ليلة ثالثة من الاحتجاجات في كولومبيا ضدّ عنف الشرطة

TT

ليلة ثالثة من الاحتجاجات في كولومبيا ضدّ عنف الشرطة

اعتذر وزير الدفاع الكولومبي عن وحشية الشرطة، إلا أن ذلك لم يمنع ليلة ثالثة من الاحتجاجات، أمس الجمعة، في العاصمة بوغوتا ومدن أخرى عقب مقتل رجل صعقاً بيد الشرطة.
وقتل ما لا يقل عن 13 شخصا وأصيب أكثر من 400 آخر خلال اضطرابات واسعة النطاق ليلتي الأربعاء والخميس بعدما أظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض خافيير أوردونيز للصعق الكهربائي بشكل متكرر على يد الشرطة أثناء عملية توقيفه في الشارع. وقد توفي في وقت لاحق خلال احتجازه في مركز للشرطة.
وأعرب وزير الدفاع كارلوس هولمز تروخيّو الجمعة محاطا بقادة الشرطة خلال مؤتمر صحافي، عن «ألمي وسخطي» لوفاة أوردونيز، وهو مهندس وأب لطفلين في الأربعينات من العمر، كان يكمل دراسته ليصبح محامياً.
وقال تروخيو إن «الشرطة الوطنية تعتذر عن أي انتهاك للقانون أو جهل للقواعد تصرف على أساسه أفراد في المؤسسة».
لكن هذه المبادرة لم تكن كافية لتهدئة مجموعات غاضبة من المتظاهرين الذين تواجهوا بين الحين والآخر مع الشرطة أثناء احتجاجهم مجددا في العاصمة، وكذلك في ميديين ومدن كولومبية أخرى.
وقد استُدعي حوالى ألفي عنصر من الشرطة والجيش لتعزيز الأمن في العاصمة.
وسُمع أوردونيز في اللقطات المنتشرة على نطاق واسع لعملية توقيفه والتي التقطها أحد الأصدقاء، وهو يصرخ مرارا «من فضلكم، توقفوا». ونُقل بعدها إلى مركز للشرطة ثم إلى منشأة طبية محلية لكنه توفي بعد ذلك بقليل.
وأشارت عائلته إلى أن الشرطة واصلت الاعتداء على أوردونيز بعد نقله إلى مركزها.
وقال المحامي فاديث غوميز لراديو «بوغوتا بلو»: «لدي صور لطريقة تعاملهم مع الضحية. تعرّض خافيير لعملية لذبح، تم ارتكاب جريمة قتل متعمَّد وجريمة تعذيب».
وأوضحت الشرطة أنها استجابت لشكوى تتعلق برجل ثمل وأن أوردونيز اعتدى على العناصر ما استلزم استخدام صاعق كهربائي.
وقال وزير الدفاع إن إدارة الشرطة فتحت تحقيقا داخليا ضد شرطيين يرتديان الزيّ الرسمي «في جريمة مزعومة تتمثل في إساءة استخدام السلطة والقتل». وأضاف أن خمسة شرطيين آخرين أوقفوا عن العمل.
ودان وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل استخدام الشرطة المفرط للقوة ردا على التظاهرات، قائلا إن الحق في الاحتجاج السلمي ضروري لأي ديمقراطية في العالم. ودعا إلى إجراء تحقيق لتقديم المسؤولين إلى العدالة واتخاذ إجراءات مؤسسية لتجنب تكرار ما حصل.
وبالنسبة إلى العديد من الكولومبيين، تذكّر قضية أوردونيز بمقتل الأميركي الأسود جورج فلويد في الولايات المتحدة اختناقا عندما جثا شرطي أبيض البشرة بركبته على رقبته في مدينة مينيابوليس في مايو (أيار).


مقالات ذات صلة

أقارب الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو

شؤون إقليمية عائلات ومتضامنون مع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يحملون صور أحبائهم خلال احتجاج يطالب بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الاثنين 18 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أقارب الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو

تظاهر أقارب رهائن محتجزين في قطاع غزة أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، الاثنين، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق مع «حماس» للإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا أشخاص يرفعون صور عبد الله أوجلان أثناء المسيرة في كولونيا (د.ب.أ)

آلاف يتظاهرون في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن زعيم «العمال الكردستاني» أوجلان

تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا، السبت، للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي اعتُقل قبل 25 عاماً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا متظاهرون يقتحمون مبنى البرلمان في جمهورية أبخازيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

زعيم أبخازيا يعلن استعداده للتنحي إذا أخلى متظاهرون مبنى البرلمان

قال رئيس جمهورية أبخازيا التي أعلنت انفصالها عن جورجيا والمدعومة من موسكو، السبت، إنه مستعد للاستقالة بعد اقتحام متظاهرين مبنى البرلمان.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

الائتلاف الحاكم في هولندا يتجنب الانهيار وسط صراع بشأن «تعليقات عنصرية»

عقد مجلس الوزراء الهولندي جلسة طارئة، اليوم الجمعة، وسط تقارير عن احتمال انهيار الائتلاف الحاكم بسبب طريقة تعامل الحكومة مع أحداث العنف الأخيرة في أمستردام.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
أوروبا متظاهرون يتجمعون خارج مبنى البرلمان في منطقة أبخازيا الانفصالية الجورجية (أ.ب)

اقتحام برلمان إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا بسبب اتفاق استثمار مع روسيا

اقتحم محتجون برلمان إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا والمدعوم من روسيا، اليوم (الجمعة)، وطالب سياسيون من المعارضة باستقالة رئيس الإقليم بسبب اتفاق مع موسكو.

«الشرق الأوسط» (تبيليسي)

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
TT

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ، وفقاً لاتفاق صعب تم التوصل إليه في قمة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب29) في باكو بأذربيجان.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.

واتفقت الدول أيضاً على قواعد سوق عالمية لشراء وبيع أرصدة الكربون التي يقول المؤيدون إنها ستؤدي إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات جديدة داعمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان من المقرر اختتام القمة أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد القادم.

ورفضت الدول النامية أمس الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين. وتعاني الدول النامية من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

وكشفت محادثات كوب29 عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية، كما جعلت الإخفاقات السابقة في الوفاء بالتزامات التمويل المناخي الدول النامية متشككة في الوعود الجديدة.

وبعد إعلان الاتفاق، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي، وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ «عملنا بجدّ معكم جميعا لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار ثلاث مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش في بيان «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساسا لمواصلة البناء عليه».