ولاية نورث كارولينا تفتتح السباق الرئاسي بالتصويت البريدي

ترمب وبايدن وجهاً لوجه في ذكرى هجمات 11 سبتمبر

إعلانات أطلقتها ولاية نورث كارولينا للتصويت البريدي المثير للجدل (أ.ف.ب)
إعلانات أطلقتها ولاية نورث كارولينا للتصويت البريدي المثير للجدل (أ.ف.ب)
TT

ولاية نورث كارولينا تفتتح السباق الرئاسي بالتصويت البريدي

إعلانات أطلقتها ولاية نورث كارولينا للتصويت البريدي المثير للجدل (أ.ف.ب)
إعلانات أطلقتها ولاية نورث كارولينا للتصويت البريدي المثير للجدل (أ.ف.ب)

بدأت ولاية نورث كارولينا توزيع بطاقات الاقتراع على الناخبين الأميركيين، لتعلن إشارة انطلاق السباق الانتخابي الرئاسي رسمياً. وباشرت الولاية إرسال بطاقات الاقتراع إلى نحو 618 ألف ناخب طلبوا التصويت عبر البريد، لتطلق بذلك السباق الانتخابي الذي ينتهي في 3 نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع أن تنضم الولايات الأخرى إلى عملية تسليم بطاقات الاقتراع في الأيام المقبلة، علماً بأن عمليات تسجيل الناخبين مستمرة بشكل متواصل عبر وسائل عدة، من بينها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث خصصت كثير منها نوافذ خاصة للمواطنين للقيام بالتسجيل، وطلب اختيار طريقة التصويت، سواء بشكل مباشر أو عبر البريد. غير أن بعض الولايات الأميركية تستحوذ على اهتمام خاص ومراقبة دؤوبة لاتجاهات التصويت فيها، نظراً للدور الذي ستؤديه في تقرير مصير الشخصية التي ستحتل كرسي البيت الأبيض هذا العام. ومنذ دورات انتخابية قريبة نسبياً، تحولت نورث كارولينا من ولاية ديمقراطية إلى ولاية متأرجحة، بعدما نجح الجمهوريون في استمالة أصوات ناخبيها، وهو ما مكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الفوز فيها عام 2016، متغلباً على هيلاري كلينتون بنسبة بلغت 3.7 في المائة.
ومع إرسال بطاقات الاقتراع، باشرت ولاية نورث كارولينا تطبيق آلية التصويت عبر البريد التي أثارت في الأيام والأسابيع الأخيرة جدلاً كبيراً بين ترمب والديمقراطيين، في ظل اتهامات من ترمب بأن التصويت عبر البريد قد يؤدي إلى عمليات تزوير كبيرة، وهو ما ينفيه الخبراء والمسؤولون الفيدراليون على حد سواء.
ومن المفترض أن يتسلم الناخبون بطاقاتهم خلال الأسبوعين المقبلين، حيث يتعين على الناخبين تعبئة بياناتهم وإرسالها، إما عبر البريد أو شخصياً، إلى أحد مكاتب الانتخابات. وأظهرت إحصاءات أولية رسمية قيام ملايين الناخبين الأميركيين المسجلين بطلب التصويت عبر البريد، الأمر الذي عد زيادة غير مسبوقة عن عام 2016، وعن دورات سابقة، بسبب تأثيرات فيروس كورونا، مع اتجاه كثير من الناخبين إلى الامتناع عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع، وتفضيل البريد وسيلة بديلة. ويسعى ترمب للحفاظ على هذه الولاية، فيما يأمل بايدن باستعادتها، بعدما خرجت عن ولائها للديمقراطيين منذ انتخابات عام 2008.
