الخليج وإسرائيل... سقوط الجدار

الإمارات والبحرين وقعتا اتفاقيتي سلام مع إسرائيل... وترمب تحدث عن التحاق {5 أو 6 دول أخرى قريباً}

ترمب وعبد الله بن زايد والزياني ونتنياهو لدى توقيعهم الاتفاقيتين في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
ترمب وعبد الله بن زايد والزياني ونتنياهو لدى توقيعهم الاتفاقيتين في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

الخليج وإسرائيل... سقوط الجدار

ترمب وعبد الله بن زايد والزياني ونتنياهو لدى توقيعهم الاتفاقيتين في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
ترمب وعبد الله بن زايد والزياني ونتنياهو لدى توقيعهم الاتفاقيتين في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، وبرعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقعت الإمارات العربية والبحرين وإسرائيل، أمس (الثلاثاء)، اتفاقيتي السلام، باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، من دون مصافحة بين الموقعين عملاً بإرشادات السلامة.
إلا أن ذلك لم يمنع ترمب من وصف ما جرى بأنه «فجر شرق أوسط جديد»، معلناً أن «هناك خمس دول عربية أو ستاً» ستنضم إلى القافلة قريباً، من دون أن يسميها. إلا أن المبعوث الأميركي السابق دينيس روس توقع أن تحذو دول أخرى حذو خطوات التطبيع مع إسرائيل، بدءاً بالسودان وسلطنة عمان والمغرب، خلال السنوات الخمس المقبلة، سواء فاز ترمب بولاية ثانية أو خلفه المرشح الديمقراطي جو بايدن في المنصب.
ووصفت مصادر دبلوماسية عربية ما شهده البيت الأبيض، أمس، بأنه «تحول كبير في مسار النزاع في الشرق الأوسط»، وقالت إن «سقوط جدار القطيعة بين دول الخليج وإسرائيل يشكل تغييراً كبيراً في المعادلات والتوازنات، ويفتح آفاقاً اقتصادية وسياسية وأمنية كانت مغلقة منذ عقود». ولاحظت أن سقوط الجدران القديمة غالباً ما يؤدي إلى شطب ممنوعات ومفردات، وإلى تغييرات عميقة في العلاقات والتحالفات.
ومثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلاده، بينما مثل وزيرا الخارجية الإماراتي والبحريني عبد الله بن زايد آل نهيان وعبد اللطيف بن راشد الزياني بلديهما، في مراسم الاحتفال التاريخي، بحضور أكثر من 700 ضيف من مسؤولي الإدارة الأميركية وسفراء لدى واشنطن بينهم دبلوماسيون من السودان وعُمان.
وألقى الموقعون قبل المراسم كلمات، أجمعوا فيها على وصف الحدث بأنه تاريخي. وأكد عبد الله بن زايد أن بلاده «تمد اليوم يد السلام وتستقبل السلام»، مضيفاً أن «أي خيار غير السلام هو الدمار».
وبدوره، شدد الزياني على أن اتفاق السلام سيمكن بلاده من مساعدة الفلسطينيين بشكل أكثر.
وبموازاة الاحتفال التاريخي، نظمت أعداد كبيرة من الفلسطينيين، من منظمات أميركية وعربية، وقفة احتجاجية خارج البيت الأبيض، ورفعوا الأعلام السوداء تنديداً بالاتفاقيتين.

... المزيد
 



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.