أحمد عز: ندمت على تأخري في صعود خشبة المسرح

قال إنه يشعر بالتوتر قبيل رفع الستار عن «علاء الدين»

الفنان المصري أحمد عز
الفنان المصري أحمد عز
TT

أحمد عز: ندمت على تأخري في صعود خشبة المسرح

الفنان المصري أحمد عز
الفنان المصري أحمد عز

قال الفنان المصري أحمد عز، إن «علاء الدين» سيستقل بساطه السحري ليطوف بلداناً كثيرة بعد انتهاء جائحة «كورونا» التي أوقفت نشاطه الخارجي. وأكد عز في حواره مع «الشرق الأوسط» أن خشبة المسرح تساعد الفنان في تطوير أدواته الفنية، وتجعله مستعداً لتقديم كافة الشخصيات والأنماط الفنية؛ مشيراً إلى أنه يشعر بالندم بسبب تأخره في العمل المسرحي، موضحاً أنه ما زال يشعر بالتوتر والخوف قبل صعوده إلى المسرح؛ مشيداً بتجربة مسرح «كايرو شو» التي استطاعت لفت الأنظار خلال الشهور الأخيرة. وقال إن الجمهور السعودي متذوق للفن، وأشاد باحتفاء الجهور بعرض «علاء الدين» في موسم الرياض الفني الماضي.
في البداية تحدث عز عن مسرحيته «علاء الدين» وعن خطواته المستقبلية في عالم المسرح، بعد نجاحه تلفزيونياً وسينمائياً، قائلاً: «المسرح من أمتع التجارب التي مررت بها في حياتي، حتى قلت لنفسي: لماذا لم أخض تلك التجربة منذ دخولي مجال الفن من 20 عاماً، ليكون مشواري المسرحي أطول؟ وهذا صراع أعيشه بسبب تلك التجربة التي وضعتني في جلسة طويلة مع العقل والقلب، وربما يمكنني القول إنني ندمت على تأخري في صعود خشبة المسرح شديد الإمتاع، لذلك أتمنى تقديم هذا العرض المسرحي أطول فترة زمنية ممكنة، بجانب تقديم عروض جديدة بعده».
ورغم شعور عز بالندم على التأخر في دخول عالم «أبو الفنون» فإنه يرى في الوقت ذاته أن الظروف أجبرته على عدم اتخاذ تلك الخطوة من قبل، ربما لأن المسرح لم يكن منتعشاً بهذا الشكل خلال السنوات الماضية، بينما كانت السينما تشهد تطوراً ملموساً، وباستعادة المسرح رونقه وإبهاره اجتذب الجمهور والفنانين على حد سواء، فالإبهار عامل مهم للنجاح، وهذا تحقق عبر مسرحية «علاء الدين».
لا ينسى عز اللحظة الأولى التي واجه فيها الجمهور لأول مرة على المسرح، ويقول: «شعرت بخوف شديد لا يمكنني وصفه، ورهبة أوقفتني لحظة الخروج إلى المسرح، لدرجة أنني تراجعت ورفضت الخروج للمسرح خوفاً من مواجهة الجمهور، وخوفاً من المسؤولية الكبيرة، فالفنان المتمكن يريد أن ينجح في كل تجربة؛ لأنه يصنع تاريخاً ومشواراً من نوع آخر، لذلك شعرت بالتوتر وما زلت أشعر به في كل مرة أصعد فيها؛ لا سيما أنني بطل العرض وأتحمل مسؤولية النجاح والفشل».
وكشف عز عن أنه يفضل الاختلاء بنفسه قبيل انطلاق العرض، ويرفض الحديث مع أي شخص، ليتأمل في أزياء الشخصية ويفكر في إبداع جديد: «رغم أن هذه الدقائق تمر سريعاً؛ لكنها مليئة بكثير من التفاصيل».
ويؤكد عز أنه استفاد كثيراً من وقوفه على خشبة المسرح، قائلاً: «المسرح معلم ومدرب قوي، يصقل موهبة الممثل ويجعله في حالة استعداد دائمة، فأحياناً أفكر في إحساس معين أو تقديم ضحكة أو حركة مختلفة وقت العرض مباشرة، لأرى رد الفعل بشكل فوري، هذا الأمر يجعلني أشعر بالامتنان والفخر للمسرح الذي منحني مشاعر وأحاسيس مختلفة عما قدمت... المسرح هو تكريم يومي لمنح من يقف على خشبته دروساً لا يرى مثلها أبداً في مجالات أخرى، فأنا تأثرت بالفعل بتجربة المسرح، وانعكس ذلك إيجابياً على أدائي في السينما، إذ إنني أمتلك أدواتي وأجسد الشخصيات بسلاسة، ورد الفعل لدي أسرع. كل شيء اختلف في عالمي بعد المسرح، فهو كان بمثابة (شاحن) أعطاني طاقة ستستمر معي طويلاً».
وأشار عز إلى أن المنتج مجدي الهواري منتج مغامر وصاحب رؤية مسرحية متميزة، وقدم كل الإمكانيات المتاحة وعناصر الجذب والإبهار في العرض المسرحي، لذلك فإنه حقق حلمي؛ لأنني بالفعل كنت أحلم بتقديم عرض كهذا، فقراءته للفنان جعلته يحاول ويجتهد حتى تميزنا جميعاً.
وعن انطباعاته بشأن عرض مسرحيته «علاء الدين» خلال فعاليات «موسم الرياض» الفني الماضي يقول: «السعودية بلد مضياف، وأهلها استقبلونا بشكل مفرح، وجمهورها ذواق للفن، وما حدث فيها من تغيرات ثقافية وفنية شيء رائع على كافة المستويات، إذ ساهم ذلك في انتشار أشكال وأعمال فنية جديدة في المسرح والدراما والسينما»؛ مشيراً إلى أنه «كان من المقرر أن يركب (علاء الدين) بساطه ويطير ليمر على مسارح دولية كثيرة، لا سيما بعد نجاحه في الرياض والقاهرة، ولكن أزمة (كورونا) منعته من استكمال نشاطه، ولكننا سنعاود نشاطنا قريباً خارج مصر بعد انتهاء الجائحة؛ لأن (علاء الدين) مطلوب للعرض بشكل كبير».
ورغم حالة الملل التي سببتها جائحة «كورونا» جراء العزلة المنزلية، فإن عز يؤكد أنها منحته حماساً كبيراً وشجعته على استئناف تصوير مسلسل «هجمة مرتدة»، وفيلم «كيرة والجن» عقب إجازة عيد الأضحى مباشرة: «أنا اشتقت للعمل كثيراً بعد انتهائي من تصوير فيلم (العارف)، ففترة الحجر المنزلي كانت كفيلة بأن تعلمنا جميعاً درساً لن ننساه، لنحمد الله على العمل رغم مشقة التصوير». واختتم حديثه بالإشارة إلى أكثر ما كان يهتم به خلال العزلة المنزلية، قائلاً: «ممارسة الرياضة والقراءة ومشاهدة الأفلام، فالمتعة تأتي من خلال الأشياء التي يحبها الإنسان، ومتعتي في هذه الأشياء».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.