الأردن يفرض حظر تجول في عمّان والزرقاء الجمعة لاحتواء كورونا

إلغاء «مهرجان جرش» لهذا العام

لافتة في عمّان تنصح بتغطية الفم والأنف عند السعال (إ.ب.أ)
لافتة في عمّان تنصح بتغطية الفم والأنف عند السعال (إ.ب.أ)
TT

الأردن يفرض حظر تجول في عمّان والزرقاء الجمعة لاحتواء كورونا

لافتة في عمّان تنصح بتغطية الفم والأنف عند السعال (إ.ب.أ)
لافتة في عمّان تنصح بتغطية الفم والأنف عند السعال (إ.ب.أ)

قررت الحكومة الأردنية، اليوم (الأربعاء)، فرض حظر تجول في العاصمة عمّان ومحافظة الزرقاء بعد غد الجمعة وإلغاء إقامة «مهرجان جرش» الفني لهذا العام في ظل استمرار تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
وألغى الأردن في يونيو (حزيران) الماضي الحظر الشامل أيام الجمعة واكتفى بالحظر الليلي اليومي في عموم المحافظات من الساعة 23.00 حتى الساعة 06:00 صباحاً، ولكن ارتفاع عدد الإصابات في محافظتي عمان والزرقاء منذ مطلع الشهر الحالي أثار قلق السلطات ودفع بها إلى العودة إلى هذا الخيار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب وزارة الصحة، سجل الأردن 413 إصابة محلية بفيروس «كورونا» منذ 7 أغسطس (آب) الحالي بعد أن كانت تقتصر الإصابات على الأردنيين العائدين من الخارج والمقيمين في أماكن الحجر الصحي.
وسجّل الأردن حتى اليوم 1756 إصابة مؤكدة، و15 وفاة فقط، بحسب الأرقام الرسمية.
وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، في إيجاز صحافي: «سيتم تنفيذ حظر تجول شامل طوال يوم الجمعة في محافظتي العاصمة عمّان والزرقاء (23 كلم شمال شرقي عمان) وذلك في ظل استمرار تزايد حالات الإصابة بفيروس (كورونا) فيهما».
وأضاف العضايلة، المتحدث الرسمي باسم الحكومة: «الحظر الشامل يهدف إلى تقليل فرص ومدد المخالطة بين الناس، وهو السبب الرئيس في نشر عدوى (كورونا)، ويمكّن فرق التقصي الوبائي من تركيز جهودها على تقصي بؤر انتشار الوباء».
وأوضح أن تنفيذ «إغلاقات محدودة وبشكل مرن يساهم في تحقيق التوازن بين حماية صحة المواطنين واستدامة الاقتصاد».
وبحسب العضايلة، تستثنى من الحظر الشامل «الكوادر الطبية والتمريضية العاملة، فيما ستمنح تصاريح لعدد محدود من العاملين على إدامة بعض القطاعات الحيوية».
كما قررت وزارة الثقافة، وفق العضايلة، «تجميد إقامة (مهرجان جرش) لهذا العام» في ظل ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسبوعين الماضيين.
ويقام «مهرجان جرش للثقافة والفنون»، الذي انطلق في عام 1981، عادة في يوليو (تموز) من كل عام في مدينة جرش الأثرية (نحو 51 كيلومتراً شمال عمان)، وقد تمّ إرجاؤه.
وكان المنظمون يأملون إقامة حفل رمزي لمدة ساعة دون جمهور، ولكن طلبهم قوبل بالرفض.
وقرّر وزير الداخلية الأردني سلامة حماد، الأربعاء الماضي، تمديد إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا لأسبوع ثان بعد تسجيل عشرات الإصابات بالفيروس في صفوف العاملين بالمركز الحدودي.
وقرّر الاتحاد الأردني لكرة القدم في 20 أغسطس الحالي تعليق الدوري المحلي والبطولات والأنشطة الفنية والإدارية لمدة 14 يوماً بعد إصابة عدد من لاعبي نادي الفيصلي لكرة القدم بالفيروس.
وبدءاً من منتصف أغسطس الحالي، فرض الأردن وضع الكمامات في الأماكن العامة المغلقة، ويواجه غير الملتزمين غرامات مالية تتراوح بين 30 دولاراً و300 دولار.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.