«ياسمين الشرق»... رؤية فنية تنتصر للنساء

معرض يقدم طرحاً مغايراً للنظرة الغربية بشأنهن

«ياسمين الشرق»... رؤية فنية تنتصر للنساء
TT

«ياسمين الشرق»... رؤية فنية تنتصر للنساء

«ياسمين الشرق»... رؤية فنية تنتصر للنساء

احتلت زهرة الياسمين بنعومتها الفائقة دور البطولة في المعرض الجديد للفنانة المصرية إيمان أسامة، الذي اقتبست عنوانه من أثر تلك الزهرة ناصعة البياض وأطلقت عليه «ياسمين الشرق»، وهو المعرض الذي تستضيفه كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ويستمر حتى منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.
فقد وجدت الدكتورة إيمان أسامة، أستاذة الغرافيك بكلية الفنون الجميلة، في رقة زهرة الياسمين، وأثر رائحتها التي تذهب بها إلى أبعد خيال، رمزية لافتة تُقارب فلسفتها عن المرأة الشرقية التي قد تبدو عليها مظاهر الرقة والبساطة، ولكنها قادرة على إحداث أثر كبير ولافت، وتقول «الياسمين له خصوصية ودلالة كبيرة في الثقافة العربية، ولم يكن يستخدم فقط لأغراض زينة، لذلك استدعيت دلالة تلك الزهرة الرقيقة في مشروعي الفني الذي أسعى من خلاله للتعبير عن جماليات المرأة الشرقية».
وحددت أسامة منظورها الفلسفي عن الجمال في معرضها، مُتأثرة بالمنظور الذي كرّس له المستشرقون في تصوير المرأة الشرقية عبر تاريخهم الفني، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إن معرضها يواجه الصورة النمطية السائدة عن المرأة الشرقية التي وردت في رسوم الفنانين المستشرقين الغربيين، باعتبارها سيدة جميلة ولكنها عادة تتسم بالخضوع أو على هيئة جارية، وتقول «راودتني الفكرة تحديداً بعد زيارتي لمعرض قصر عائشة فهمي مطلع هذا العام، وكان مُخصصاً لعرض أعمال المستشرقين، فتبلورت لدي فكرة طرح تصوير مواز للمرأة الشرقية ككيان مبدع وحُر، تحمل صفات الرقة والنعومة والرهافة لكنها تملك روحاً قوية».
كانت وزارة الثقافة المصرية، متمثلة في قطاع الفنون التشكيلية، قد نظمت مطلع العام الحالي، لنحو ثلاثة أشهر، ضمن مشروعها «كنوز متاحفنا» بقصر عائشة فهمي الأثري، معرضاً باسم «ذاكرة الشرق» الذي ضم مجموعة نادرة من أعمال عدد كبير من أبرز الفنانين العالميين من المستشرقين، منهم دومينيك آنجر، وبيبي مارتان، وأوجين فرومنتان، ونارسيس برشيير، وأوجين ديلاكروا، وغيرهم.
واستعانت صاحبة المعرض بتقنية لونية تعتمد على الرسم الخطي، ودرجات الظل، والخطوط المتفاوتة معتمدة على اللونين الأبيض والأسود: «فكرت أن استخدام الألوان الزيتية في موضوع المعرض قد يكون أقرب لاستنساخ أعمال المستشرقين الذين أطرح تصوراً نقدياً لهم، رغم أنني أتناول موضوعي من زاوية مخالفة لما قدموه، ولذلك فكرت في استخدام الأبيض والأسود لطرح فكرتي ولكن بتناول فني أكثر معاصرة، وأنا بشكل خاص أرى أن هذين اللونين لهم خصوصية فنية كبيرة تحتاج إلى قوة وجرأة وقدرة على الاختزال ووضوح في التصميم».
يضم المعرض 13 لوحة، ويعد «ياسمين الشرق» امتداداً لمشروع الفنانة إيمان أسامة الشغوف بالتعبير عن ملامح المرأة الشعورية، وفي هذا المعرض تحمل كل لوحة على حدة رمزاً تعبيرياً يخصها، ففي واحدة من اللوحات تحمل اسم «ياسمين الشرق... تحية إلى آنجر». استلهمت الفنانة أشهر لوحة لجارية في التاريخ وهي لوحة «الجارية الكبرى» للفنان أوغست آنجر، وتقول «استلهمت لوحة آنجر للتعبير عن تناقض موازٍ لمعنى اللوحة، فالمرأة الشرقية بصورة المرأة التابعة أو المدللة والمحاطة بالكثير من القيود الاجتماعية، أصبحت اليوم بعيدة عن صورة الجارية التي رسخها فنانون غربيون كما في لوحة آنجر، حيث جعلت في لوحتي المرأة تحاكي لوحة آنجر ولكنها في وضعية المتحكمة في زمام أمرها، وتستطيع أن تمزق تلك القيود المحيطة بها، واستعنت للتعبير عن ذلك بعناصر رمزية في اللوحة مثل المقص والشريط».
ولعل هذا المعنى هو ما فصّلته إيمان أسامة في كلمتها المرفقة بفلسفة المعرض التي جاء فيها «اليوم تخرج فيه المرأة الشرقية من شرنقة الجارية مُدركة أن كونها امرأة شرقية لا يتنافى مع كونها إنساناً له عقل وقلب وروح وجسد مكرم وخيال خصب وجرأة محببة تصاحبها إرادة على تحقيق الحلم لتصبح هي أيضاً رمزاً تنكس له رايات الحرية إن فشل العالم في الدفاع عن حريتها».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.