العراق يخفف إجراءاته الوقائية رغم تصاعد إصابات «كوفيد ـ 19»

مسؤول توقع زيادة الحالات في الخريف والشتاء

عامل عراقي يحرق نفايات مستشفى يعالج مرضى «كوفيد 19» بالنجف في 27 أغسطس الماضي (رويترز)
عامل عراقي يحرق نفايات مستشفى يعالج مرضى «كوفيد 19» بالنجف في 27 أغسطس الماضي (رويترز)
TT

العراق يخفف إجراءاته الوقائية رغم تصاعد إصابات «كوفيد ـ 19»

عامل عراقي يحرق نفايات مستشفى يعالج مرضى «كوفيد 19» بالنجف في 27 أغسطس الماضي (رويترز)
عامل عراقي يحرق نفايات مستشفى يعالج مرضى «كوفيد 19» بالنجف في 27 أغسطس الماضي (رويترز)

رغم التصاعد الكبير في أعداد المصابين بوباء «كوفيد19»، فإن السلطات العراقية بدأت خلال اليومين الماضيين التخفيف من إجراءاتها الوقائية، مبقية في الوقت ذاته على حظر ليلي يبدأ من الساعة العاشرة مساءً وينتهي في الخامسة صباحاً.
وقرر مجلس القضاء الأعلى التحاق موظفيه بدوام كامل في المؤسسات التابعة له، بعد أن كان يقتصر على وجود نحو 25 في المائة من الموظفين، كما قررت وزارة التربية التحاق الكوادر التدريسية بوظائفهم ومباشرة الدوام الرسمي الأحد المقبل. وسجل العراق، أمس، 4243 حالة إصابة جديدة، ليتجاوز إجمالي الإصابات المعلنة سقف 273 ألف إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا».
وقررت «اللجنة العليا للصحة والسلامة»، أمس، الموافقة على طلبات نقل جثامين المتوفين جراء فيروس «كورونا» إلى «مقابر أسرهم العادية، بعد أن كانوا يدفنون في مقابر خاصة وبعيدة»، لكن اللجنة اشترطت أن تجري عمليات النقل بـ«إشراف لجان صحية، وبشرط مراعاة التعليمات الصحية والجوانب الشرعية».
وكانت «لجنة الصحة العليا» التي يرأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قررت، الاثنين الماضي «انطلاق الأنشطة والفعاليات الشبابية والرياضية في مختلف المجالات (من دون جمهور)، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية بدءاً من تاريخ 12 - 9 - 2020. كما وافقت على فتح المطاعم والقاعات والمرافق السياحية التابعة لفنادق الخمسة نجوم، إضافة إلى فتح المنافذ الحدودية البرية أمام الحركة التجارية حصراً طيلة أيام الأسبوع. كذلك قررت أن يكون الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية كافة 50 في المائة».
وتعليقاً على قرارات تخفيف القيود الحكومية، قال مدير عام دائرة الصحة العامة الدكتور رياض الحلفي إن «أغلب البلدان خففت الإجراءات للتعايش مع الوباء، خصوصاً في مجال فتح المرافق الاقتصادية، لأنها مرتبطة بمعيشة الناس. والتجمعات هي التي تسببت في تضاعف عدد الإصابات ووصولها للمستوى الحالي، ولحد الآن لا يوجد منفذ قانوني لفرض غرامات على المخالفين». وذكر في تصريحات صحافية أن «العراق ما زال في الموجة الأولى؛ لأن الإصابات في ارتفاع مستمر ولم تنخفض لندخل في موجة جديدة». وتوقع «زيادة عدد الإصابات اليومية بفيروس (كورونا) في الخريف والشتاء المقبلين، وهذا توقع عالمي بسبب طبيعة الأجواء؛ لأن الفيروسات تنشط بالأجواء المعتدلة والباردة».
بدوره؛ أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق ورئيس بعثتها أدهم إسماعيل، أول من أمس، أن منظمته ووزارة الصحة العراقية «تمكنتا من تقليل الوفيات إلى حدود 3 في المائة؛ وهو أقل من المعدل العالمي».
وقال إسماعيل في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن «الوضع في العراق مقلق، كما أن زيادة أعداد الإصابات جاءت نتيجة تأخر الفحوصات، فضلاً عن التجمعات». وأضاف أن «التجمعات وفتح المجال للأنشطة والتعايش من دون ضوابط، أدت إلى زيادة الإصابات، لذلك نحن بحاجة إلى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، ويمكن تجنب الإصابة بالوباء إلى 40 في المائة بمجرد ارتداء الكمامة، و60 في المائة بتجنب الاختلاط والتجمعات».


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.