السعودية للحذر من آثار إيقاف مبادرات الدعم والتحفيز لتداعيات «كورونا»

وزير المالية: انكماش الاقتصاد الوطني العام الحالي أقل من تقديرات صندوق النقد

وزير المالية السعودي محمد الجدعان
وزير المالية السعودي محمد الجدعان
TT

السعودية للحذر من آثار إيقاف مبادرات الدعم والتحفيز لتداعيات «كورونا»

وزير المالية السعودي محمد الجدعان
وزير المالية السعودي محمد الجدعان

في وقت أكد فيه وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن انكماش الاقتصاد الوطني سيكون أقل من تقديرات صندوق النقد الدولي للعام الحالي، كشفت مؤسسة النقد العربي السعودي أمس إدراكها للتوخي والحذر من الآثار المحتملة من توقف مبادرات الدولة لدعم وتحفيز القطاع الخاص المحلي لتداعيات جائحة كورونا المستجد، مؤكدة العمل على فحص القطاع المالي بشكل مستمر.
وأكد محافظ «مؤسسة النقد» الدكتور أحمد الخليفي على ضرورة الحذر من الآثار التي ربما تنتج كإفرازات مالية في حال توقف برنامج الدعم مع تحسن الظروف الصحية وعودة انتعاش الاقتصاد الوطني، مؤكداً في الوقت ذاته ثقته باستقرار القطاع المالي في المملكة.
ولفت الخليفي إلى أن المملكة أقرت حزمة ضخمة من الإجراءات المالية للتمويل والدعم والتحفيز وضمان القروض للقطاع الخاص، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز المصارف بالسيولة خلال الفترة الماضية، مشدداً أن العمل متواصل لفحص جهد البنوك السعودية والتأكد من الأوضاع المالية التي أثبتت اطمئناناً في موقفها.
وأورد محافظ «مؤسسة النقد»: «لدينا الثقة، ولكن عندما يكون الوضع على أجهزة الإنعاش يجب توخي الحذر عندما يتم إزالة الإنعاش، وتأثير ذلك على جودة الأصول، ونحن طبعاً نقوم بفحوصات الجهد، وقمنا بذلك أمس، نحن مرتاحون، لكن لا يمكن الارتياح كثيراً وسط الأزمة».
وبيّن محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أنه تم توجيه البنوك لمساعدة الشركات وقطاع الأعمال على مواجهة الأزمة من خلال البرامج التي أطلقتها المؤسسة وضخّ السيولة.
ويشير الخليفي إلى أن آفاق اقتصاد المملكة العام الحالي لا تزال تكتنفها الضبابية، مشدداً على ثقته في استقرار النظام المالي، مضيفاً بالقول: «بدأنا عام 2020 بأرقام إيجابية قبل انطلاق جائحة فيروس كورونا... كنا نتوقع تواصل النمو القوي في الناتج المحلي غير النفطي بأكثر من 3.5 في المائة والاقتصاد الكلي بـ2 في المائة... لكن التوقعات تغيرت بشكل ملحوظ مع نهاية الربع الأول، الذي انتهى بانكماش بواحد في المائة بسبب التغيرات التي طرأت حول العالم، وهو ما خلق بيئة من عدم اليقين».
وأقرّ الخليفي خلال مؤتمر «يوروموني السعودية 2020» الافتراضي، أن أزمة كورونا وانخفاض أسعار النفط أثّرا على نمو اقتصاد المملكة، لافتاً إلى أنه تم التجاوب مع التطورات الحاصلة واتخاذ إجراءات احترازية ونقدية لمواجهة الأزمة في القطاع الخاص.
وأضاف: «تراجع إنتاج النفط وانتشار فيروس كورونا أثّرا على توقعات النمو الاقتصادي. صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش اقتصاد المملكة بأكثر من 6 في المائة، وبنحو 5 في المائة بالاقتصاد العالمي... نتأثر بالوضع حول العالم وبجائحة كورونا، والنظرة المستقبلية لعام 2020 تبقى غير واضحة».
وأكد الخليفي سياسة بلاده في استمرارية عملية الربط بين الريال والدولار الأميركي، مشيراً إلى أن ربط العملة بالدولار هو من العناصر الأساسية للاستقرار المالي في السعودية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن برنامج تطوير القطاع المالي تضمن 16 مبادرة، وتم الانتهاء من 90 في المائة منها.
من جانب آخر، قال وزير المالية السعودي، أمس (الأربعاء)، إنه من المرجح أن تشهد المملكة انكماشاً اقتصادياً العام الحالي، لكن أقل حدة من توقعات صندوق النقد الدولي، مؤكداً خلال منتدى افتراضي نظّمه منتدى الاقتصاد العالمي بالقول: «آمل، وأتحدى كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد، أن يكون ما سنشهده أقل بكثير مما يتوقعون على صعيد النمو السلبي في 2020»، بحسب تعبيره. وكان صندوق النقد توقع انكماش الاقتصاد السعودي بنسبة 6.8 في المائة العام الحالي.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.