ارتفاع ضحايا فيضانات السودان... وحمدوك يتفقد المتضررين

دعم عاجل من «الجامعة العربية» للخرطوم لمواجهة الأزمة

جانب من الفيضانات التي ضربت بلدة القدرو شمال الخرطوم (أ.ب)
جانب من الفيضانات التي ضربت بلدة القدرو شمال الخرطوم (أ.ب)
TT

ارتفاع ضحايا فيضانات السودان... وحمدوك يتفقد المتضررين

جانب من الفيضانات التي ضربت بلدة القدرو شمال الخرطوم (أ.ب)
جانب من الفيضانات التي ضربت بلدة القدرو شمال الخرطوم (أ.ب)

تفقد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أمس، عدداً من المناطق المتأثرة بالفيضانات ومياه الأمطار بولاية سنار (وسط البلاد). وفي غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية السودانية ثقتها في استجابة المجتمع الدولي للوقوف مع السودان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بسبب الفيضانات التي ألحقت أضراراً كبيرة بالمواطنين وممتلكاتهم.
وقال حمدوك إن الخسائر التي تعرضت لها ولاية سنار من الفيضانات تفوق الخسائر في مناطق البلاد كافة. وأكد خلال زيارته مدينة سنجة، ولقائه بالمواطنين المتضررين من الفيضانات، أن المنطقة تحتاج إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية على كل المستويات لتخفيف وجبر الضرر، معلناً استمرار دعم الدولة وإعانة الشعب السوداني.
وبحسب إحصائيات مجلس الدفاع القومي المدني، فإن نحو 99 لقوا مصرعهم، وأصيب 46 آخرون، فيما يواصل المجلس حصر الخسائر في الأرواح والممتلكات.
ولا يزال ارتفاع مناسيب المياه غير المسبوقة في النيل الأزرق والأبيض ينذر بفيضانات في مناطق واسعة من البلاد، وسط مخاوف من أوضاع كارثية تهدد حياة الملايين. وقد أعلنت السلطات السودانية، أول من أمس، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، وعدت البلاد منطقة كوراث طبيعية.
وتشير متابعات «الشرق الأوسط» إلى مصرع 11 شخصاً، وانهيار 375 منزلاً، وتأثر 16 مرفقاً حكومياً بولاية شمال كردفان، جراء السيول غير المسبوقة التي تعرضت لها الولاية.
وفي سياق ذلك، قدم وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، شرحاً للبعثات الدبلوماسية المعتمدة في البلاد حول إعلان حالة الطوارئ. وقال، في بيان أمس، إن القرار جاء عقب فيضانات هذا العام التي ضربت 16 ولاية من ولايات البلاد، وتضرر منها نحو نصف مليون شخص بسبب انهيارات كلية وجزئية في أكثر من 100 ألف منزل. وأوضح وزير الخارجية السوداني للسفراء والدبلوماسيين أن معدلات الفيضانات والأمطار هذا الموسم تجاوزت الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1946 و1988، وسط توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع في المياه.
وأكد قمر الدين ثقة الحكومة في المجتمع الدولي للاستجابة ومساعدة السودان في هذا الظرف الدقيق.
ومن جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية تضامنها الكامل مع السودان، ومساندته في جهوده لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من مناطق البلاد.
ووجه الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، بتقديم دعم مالي عاجل للحكومة السودانية من صندوق دعم الشؤون الإنسانية لدى الجامعة العربية، قصد مساعدة الحكومة على مواجهة تداعيات هذه الكارثة، وتوفير الإغاثة للمتضررين من هذه السيول والفيضانات.
وقال مصدر بالجامعة، بحسب وكالة السودان للأنباء، إن أبو الغيط وجه أيضاً بالعمل نحو سرعة عقد الآلية المشتركة بين الجامعة العربية والجهات المختصة بالشؤون الإنسانية في الحكومة السودانية لوضع خطط عاجلة لدعم السودان على الصعيدين الإغاثي والتنموي، واستكمال بحث المشروعات التي يمكن أن تنفذها الجامعة في هذا المضمار في المرحلة المقبلة.
وأعرب أبو الغيط، في بيان أمس، عن «تضامن الجامعة الكامل مع السودان، ومساندته في جهوده لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من مناطق البلاد، وتسببت في وفاة عشرات من المواطنين، وتضرر أكثر من نصف مليون شخص، وانهيار كلي أو جزئي لأكثر من 100 ألف منزل». وقدم «خالص تعازيه لجمهورية السودان، قيادة وحكومة وشعباً، ولأسر ضحايا هذه الكارثة، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين».
ولا يزال ارتفاع مناسيب مياه النيل الأزرق يهدد وسط العاصمة الخرطوم، بعد خروجه من مجراه وغمره لشارع النيل قبالة القصر الجمهوري، ومقار الوزارات المطلة على شاطئ النيل. وتوقعت لجنة الفيضان بوزارة الري السودانية تراجع مستويات المياه في النيل الأزرق خلال الأيام المقبلة.
وفي غضون ذلك، تصل اليوم البلاد مساعدات إنسانية من الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.