نجمات ينشغلن عن التمثيل بإطلاق مستحضرات التجميل

بعد أن تأكد أنه قطاع لن تؤثر فيه الجائحة

كيت هادسون ركزت على الصحة (غيتي)
كيت هادسون ركزت على الصحة (غيتي)
TT

نجمات ينشغلن عن التمثيل بإطلاق مستحضرات التجميل

كيت هادسون ركزت على الصحة (غيتي)
كيت هادسون ركزت على الصحة (غيتي)

خلال الجائحة، وبينما كان أغلب الناس مشغولين بفيديوهات اللياقة والرشاقة أو صنع الحلويات والتفنن في وصفات التجميل المنزلية، انشغلت بعض النجمات على إطلاق إما مستحضرات ماكياج أو منتجات للعناية بالبشرة. فهذا القطاع على ما يبدو لا يزال يحقق مبيعات، ولن يخف الإقبال عليه سواء من قبل المرأة أو الرجل؛ لا سيما بعد أن أعلن لاعب الكرة السابق ديفيد بيكام مؤخراً أنه يستعمل منتجات من ماركة زوجته فيكتوريا بيكام للعناية ببشرته، مؤكداً أنه سعيد بالنتيجة.
والحقيقة أنه منذ أن دخلت المغنية ريهانا عالم الجمال والتجميل في عام 2017، بماركة «فانتي» وشهية النجمات مفتوحة على هذا المجال. العديدات منهن دخلنه بكل ثقلهن وما يمتلكنه من متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت آخرهن كيت هادسون وكاثرين زيتا جونز وجنيفر لوبيز. وبما أن الماكياج والتجميل قائم أولاً وأخيراً على حُسن الصورة، فإنهن أبدعن في التقاط «السيلفيهات» للترويج لمنتجاتهن. في السابق كان أقصى ما تقوم به النجمات هو إطلاق أسمائهنّ على عطر، وأخذ نسبة من المبيعات. كانت العملية سهلة ومربحة قبل أن تفقد جاذبيتها مع الوقت. ففي عام 2016 سجلت عطور المشاهير والنجوم تراجعاً بنسبة 22 في المائة، ما جعل الاهتمام يتوجه مؤخراً إلى فنون التجميل، حيث اختلفت الشعارات والتسميات، إلا أن النتيجة واحدة، ألا وهي بيع حلم الشباب والبريق.
سر نجاح ريهانا أنها تنبّهت إلى شريحة مهمة من لون بشرتها.
ورغم أنها ليست أول من تنبه إلى هذا الأمر، إذ سبقتها إليه العارضة إيمان في بداية التسعينات من القرن الماضي، لكن ما يميز ريهانا، وكان وراء نجاحها، أنها لم تركز على لون واحد بل عانقت التنوع بكل ألوانه، من خلال دعايات تحتفل بفتيات من الولايات المتحدة ونيجيريا كما من الهند والشرق الأوسط من دون أن تنسى الأوروبيات. فماركتها تُوفر 40 درجة مختلفة من كريم الأساس مثلاً. إضافة إلى هذا فإنها ابنة زمن التواصل الرقمي والتطبيقات المتطورة التي تصل مجاناً إلى الكل وبدون رقيب، مثل «إنستغرام» و«يوتيوب» و«التيك توك» وغيرها. فريهانا يتابعها ما لايقل عن 86 مليون متابع على «إنستغرام»، بينما تتمتع صفحتها الخاصة بـ«فانتي» بأكثر من 10 ملايين متابع، الأمر الذي يعني أنها لا تحتاج إلى ميزانية للدعاية في أي مجلة من المجلات، إن لم ترغب في ذلك.
الآن وقد مرت ثلاث سنوات على إطلاقها لماركتها «فانتي»، لا يبدو أن جائحة «كورونا» أثرت عليها كثيراً، وهو ما شجع أخريات على خوض التجربة ذاتها أملاً في الحصول على قطعة من الكعكة المُجزية. كل واحدة من هؤلاء النجمات ترفع شعارها الخاص والملائم لأسلوب حياتها. بينما كان شعار ريهانا هو «الجمال للكل»، فإن الممثلة كاثرين زيتا جونز، اكتفت لحد الآن بقلم كحل وماسكارا ولسان حالها يقول إن سحرها يكمن في عيونها. وربما أيضاً لأنها تعرف مثل الجميع أننا في عصر الكمامة لا نحتاج إلى أكثر من هذين المستحضرين.