وأكدت حملة ترمب أنها تمكنت من التواصل مع أكثر من 425 ألف منزل في الولاية، واجتذبت نحو 4.7 مليون ناخب فيها. وأشارت إلى أن تسجيلات الناخبين الأخيرة تعكس أن التفوق التاريخي للديمقراطيين في هذه الولاية آخذ في الانكماش تدريجياً. وتستقطب «الولايات المتأرجحة» اهتمام الحزبين، لأن التغيير في الولايات المحسومة مستبعد في ظل ولاء كتلهم الشعبية، غير أن انضمام ولايات تتمتع بوزن كبير في «المجمع الانتخابي» إلى «الولايات المتأرجحة» دفع الحزبين إلى تكثيف جهودهما لاستقطاب الناخبين فيها، بعدما باتت تؤدي دوراً حاسماً في تحديد الرابح والخاسر في الانتخابات الرئاسية. وينفق الحزبان موارد مالية ضخمة على الحملات الدعائية والإعلانات في القنوات العامة والمحلية المختلفة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً.
إلى ذلك، صعد ترمب وبايدن من حملاتهما وهجماتهما المتبادلة. وشن ترمب هجوماً جديداً على وسائل الإعلام، متهماً إياها بمعاملة خصمه بطريقة ناعمة. وقال إن وسائل الإعلام يسيطر عليها الديمقراطيون، ويوجهون لبايدن أسئلة سهلة «مخصصة للأطفال». وجاء ذلك خلال رده على أسئلة الصحافيين، مساء الجمعة، حيث نفى تقرير مجلة «أتلانتيك»، واصفاً إياها بأنها مجلة من الدرجة الثانية، بعدما اتهمته بأنه أدلى بتصريحات مهينة لأفراد الخدمة الأميركية الذين سقطوا في فرنسا عام 2018. وقال ترمب إنه شاهد المقابلة التي أجراها بايدن في ولاية ديلاوير، معتبراً أن الأسئلة التي وجهت إليه كانت أسئلة أطفال، إذ قال: «لقد شاهدت المقابلة مع جو بايدن النائم... لم تطرح أسئلة من هذا القبيل (... كانت مخصصة لطفل؛ هذه الأسئلة كانت موجهة لطفل».
ولطالما هاجم ترمب والجمهوريين بايدن بسبب ظهوره الضئيل في الحملة الانتخابية، وعقده مؤتمرات صحافية نادرة، غير أن خروج الأخير على وسائل الإعلام، وتكثيف ندواته ومهرجاناته، أدى إلى تزايد هجمات ترمب، مطلقاً عليه لقباً جديداً «جو هيدن» أو المختبئ. في المقابل، صعد بايدن من هجومه على ترمب، وطرح أسئلة عن دعوته للناخبين بالتصويت مرتين، والتهديد الذي تشكله روسيا على انتخابات هذا العام، وتصريحاته حول الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى، وعن تقرير الوظائف الأخير الذي صدر الجمعة. وقال بايدن: «لقد أظهر الرئيس ترمب أنه ليس لديه أي إحساس بالخدمة ولا بالولاء لأي قضية أخرى غيره. هذه مجرد علامة أخرى على مدى اختلافي مع الرئيس ترمب حول دور رئيس الولايات المتحدة».
وفي حين يستعد الرجلان للمناظرة التلفزيونية الأولى التي ستجري بينهما في 29 من الشهر الحالي، من المتوقع أن يلتقيا للمرة الأولى الأسبوع المقبل، خلال إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وكالة الصحافة الفرنسية قالت إن بايدن وترمب قد يلتقيان في شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، حيث كانت إحدى الطائرات المختطفة قد تحطمت في ذلك اليوم. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت زيارتا ترمب وبايدن ستكونان متزامنتَين، لكن في هذا اليوم، قد يكون الرجلان على مسافة كلاهما من الآخر تُعد الأقرب منذ شهور.
وقال بايدن لصحافيين، الجمعة، بعد يومين من إعلان برنامجه: «لم أعرف أنّه سيذهب إلى هناك سوى بعد أن أعلنتُ أنّني ذاهب». ولمح بايدن الذي يتقدم في استطلاعات الرأي الوطنية إلى أنه مستعد لمشاركة المنصة مع ترمب إذا تمت دعوته، وقال: «هو لا يزال رئيس الولايات المتحدة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.