مصر: اكتشاف 13 تابوتاً أثرياً في منطقة سقارة

لم تُفتح منذ 2500 عام

TT

مصر: اكتشاف 13 تابوتاً أثرياً في منطقة سقارة

ما زالت منطقة سقارة بمحافظة الجيزة المصرية (غرب القاهرة) تخفي الكثير من الكنوز الأثرية، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، مساء أول من أمس، عن اكتشاف بئر عميقة للدفن، بها أكثر من 13 تابوتاً آدمياً مغلقاً منذ أكثر من 2500 عام، وصفت الوزارة الاكتشاف بأنه «أكبر عدد من التوابيت يتم اكتشافه من التوابيت الآدمية، منذ خبيئة العساسيف بالأقصر، نهاية العام الماضي، والتي ضمت 30 تابوتاً».
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، إن «البئر يبلغ عمقها نحو 11 متراً، وعثرت البعثة المصرية للآثار بداخلها على توابيت خشبية ملونة، ومغلقة، تصطف فوق بعضها بعضاً»، مشيراً إلى أنّه «سيُعلن عن تفاصيل الكشف في مؤتمر صحافي قريباً».
وللمرة الثانية استعانت وزارة السياحة والآثار بتقنية الفيديو للإعلان عن الكشف الأثري، التزاماً بالإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا، ونشرت فيديو يظهر فيه وزير السياحة والآثار، وهو يهبط إلى أعماق البئر، ويتفقد التوابيت الأثرية، وسبق أن استخدمت الوزارة تقنية الفيديو في أبريل (نيسان) الماضي للإعلان عن كشف أثري في المنطقة ذاتها، التي بدأت وزارة السياحة والآثار أعمال الحفائر فيها في أبريل من عام 2018. وتضمن الكشف عدداً من التوابيت الحجرية والخشبية، داخل بئر دفن عمقها 11 متراً، وُوصف الكشف وقتها بأنّه: «بداية لاكتشافات أخرى بالمنطقة الأثرية الواعدة»، على حد تعبير المسؤولين المصريين.
بدوره، يقول علي أبو دشيش، الباحث في علم الآثار المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ منطقة آثار سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر، التي ما زالت تخفي الكثير من أسرار المصري القديم، بدليل ما يُكتشف كل فترة من كنوز وآثار مهمة»، مشيراً إلى أنّ «أهم ما يميز جبانة سقارة، هرم الملك زوسر، أول بناء حجري في التاريخ، إضافة إلى الآثار المصرية التي تؤرخ لكافة العصور بدءاً من الدولة القديمة، وحتى العصر القبطي، فمن أدرك سقارة كأنما أدرك مصر القديمة كلها»، على حد قوله.
ووفقاً للدراسات المبدئية، فإنّ التوابيت المكتشفة لم تفتح من قبل، منذ أن وُضعت في بئر الدفن، ورجح وزيري «إمكانية العثور على توابيت أخرى داخل النيشات الموجودة بجوانب البئر»، مشيراً إلى أنه «تم فتح أحد هذه النيشات وعثر بداخلها على عدد من اللقى الأثرية والتوابيت الخشبية»، مؤكداً أنه «حتى الآن لم تحدّد هوية ومناصب أصحاب هذه التوابيت أو عددها الإجمالي، والعمل ما زال مستمراً لكشف أسرارها».
وشهدت منطقة آثار سقارة عدداً من الاكتشافات الأثرية على مدار العامين الماضيين، من أبرزها اكتشاف ورشة كاملة للتحنيط، وخبيئة الطيور والحيوانات المقدسة، ومقبرة واح تي الملونة، وترجع تسمية المنطقة إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق الموجودة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979.
ووفق أبو دشيش، فإنّ «هرم الملك تيتي يعد من أهم أهرامات سقارة، لأنّه يضم (نصوص الأهرام) التي تجسد الجسد الأول للديانة المصرية القديمة والأدب المصري، وهرم أوسر كاف الذي يختلف شكل بنائه الخارجي عن بقية الأهرامات الأخرى، ولذلك سمي بـ(الهرم المخربش)، كما تضم المنطقة عدداً من المقابر المهمة من بينها مقابر ميرروكا، وكا جمني، وبتاح حتب، وأخت حتب، ونفر، وجبانة البوباسطين».


مقالات ذات صلة

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

يوميات الشرق اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

أعلن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، الأربعاء، عن اكتشاف بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت بالأقصر (جنوب مصر)، مع عدد من الاكتشافات الأثرية الأخرى.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.