ثُلث الفتيات في بريطانيا لا ينشرن صوراً ذاتية بلا تحسينات

استطلاع «غيرل غايدينغ» السنوي لآراء الفتيات (أ.ب)
استطلاع «غيرل غايدينغ» السنوي لآراء الفتيات (أ.ب)
TT

ثُلث الفتيات في بريطانيا لا ينشرن صوراً ذاتية بلا تحسينات

استطلاع «غيرل غايدينغ» السنوي لآراء الفتيات (أ.ب)
استطلاع «غيرل غايدينغ» السنوي لآراء الفتيات (أ.ب)

خلصت إحدى الدراسات البحثية إلى أنّ ثلث الفتيات والشابات لا يقدمن على نشر صور «سيلفي» الذاتية على الإنترنت من دون استخدام مرشح أو تطبيق معين من أجل إضفاء التحسينات على الصور لتغيير مظهرهن، بينما حذفت نسبة مماثلة منهنّ الصور الذاتية تماما التي نالت قدرا ضئيلا للغاية من الإعجابات أو التعليقات المؤيدة. وخلص استطلاع «غيرل غايدينغ» السنوي لآراء الفتيات إلى أنّ حوالي النصف من الفتيات يغيّرن صورهنّ بصفة منتظمة من أجل تحسين مظهرهن على شبكة الإنترنت والعثور على القبول المنشود لدى الآخرين.
وأفادت نسبة 34 في المائة من الفتيات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و21 عاما بأنهنّ لن يُقدمن على نشر صورهنّ الذاتية على الإنترنت من دون الاستعانة بأحد برامج أو تطبيقات الترشيح أو التعزيز من أجل تحسين الصور أولا قبل نشرها، مع ارتفاع تلك الاحتمالات لدى الفتيات الأكبر سنا. كما أفادت نسبة 33 في المائة منهن بأنهن قد حذفن الصور التي لم تنل القدر الكافي من الاهتمام.
واستطلعت الجمعية الخيرية آراء 2189 فتاة وشابة تتراوح أعمارهن بين 7 و21 عاما في كافة أرجاء المملكة المتحدة من أجل تقريرها السنوي الذي من المقرر أن يُنشر في صورته النهائية بحلول أواخر سبتمبر (أيلول) من العام الجاري.
وجاء في التقرير أنّ الوقت الذي تقضيه الفتيات على الإنترنت أثناء فترات الإغلاق العام، إلى جانب التعرض إلى الصور غير الواقعية للفتيات والشابات يؤدي إلى ارتفاع مستوى الضغوط التي يتعرضن لها.
وأفادت نسبة 39 في المائة من الفتيات والشابات المشاركات في استطلاع الرأي - ويبلغ عددهن 1473 شابة وفتاة ممن تتراوح أعمارهن بين 11 إلى 21 عاما - أنهن يشعرن بقدر من الضيق بسبب أنهن لا يظهرن بنفس الصورة التي تماثل الحياة الواقعية كما يفعلن على الإنترنت، وهناك نسبة 44 في المائة منهن تقول إنّهن يخفن من انتقاد الآخرين لمظهرهن، مما دفعهن إلى التراجع عن التقاط المزيد من الصور الذاتية ونشرها على الإنترنت.
وأفادت إحدى الفتيات المشاركات في الاستطلاع: «أجد صعوبة في تصفح موقع إنستغرام لأنّ الجميع يبدو في صورة مثالية رائعة مما يقلّل من ثقتي بنفسي».
وقالت الآنسة فيبي كينت من جمعية «غيرل غايدينغ» إنّها تشعر أنّ ثقافة المتنفذين (المؤثرين) هي واحدة من أبرز الظواهر السيئة التي ظهرت على سطح منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة. وقالت إنّها عندما كانت طالبة في المدرسة كانت تفكر: «كيف يتسنى للجميع أن يظهرن في شكل رائع على الدوام على شبكة الإنترنت؟»، وذلك عندما بدأت الصور المرشحة لأقرانها من الفتيات في الظهور على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
