تشاد تنفي نيتها فتح سفارة في القدس

TT

تشاد تنفي نيتها فتح سفارة في القدس

نفت تشاد فتح سفارة لها في مدينة القدس، العام القادم، كتبادل للسفراء بين إنجمينا وتل أبيب.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن وزارة خارجية تشاد أعلنت نفيها القاطع افتتاح بعثة دبلوماسية في القدس. وقالت الوزارة في إنجمينا في بيان مقتضب: «ننفي بشكل قاطع أي خطة لافتتاح بعثة دبلوماسية في القدس».
وأوضح البيان الذي نقله التلفزيون الرسمي التشادي، أن استمرار العلاقات مع إسرائيل لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على موقف تشاد من القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة.
كما أكد بيان الخارجية أن تشاد تظل مرتبطة بالحوار الشامل من أجل حل سياسي مقبول يمر عبر التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.
وجاء هذا النفي بعدما أعلنت السلطات الإسرائيلية أن وفداً تشادياً برئاسة عبد الكريم، وهو أحد أبناء الرئيس إدريس ديبي، بحث مع رئيس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتنياهو الثلاثاء «إمكانية فتح» سفارة لإنجامينا في القدس. وأعلن مكتب نتنياهو أنه اجتمع مع ديبي ورئيس المخابرات التشادية أحمد كغاري في مقر رئاسة الوزراء، وبحث معهما تعيين سفراء وافتتاح ممثليات دبلوماسية، بما في ذلك احتمالية افتتاح سفارة تشادية في القدس. وبحث الطرفان تعزيز التعاون بين البلدين في عديد من المجالات، ومنها مكافحة الإرهاب و«السايبر» والمياه والزراعة.
وفي وقت سابق، أشار عبد الكريم ديبي نجل الرئيس التشادي إدريس ديبي، خلال اجتماعه مع وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى أن بلاده ستفتح ممثلية رسمية لها في مدينة القدس في غضون عام. واتفق الطرفان على زيارة وفد أعمال إسرائيلي تشاد في المستقبل القريب، من أجل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الدولتين وتعزيز المشروعات في مجال الزراعة، وتوسيع التعاون التكنولوجي والأمني بين البلدين.
وقال كوهين بعد الاجتماع: «إن توطيد العلاقات بين إسرائيل وتشاد يخدم المصلحة المشتركة للبلدين، على الصعيدين الأمني والاقتصادي».
وكان نتنياهو قد زار الدولة الأفريقية ذات الغالبية المسلمة قبل أكثر من سنة، عندما أعلن عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ووصل دفء العلاقات بين البلدين (اللذين قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1972)، إلى مرحلة حاسمة في عام 2018 بالزيارة التاريخية لرئيس تشاد إلى القدس، والتي اعترف خلالها رسمياً بوجود «دولة إسرائيل».
وكان الإعلام العبري، قد كشف، في أغسطس (آب) من العام المنصرم، أن وفداً إسرائيلياً، قد زار تشاد «لبحث آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين»، إضافة إلى نقل المعرفة في مجالات الزراعية والتعليم ومعالجة المياه.
ويعتمد اقتصاد تشاد بشكل أساسي على استغلال النفط والزراعة؛ حيث اتخذ رئيسها إدريس ديبي سياسة واسعة للتنويع الاقتصادي، بما في ذلك انفتاح البلاد على رأس المال الأجنبي. وتشاد إحدى أفقر دول العالم، عضو في منظمة التعاون الإسلامي؛ لكنها ليست عضواً في جامعة الدول العربية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.