مشاهير الفن والموضة يستعيضون عن الكمامات بالأوشحة الأنيقة

خيار كلاسيكي قديم أعاده الوباء

المدونة الأميركية أوليفيا باليرمو تظهر بالوشاح  (انستغرام)
المدونة الأميركية أوليفيا باليرمو تظهر بالوشاح (انستغرام)
TT

مشاهير الفن والموضة يستعيضون عن الكمامات بالأوشحة الأنيقة

المدونة الأميركية أوليفيا باليرمو تظهر بالوشاح  (انستغرام)
المدونة الأميركية أوليفيا باليرمو تظهر بالوشاح (انستغرام)

في مطلع عام 2020 لم يكن في الحسبان أن تصبح الكمامة «مُلحق العام»، فقد غير فيروس «كورونا» وجه العالم لأجل غير مُسمى، وأدخل على حياتنا اليومية تفاصيل وعادات لم تكن مستساغة، فكما تحمل بطاقتك المصرفية إذا أردت الخروج، عليك أيضاً أن تتزود بكمامة آمنة.
لكن إخفاء نصف الوجه خلف كمامة طبية لم يمر بسهولة لهؤلاء الباحثات عن الأناقة والجمال؛ لذلك ظهرت أشكال وألوان من الكمامات القماش التي مررتها مراكز السيطرة على الأمراض بهدف توفير الأنواع الطبية للعاملين في مجال الصحة، ما فتح المجال أمام بعض العلامات مثل «جاب»، و«أديداس»، و«فيكتوريا سيكريت» وغيرهم لتقديم ملحق مستجد ربما يحد من الخسائر المالية هذا الموسم، لكن يبدو أن هذا الأمر لم يكن مرضياً لمشاهير الفن والموضة، لا سيما أن العلامات الراقية مثل «ديور» و«شانيل» رفضت ركوب الموجة. ولكون الكمامة أصبحت ملحقاً لا يستعاض عنه كان على الكثيرين تقبلها، وإضافة ما يحلو لهم من تفاصيل بشرط مراعاة معايير الحماية.
في عالم المشاهير، خصوصاً المهتمين بالأزياء، كانت الأوشحة الصغيرة، أو ما يُعرف في عالم الموضة باسم «باندانا»، هي الخيار الأكثر حداثة ومرونة من الكمامة، فهي قطعة من القماش مربعة التصميم ولا يتخطى حجمها 20 في 20 إنشاً. ما يميزها أنها ملحق كلاسيكي معروف، تحديداً منذ عام 1789. عندما ظهر أول وشاح بهذا الشكل بواسطة جون هيوسون، ومنذ ذلك الحين يرتديه الجميع.
ارتبطت الأوشحة في بداية ظهورها بالمزارعين ثم الثوار والنسويات كما كانت علامة مميزة لمظهر رعاة البقر، لكن سرعان ما انتقلت للموضة وأصبحت ملحقاً مُفعما بالأناقة والعصرية، تتنافس في تقديمه كبريات دور الأزياء الراقية، فهو بمثابة الابن المدلل بين الملحقات، الذي يحمل شعار الدار كنوع من الترف، حتى أنه يورث وتزداد قيمته كلما كان يحمل توقيع دار بارزة. كانت الأوشحة أو العُصابات أحد الملحقات المميزة لموضة التسعينات، وحتى في الألفية لم تختف، لكنها صعدت بشكل بارز على ممشى عروض الأزياء في 2017. على يد دور مثل «كالفن كلاين» «بالمان» «رالف لورين» و«كلوي» فضلاً عن العلامات الإيطالية الأشهر مثل «غوتشي» و«بربري» وغيرهم.
أعاد فيروس «كورونا» استخدام الأوشحة مرة أخرى، ولكن هذه المرة ليس لتزيين الرقبة أو الرأس، بينما لتقوم بوظيفة نفعية توازن بين العصرية والأناقة والمعايير القياسية للحماية من الفيروس، فذهب بعض نجوم الفن مثل الممثلة الأميركية أمبر هيرد وزوجها السابق جوني ديب إلى ربط الوشاح بطريقة مثلثة تُغطي الأنف والفم بأسلوب له طابع مميز يناسب قضية التشهير المُثارة بينهما راهناً. كذلك شوهدت نجمات أخريات على غرار كريستين ستيوارت، سارة جيسيكا باركر، جين فوندا، مارجوت روبي، جوليان هوغ، وماريسا تومي معتمدين العُصابة أو الوشاح المزدان بطبعات عصرية بدلاً من الكمامة.
أيضاً المدونة الأميركية التي يتابعها نحو 7 ملايين على تطبيق «إنستغرام» فقط، أوليفيا باليرمو، نجحت في تنسيق الأوشحة الحريرية بأسلوب جذاب يُصقل إطلالاتها حتى أنها تلقت أسئلة عديدة، حسب قولها، عن تنسيق الأوشحة الحريرية على هيئة الكمامة، وبالفعل نشرت فيديو لتوضيح الخطوات وحظي بتفاعل لافت. ويرى خبراء الموضة بحسب تقرير أوردته صحيفة «الإندبندنت» يوليو (تموز) الماضي، أن استخدام الأوشحة لغرض نفعي أمر منطقي، لأن هذه القطعة المربعة من القماش كانت تستخدم للحماية من الأتربة في البيئة القاسية مثل رحلات الصحراء أو السهول.
ابتكار طرق مُرضية للحماية من الفيروس يعد نوعاً من التكيف يضمن صمود الناس أمام الفيروس الباقي معنا لأجل غير معلوم، لكن هل ارتداء العصابات على وجوهنا هو موضة مشروعة تحقق الحماية. يقول الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الصدر بكلية طب جامعة الزقازيق، لـ«الشرق الأوسط» إن استمرار الفيروس لفترة طويلة دون الكشف عن لقاح ربما يدفع الناس إلى التراخي في إجراءات الوقاية، وهو ما قد يزيد من خطورته لا سيما مع الحديث عن موجة ثانية يرتقبها العالم، ويضيف «هناك معايير محددة لاختيار الكمامة التي توفر الحماية من انتشار الفيروس، وعندما يخص الحديث صحة البشر، على الموضة والأزياء أن تبقى جانبا». وحدد رئيس قسم أمراض الصدر الشروط التي يجب أن تتوفر في الكمامة حتى يُعتد بفاعليتها، وأهمها أن تبقى مُحكمة على الأنف وأسفل الفم، لتمنع تسرب الفيروس مع الهواء لداخل الجسم، ويقول «وهو الشرط الذي لا تحققه الأوشحة سواء الحريرية أو المصنعة من خامات أخرى».
من جانبها توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بشراء الأقنعة المصنعة من القماش وفق معايير مُحكمة تضمن عدم تسرب الفيروس. لذلك فإن مجرد ربط عُصابة أنيقة حول الوجه لن يوفر كثيرا من الحماية، إلا إذا اتبعت طريقة المدونة أوليفيا باليرمو التي ترتدي كمامة طبية أولاً ثم تخفيها بوشاح أنيق لحماية أناقتها.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.