وأضافت الشابة كينت - التي تبلغ من العمر 20 عاما، وتدرس اللغة الفرنسية وعلوم الاقتصاد في جامعة وورويك: «أعتقد الآن بعد أن أصبحت أكبر سنا أنّه يمكنني نقد الأشياء التي أشاهدها على شبكة الإنترنت، وتجاوزها بسهولة، ولكن بالنسبة إلى الفتيات الأصغر مني سنا والشابات اليافعات فإن ذلك يزعزع تقديرهنّ لأنفسهنّ بصورة من الصور». وأضافت تقول: «أعرف الكثير من الأشخاص الذين دفعهم الأمر إلى التوقف تماما عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي وذلك لأنّهم لا يستطيعون مواكبة الواقع الراهن أو التعامل مع الآثار السيئة التي تضر بثقتهم بأنفسهم وحالتهم النفسية بوجه عام. وهو من الأمور التي تؤثر من دون شك على الصحة النفسية والعقلية لدى العديد من الفتيات والشابات. من المؤسف أن تبتعد الفتيات والشابات تماما عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مع القيام بأمور أخرى مثل محاولة تغيير الطريقة التي يظهرن بها أمام الجميع من أجل أن يحصلن على مزيد من الثقة عبر آراء الآخرين، في حين أن أغلب الأشياء التي يرونها ويتابعونها على الإنترنت ليست هي الواقع الحقيقي في أغلب الأحيان».
ولقد فكرت 8 من كل 10 من الفتيات المشاركات في الاستطلاع - ممن تتراوح أعمارهن بين 11 و21 عاما - في تغيير مظهرهن تماما، وهناك نسبة تتجاوز نصف عدد المشاركات يعتقدن أن هذه الطريقة سوف تساعد في تحسين مستوى الثقة في النفس أو تجعلهم يشعرون بتحسن تجاه أنفسهم على أقل تقدير. وشعرت أكثر من نصف الفتيات المشاركات في الاستطلاع بالضغوط من أجل تغيير مظهرهن بعد مراجعة إعلانات الإنترنت، لدرجة أن النسبة ارتفعت إلى 67 في المائة من الفتيات اللاتي ينتمين إلى المجتمع المغاير عبر الإنترنت.
وأفادت ثلاثة أرباع الفتيات والشابات المشاركات في الاستطلاع بأنهن يفضلن إجراء الجراحات التجميلية، مثل حشو الشفتين أو حقن البوتوكس - وهي من الإجراءات الطبية المحظورة على كل فتاة لم تبلغ 18 عاما من عمرها.
في حين أنّ ثلثي المشاركات في الاستطلاع يرغبن في سن تشريع جديد يحول بينهن وبين التعرض للإعلانات التي تدعوهم إلى حمية غذائية معينة أو إلى فقدان الوزن بشتى الوسائل. تقول السيدة أنجيلا سولت - وهي الرئيسة التنفيذية لجمعية «غيرل غايدينغ» إن «الشباب يعتبرون جزءا مهما للغاية من عملية التعافي الاقتصادي في بلادنا، ولكنّهم رغم ذلك من بين الفئات الأكثر تعرضاً للضرر جراء الوباء المستجد الراهن. ونحن فخورون للغاية بمقدرتنا على مد يد المساعدة والدعم إلى الفتيات والشابات من أجل التغلب وتجاوز هذه الضغوط غير الواقعية والتي لا هوادة فيها. كما أنّنا نهدف إلى توسيع نطاق التواصل معهن إلى ما هو أبعد من ذلك، حتى يمكن للكثيرات منهن الاستفادة الحقيقية من الدّعم والإسناد الذي توفره الجمعية للجميع».
هذا، وكانت جمعية «غيرل غايدينغ» قد رفعت الأدلة والنتائج التي توصلت إليها إلى لجنة المرأة وتحقيق المساواة خلال العام الجاري بشأن صورة الجسد وتداعياتها في المجتمع.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.