الممثلة كايت هادسون في المقابل ركزت على الصحة النابعة من الداخل لتنعكس على الخارج؛ فهي معروفة باهتمامها باللياقة البدنية. ففي عام 2013 أطلقت مجموعة ملابس رياضية، ومؤخراً أطلقت مكملات جمال باسم «إنبلوم»، عبارة عن بودرة تحتوي على «الكثير من الفيتامينات والمعادن المغذية للبشرة والمقوية لجهاز المناعة، وهو ما نحن في أمسّ الحاجة إليه اليوم قبل أي وقت مضى»، حسب قولها. وأضافت أن الأبحاث على هذه المنتجات وعملية إنتاجها استغرقت نحو العامين، أي أنها ليست وليدة جائحة «كورونا» لكن إطلاقها في هذا التوقيت مناسب لها. كلها تعتمد على خلاصات النباتات، ولا تدخل فيها أي مواد صناعية. وكما تعزز جهاز المناعة فهي أيضاً تغذي البشرة وتضفي عليها ألقاً. وقد صرحت هادسون في عدة مقابلات سابقة أنها تتبع نظاماً بسيطاً للغاية فيما يتعلق بصحة بشرتها، تعتمد على النوم العميق وشرب كثير من الماء. «فعندما تغلب علينا الضغوطات غالباً ما نُصاب بالأرق، الأمر الذي يرفع نسبة الكورتيزول في الجسم، ويؤدي إلى اضطرابات في الهورمونات، وتكون النتيجة واضحة على البشرة من خلال جفافها وذبولها أو ظهور حبوب الشباب عليها». وتتابع خلال لقاء عبر «زووم» بأننا في هذه الحالة سنجد صعوبة كبيرة في الحصول على بشرة صحية ونضرة، لأنه «ليس هناك في السوق مرطب يمكن أن يُصحح الحالة. لكن مكملات معبأة بالفيتامينات والمعادن يمكنها أن تحسن أجهزة المناعة والهضم وغيرها وهو ما ينعكس على البشرة والشعر بشكل إيجابي وواضح».
المغنية والممثلة جينفر لوبيز ليست جديدة على عالم الجمال، فقد أطلقت سابقاً مجموعة من العطور، لكنها دخلت مؤخراً مجال التجميل معتمدة على صورتها. فهي لا تزال تثير الإعجاب بجمالها وبشرتها الندية والشابة رغم أنها في الـ51 من عمرها. وهذا تحديداً ما تستغله للترويج لمنتجاتها الجديدة. خلال الجائحة شغلت نفسها بمشروعها الجمالي، «جي لو بيوتي»، الذي تقول إنها تريد أن تكشف من خلاله أسرار الشباب. وبما أننا ما زلنا نخضع لسياسة التباعد الاجتماعي، فإنها لم تلجأ إلى جلسات تصوير أو حملات دعائية ضخمة، وكل ما قامت به لتُعلمنا بإطلاق مجموعتها أنها نشرت مجموعة من «السيلفيهات» تظهر فيها بشرة ندية حيناً، وبرونزية حيناً آخر مع ماكياج عيون وأحمر شفاه بدرجات هادئة مصحوبة بهاشتاغ «جي لو بيوتي سانسيت غلو».
تجدر الإشارة إلى أن جينفر لوبيز سبق وتعاونت في عام 2018 مع «إنغلوت كوسميتيكس»، وطرحت 26 درجة من ظل الخدود. في ذلك العام أيضاً عبرت عن نيتها إطلاق مجموعة عناية بالبشرة قالت إنها تريد أن تختزل فيها كل ما تعرفه عن الجمال والعناية به من دون الخضوع لمشرط جراء أو إبر، في إشارة واضحة أن مجموعتها الجديدة ستتضمن مستحضرات للعناية بالبشرة تبيع حلم الشباب.


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».