سياسيون يرحبون برفع اسم عقيلة صالح من قائمة العقوبات الأوروبية

TT

سياسيون يرحبون برفع اسم عقيلة صالح من قائمة العقوبات الأوروبية

استقبلت الأوساط السياسية الليبية، وخصوصاً في شرق البلاد، خبر اعتزام الاتحاد الأوروبي رفع اسم المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، من القائمة السوداء للعقوبات، بـ«ترحاب شديد»، مشيرين إلى أنها «خطوة في الطريق الصحيح».
وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر مطلع أبريل (نيسان) عام 2016 فرض عقوبات على ثلاثة شخصيات ليبية، هم رئيس المؤتمر الوطني السابق نوري أبو سهمين، ورئيس ما يُعرف بـ«حكومة الإنقاذ» خليفة الغويل، بالإضافة إلى صالح بتهمة عرقلة عمل حكومة «الوفاق» المدعومة أممياً.
وقال ثلاثة دبلوماسيين، أمس، وفقا لـ«رويترز» إن الاتحاد الأوروبي يعتزم رفع اسم صالح من القائمة السوداء للعقوبات «لتشجيع جهود السلام، وضمان أن يلعب التكتل دورا محوريا في أي تسوية يتم التفاوض عليها».
وينظر لصالح المولود في منتصف أربعينات القرن الماضي، والمنتمي لمدينة القبة بشمال شرقي ليبيا، على أنه بات الآن شخصية رئيسية في المساعي للجمع بين طرفي الصراع الليبي.
وقال مقرر مجلس النواب، صالح قلمة، لـ«الشرق الأوسط» إن «العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في السابق على رئيس مجلس النواب كانت ارتجالية، ومحاولة للضغط عليه، ولم تغير في الواقع شيئا»، ودلل على ذلك بأنه «طوال قرابة أربعة أعوام لم نسمع أحدا منهم يتطرق إليها بالحديث، كما أن (السيد) عقيلة والبرلمان لم يبديا أي اهتمام بها، وواصل رحلاته وجولاته إلى أوروبا، كما أن قيادات من الاتحاد وسفراءه يزورونه في شرق ليبيا».
ونوه النائب قلمة إلى أنه رغم عدم صدور قرار رسمي من الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، إلا أنه عبّر عن اعتقاده بأن «تسريب مثل هذه الأخبار في هذا التوقيت ما هو إلا اعتراف كامل من الاتحاد بالبرلمان الشرعي، الذي يرأسه صالح، والدور الأساسي الذي يلعبه من أجل البحث عن حل للأزمة الليبية عن طريق الحوار»، مضيفا: «يبدو أن الاتحاد الأوروبي بدأ يقرأ المشهد الليبي جيداً».
في السياق ذاته، وصف عضو مجلس النواب عن مدينة الكفرة بجنوب البلاد، جبريل أوحيدة، هذه الخطوة بـ«المباركة، وفي الاتجاه الصحيح»، ورأى أنها تتوافق مع النشاط الذي يبذله صالح في الفترة الأخيرة برحالات مكوكية بين دول عدة، بحثاً عن حل للأزمة الليبية.
وأضاف أوحيدة لـ«الشرق الأوسط» أن المستشار عقيلة بات ينظر إليه دولياً على أنه رجل المرحلة، في ظل تحركه الملحوظ باتجاه حلحلة الأوضاع في البلاد.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».