهر والد محمد وهو يتلو الصلوات من أجل نجاح ابنه، بينما اكتفت والدة اللبنانية ليا مخول برسم صورة القلب بأصابعها ورفعها عالية في مبادرة منها لمساندة ابنتها.
وكانت محطتا التلفزة «إل بي سي آي» اللبنانية و«سي بي سي» المصرية، قد أخذتا على عاتقهما النقل المباشر لوقائع حلقة النهائيات من البرنامج، التي من خلالها أيضا استطاع مشاهدوها متابعة السهرات الأسبوعية لبرنامج «ستار أكاديمي» على مدى الـ4 أشهر الماضية.
سادت حلقة النهائيات أجواء الأعياد بامتياز. فاستهلت بتقديم الطلاب الـ17 للأكاديمية مجتمعين، لوحة غنائية مستوحاة من وحي عيد الميلاد «ليلة عيد» وقد ارتدوا زي شخصية «سانتا كلوز» للإشارة إلى المناسبة.
أما النجمان اللبناني عاصي الحلاني والمصري محمد حماقي، فقد تشاركا في إحياء السهرة الأخيرة من البرنامج فأشعلا الأجواء حماسا، فتفاعل معهما الجمهور من خلال الرقص على أغانيهما، والتصفيق الحار لأدائهما بعد كل إطلالة قاما بها على المسرح.
وتخلل الحلقة ريبورتاجات مصورة عن الطلاب الـ3 المتنافسين على اللقب، وعن خطواتهم الأولى في الأكاديمية إضافة إلى التحضيرات التي قاموا بها في كواليس مسرح السهرات الأسبوعية. كما وجه أساتذة الأكاديمية وأعضاء لجنة الحكم المشرفة على إعداد الطلاب، توصياتهم لهم لحصد النجاح بعد خروجهم من الأكاديمية، التي أجمعوا فيها على ضرورة تحليهم بالجهد والعمل والمثابرة على درس الموسيقى حتى وهم خارجها.
وبعد إطلالة أولى للمطرب عاصي الحلاني مع الطالبين إسماعيل مناسترلي وليث أبو جودة في أغنية «أنا يا طير»، انطلقت مجريات حلقة النهائيات مع المشتركة اللبنانية ليا مخول التي قدمت لوحة غنائية استعراضية أجنبية بعنوان «some one like you». فلاقت التشجيع من قبل الحضور الذي راح يصفق لها بحرارة، بينما وصفتها أستاذة الفوكاليز ماري محفوظ بالمبدعة، كما أثنت أستاذة المسرح بيتي توتل على موهبتها واصفة مشاركتها في الموسم الـ10 بمثابة فخر للبرنامج.
بعدها أطل المصري محمد شاهين في أغنية «أوقاتي بتحلو» للراحلة وردة الجزائرية، فعلق الموسيقار إلياس الرحباني بالقول: «لديك جميع مواصفات الفنان الأصيل وأتمنى لك الحظ».
أما المشتركة التونسية غادة جريدي، فغنت «مهما يحاولوا يطفوا الشمس» بمهارة، الأمر الذي دفع بالملحن المصري وأستاذ الموسيقى في الأكاديمية أمير طعيمة للقول إنها «لطالما شكلت حالة فنية منذ ظهورها الأول على مسرح الأكاديمية»، وإنه بعيد سماعه لها في هذه الأغنية بالذات تمالك نفسه حتى لا يبكي تأثرا بأدائها.
وكانت شريحة من اللبنانيين قد توقعت فوز التونسية غادة باللقب، مستبعدة بذلك المصري محمد شاهين، كون اللقب نفسه سبق وأحرزه مواطنه محمد يحيا في الموسم الـ9 من البرنامج، بينما كثف عدد آخر منهم عمليات التصويت التي صبت في صالح مواطنتهم ليا مخول، لا سيما وأن عددا من الفنانين اللبنانيين قد دعوا متابعيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمساندتها والتصويت لها. وقبيل الإطلالة الثانية للطلاب الـ3، كان هناك إطلالتان جديدتان للنجمين الضيفين عاصي الحلاني وأحمد حماقي. فقدم الأول «وينك حبيبي» مع الطالب علي شداد، بينما كان له إطلالة فردية في أغنية «الدنيا» التي غناها لأول مرة على المسرح وأهداها للشعب المصري. أما محمد حماقي، فإضافة إلى أغنية «نفسي أبقى جنبو» التي غناها معه المصري مينا، كان له إطلالتان أخريان «جرى ليه إيه»، بينما غنى منفردا أغنية «أجمل حاجة فيك».
وكان القيمون على البرنامج في الشركة المنتجة له «أندمول» قد وصفوا الموسم الـ10 من «ستار أكاديمي» بموسم المواسم، كونه تضمن مواهب غنائية فذة استقطبت متابعة أكثر من مليوني شخص لها عبر مواقع التواصل الاجتماعية («تويتر» و«فيس بوك»)، وذلك قبيل الأسبوعين الأخيرين من نهاية البرنامج.
أما الفائز باللقب، فلقد حصل على عدة جوائز، وبينها شيك مصرفي بقيمة 75 ألف دولار، إضافة إلى جوائز أخرى قدمتها له محطة «سي بي سي» المصرية، وبينها إنتاج أغنية له وفيديو كليب مصور.
والمعروف أن محمد شاهين كان يعمل مصفف شعر رجالي قبيل مشاركته في «ستار أكاديمي»، وأكد في حديث سابق له مع المشتركة باكيزة، أنه ولو حقق اللقب سيستمر في ممارسة عمله هذا. كما عرف شاهين باجتهاده مما جنبه الوقوف في دائرة الخطر طيلة مدة البرنامج.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».