تقرير: الصين وروسيا وإيران نشرت جواسيس لسرقة أبحاث اللقاح الأميركية

السباق العالمي لتطوير لقاح ضد «كورونا» أدى إلى حرب استخباراتية واسعة (رويترز)
السباق العالمي لتطوير لقاح ضد «كورونا» أدى إلى حرب استخباراتية واسعة (رويترز)
TT

تقرير: الصين وروسيا وإيران نشرت جواسيس لسرقة أبحاث اللقاح الأميركية

السباق العالمي لتطوير لقاح ضد «كورونا» أدى إلى حرب استخباراتية واسعة (رويترز)
السباق العالمي لتطوير لقاح ضد «كورونا» أدى إلى حرب استخباراتية واسعة (رويترز)

أثار السباق للحصول على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد حرباً استخباراتية، حيث استهدف جواسيس من الصين وروسيا وإيران شركات التكنولوجيا الحيوية الأميركية والجامعات البحثية في محاولة لسرقة البيانات المتعلقة بأبحاث اللقاحات، وفقاً لتقرير جديد.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد حاول جواسيس الاستخبارات الصينية سرقة المعلومات من جامعة نورث كارولينا وغيرها من الجامعات التي تركز في الوقت الحالي على إجراء الأبحاث الخاصة بـ«كورونا» واللقاح المنتظر ضده، حيث إن نظام حماية البيانات الخاص بهذه الجامعات أقل قوة من ذلك الموجود في شركات الأدوية.
ولفت مسؤولون أميركيون إلى أن الصين استخدمت المعلومات الصادرة من منظمة الصحة العالمية لتوجيه جهود التجسس على اللقاحات المطورة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال مصدران مطلعان إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر مسؤولي جامعة نورث كارولينا في الأسابيع الأخيرة من محاولات القرصنة، قائلاً إن المتسللين الصينيين حاولوا اختراق شبكات الكومبيوتر التابعة لقسم علم الأوبئة بها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
ومن جهة أخرى، يحذر بعض الخبراء من أن المخابرات الصينية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى حاولت جمع المعلومات من الباحثين أنفسهم، مؤكدين أنها قد تحاول الاستفادة من الشراكات البحثية بين الجامعات الأميركية والمؤسسات الصينية.
وقال جون سي ديميرز، المسؤول البارز في وزارة العدل، عن الصين الشهر الماضي في حدث أقامه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «سيكون من المفاجئ ألا تحاول سرقة الأبحاث الطبية الجارية حالياً، وهي دراسات قيمة من الناحية المالية ولا تقدر بثمن من وجهة النظر الجيوسياسية».
بالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير «نيويورك تايمز» أن هناك جواسيس روس حاولوا الحصول على بيانات لقاح من جامعات ووكالات أميركية في كندا وبريطانيا، وفقاً لما رصدته وكالة المراقبة الإلكترونية البريطانية، والمعنية بمراقبة كابلات الألياف الضوئية الدولية.
وفي يوليو (تموز) الماضي، قالت وكالات الاستخبارات البريطانية والأميركية والكندية إن مجموعة روسية معروفة باسم «كوزي بير» تركز على جمع الأبحاث من جامعة أكسفورد وشريكتها في مجال الأدوية أسترازينيكا.
وقالت الدول الثلاث إنها على يقين شبه تام من أن هذه المجموعة تتبع جهاز المخابرات الروسي.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن إيران صعدت بشكل كبير من إجراءاتها لسرقة أبحاث اللقاحات، مؤكداً أن تهديداتها المتزايدة أجبرت الولايات المتحدة على زيادة جهود تعقب التجسس الخاصة بها.
ومن بين شركات التكنولوجيا الحيوية الأميركية المستهدفة، «غيلياد ساينسز» و«نوفافاكس» و«مودرنا»، وفقاً للتقرير.
ويقول المسؤولون إنه حتى الآن لم تعلن أي شركة أو جامعة عن نجاح جهود سرقة بياناتها.
ولكن بعض محاولات القرصنة من الصين وروسيا نجحت في اختراق الدفاعات للدخول إلى شبكات الكومبيوتر، بحسب مسؤول حكومي أميركي.
ويقول مسؤولو المخابرات إن القراصنة الصينيين والروس يختبرون نقاط الضعف في شبكات الشركات والجامعات البحثية كل يوم.
وأكد مسؤول غربي مطلع على المعلومات الاستخباراتية إن الولايات المتحدة تزيد الآن من تدابير الحماية لهذه الجامعات والشركات، وإن الناتو يدقق في تحركات الكرملين لسرقة أبحاث اللقاحات.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.