انطلاق أول مهرجان موسيقي في شارع المعز بعد «كورونا»

يقدم 12 حفلاً على مدار 9 أيام

لقطة من حفل افتتاح مهرجان «تون الموسيقي» في القاهرة
لقطة من حفل افتتاح مهرجان «تون الموسيقي» في القاهرة
TT

انطلاق أول مهرجان موسيقي في شارع المعز بعد «كورونا»

لقطة من حفل افتتاح مهرجان «تون الموسيقي» في القاهرة
لقطة من حفل افتتاح مهرجان «تون الموسيقي» في القاهرة

انطلقت الدورة الأولى من مهرجان «تون الموسيقي» في مركز الربع الثقافي بشارع المعز التاريخي في منطقة «القاهرة الفاطمية» مساء أول من أمس، ليكون بذلك أول مهرجان فني يستضيفه شارع المعز عقب أزمة «كورونا» في مصر.
ويهدف المهرجان الجديد إلى دعم الفرق الموسيقية المصرية الناشئة والموهوبين وتعريف الجمهور ووسائل الإعلام بهم، ويقول جوزف فوزي، مؤسس مهرجان «تون الموسيقي» وصاحب شركة «برو ماجور» لـ«الشرق الأوسط»، «انطلق المهرجان من مركز الربع، ومن المقرر تنظيم حفلات بمناطق ومراكز أخرى خلال الدورات المقبلة»، مشيراً إلى أن «إدارة المهرجان أصرّت على تنظيم الدورة الأولى رغم تحديات (كورونا) والإجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات المصرية والتي تحدد نسبة حضور الجمهور للحفلات».
ويقدم المهرجان في دورته الحالية 12 حفلاً موسيقياً على مدار 9 أيام، تضم مجموعة من أبرز التجارب الغنائية والموسيقية في مجال «الموسيقى البديلة»، بمشاركة فرق «كوكب» و«كاريزما باند» وفرقة «كوحيتي» وفرقة «تركيبة»، بجانب مشروع «روح»، وفرقة «درجي»، ومشروع «صبري مكين»، وفرقة «جاز تون»، وفرقة «راي نا»، وفرقة «أوسكاريزما».
وافتتح المهرجان فعالياته بحفل موسيقي كلاسيكي قدمته فرقة The Sinatras، وحضره العشرات من الجمهور المحب للموسيقى البديلة، وفق فوزي، الذي يضيف «نلتزم بالإجراءات الاحترازية التي تفرضها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا»، لافتاً إلى أن الحفلات الموسيقية بدأت فعلياً في ثاني أيام المهرجان عبر ليلة صوفية أحيتها فرقة «الحضرة للإنشاد الديني»، في حين يسدل الستار على المهرجان يوم الجمعة 19 سبتمبر (أيلول) الحالي بحفل طربي للفنان علي الألفي .
 ويعد مهرجان Tune Festival أول تجربة كرنفالية من نوعها يشهدها شارع المعز بالجمالية بتسليطه الضوء على الفرق الموسيقية الصاعدة في مجال «الأندرجراوند» في مصر، وإعطائها متنفساً جماهيرياً لاستعراض مواهبها الفنية بعد فترة توقف طويلة عن النشاط الفني على خلفية أزمة «كورونا» التي أدت إلى إلغاء الفعاليات الموسيقية كافة لمدة أشهر، قبل أن تعود الحياة تدريجياً لمجال الحفلات الموسيقية، وفق فوزي.
ويستضيف مركز الربع الثقافي الذي يجاور مسجد الأقمر الأثري بشارع المعز فعاليات موسيقية وفنية، وندوات أدبية وشعرية متنوعة منذ تحويله إلى مركز إبداعي خلال العقد الثاني من الألفية الجديدة.
إلى ذلك، سيفقد شارع المعز الأجواء الفلكلورية والتراثية لمهرجان «سماع» الدولي للموسيقى الروحية، الذي كان يتم تنظيمه سنوياً بالشارع في شهر سبتمبر من كل عام، حيث كانت تضفي عليه رونقاً خاصاً ومظهراً استثنائياً، لكن هذا العام تم تأجيل المهرجان مع عدد من المهرجانات الفنية الأخرى لأجل غير مسمى، بسبب فيروس كورونا، ويقول الفنان انتصار عبد الفتاح، مؤسس ومدير المهرجان، لـ«الشرق الأوسط»، «ننتظر موافقة السلطات المصرية على تنظيم المهرجان خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن كل دورة تحتاج إلى فترة طويلة من التحضيرات والاستعدادات»، مضيفاً أن «المهرجان ذو طابع دولي، وتشارك فيه فرق دولية من أنحاء متعددة، وهذا لن يكون متاحاً بسهولة خلال الفترة المقبلة مع استمرار انتشار (كورونا)». يأتي ذلك في الوقت الذي استأنفت فيه دار الأوبرا المصرية نشاطها في بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، عبر الموسم الصيفي الذي يضم 40 حفلاً موسيقياً وغنائياً، ويستمر حتى نهاية الشهر الحالي، ويشارك فيه نجوم الطرب والغناء والموسيقى المصريون، من بينهم مدحت صالح، وعلي الحجار، والموسيقار الكبير عمر خيرت.


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».