تراجع بالغ في وظائف التجزئة البريطانية

خفضت شركات التجزئة البريطانية أكبر قدر من الوظائف منذ الأزمة المالية... مع توقعات بتسارع وتيرة فقدان الوظائف (رويترز)
خفضت شركات التجزئة البريطانية أكبر قدر من الوظائف منذ الأزمة المالية... مع توقعات بتسارع وتيرة فقدان الوظائف (رويترز)
TT

تراجع بالغ في وظائف التجزئة البريطانية

خفضت شركات التجزئة البريطانية أكبر قدر من الوظائف منذ الأزمة المالية... مع توقعات بتسارع وتيرة فقدان الوظائف (رويترز)
خفضت شركات التجزئة البريطانية أكبر قدر من الوظائف منذ الأزمة المالية... مع توقعات بتسارع وتيرة فقدان الوظائف (رويترز)

قال اتحاد الصناعات البريطاني إن شركات تجارة التجزئة البريطانية خفّضت أكبر قدر من الوظائف منذ الأزمة المالية، وإنه يتوقع تسارع وتيرة فقدان الوظائف، مما يُضاف إلى علامات التحذير من الارتفاع الحاد المتوقع في البطالة.
كما أظهرت بيانات أمس (الثلاثاء)، انخفاضاً غير متوقع في المبيعات هذا الشهر، وهو ما يتناقض مع ارتفاع الطلب في الآونة الأخيرة من جانب المستهلكين بعد انتهاء إجراءات العزل العام المفروضة لمواجهة فيروس «كورونا».
وقال ألبيش باليغا، الخبير الاقتصادي لدى الاتحاد: «أوضاع التجارة لقطاع التجزئة تظل صعبة... الشركات قلقة من تدهور دخل الأسر وخطر فرض إجراءات عزل عام محلية مجدداً يؤثر سلباً على إيراداتها للمرة الثانية».
وأعلنت شركات شهيرة للبيع بالتجزئة، هي «ماركس آند سبنسر» و«دبنهامز» و«دبليو إتش سميث» عن خفض للوظائف في الأسابيع القليلة الماضية، مما يعكس تحولاً في الطلب إلى المبيعات عبر الإنترنت خلال الجائحة.
وعلى النقيض، قالت «تيسكو» أكبر سلسلة لمتاجر البقالة في بريطانيا يوم الاثنين، إنها ستضيف 16 ألف وظيفة دائمة لتلبية الزيادة في توصيل الطلبات للمنازل. وهذه الوظائف الجديدة تضاف إلى 4000 وظيفة دائمة وفّرتها السلسلة بالفعل منذ بدء جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
وتضم قائمة الوظائف الجديدة 10 آلاف عامل لتجهيز طلبيات العملاء من الأرفف و3000 سائق لتوصيلها، إلى جانب وظائف عديدة أخرى في المخازن ومراكز التوزيع.
وتتوقع السلسلة شغل أغلب هذه الوظائف بالعمالة التي تعمل حالياً بعقود مؤقتة وتريد عقوداً دائمة. وأشارت «تيسكو» إلى أنه مع استمرار نمو قطاع التجارة الإلكترونية، من المنتظر إضافة وظائف جديدة خلال الشهور المقبلة.
وأظهرت الأرقام الفصلية الصادرة عن الاتحاد أن ميزان التوظيف، الذي يقيس التغيرات في الوظائف على مدى شهور عام سابق، تدهور إلى «سالب» 45 نقطة في أغسطس (آب) من «سالب» 20 نقطة في مايو (أيار)، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2009. ومن المتوقع حدوث انخفاض أكبر في وقت لاحق من هذا العام.
وكان الانخفاض في رصيد مبيعات التجزئة الشهرية غير متوقع، إذ انخفض إلى «سالب» 6 نقاط في أغسطس من «موجب» 4 نقاط في يوليو (تموز)، وهو ما كان أعلى مستوى في 15 شهراً، ودون جميع التوقعات، في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء خبراء في الاقتصاد.
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن حجم مبيعات التجزئة ارتفع إلى مستويات ما قبل الجائحة في يوليو. ويستند مسح الاتحاد إلى مشاركات من 63 سلسلة بيع بالتجزئة جرى جمعها في الفترة بين 28 يوليو و14 أغسطس.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».