انكماش قياسي لاقتصاد ألمانيا... وتحسّن ثقة الشركات أكثر من المتوقع

انكمش اقتصاد ألمانيا بوتيرة قياسية في الربع الثاني مع انهيار إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات والصادرات في ذروة الجائحة (رويترز)
انكمش اقتصاد ألمانيا بوتيرة قياسية في الربع الثاني مع انهيار إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات والصادرات في ذروة الجائحة (رويترز)
TT

انكماش قياسي لاقتصاد ألمانيا... وتحسّن ثقة الشركات أكثر من المتوقع

انكمش اقتصاد ألمانيا بوتيرة قياسية في الربع الثاني مع انهيار إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات والصادرات في ذروة الجائحة (رويترز)
انكمش اقتصاد ألمانيا بوتيرة قياسية في الربع الثاني مع انهيار إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات والصادرات في ذروة الجائحة (رويترز)

قال مكتب الإحصاءات في ألمانيا، إن اقتصاد البلاد انكمش بوتيرة قياسية قدرها 9.7 في المائة في الربع الثاني إذ انهار إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات والصادرات في ذروة جائحة (كوفيد - 19) مقابل ذلك تحسنت ثقة الشركات الألمانية على نحو أفضل من المتوقع في أغسطس (آب).
وأضاف المكتب أمس، أن التراجع الاقتصادي يفوق بكثير ما حدث خلال الأزمة المالية قبل ما يزيد على عشر سنوات، ويمثل أكبر انخفاض منذ بدأت ألمانيا تسجل حسابات الناتج المحلي الإجمالي الفصلية في 1970.
لكن القراءة تمثل مراجعة طفيفة بالرفع من تقدير سابق للناتج المحلي الإجمالي للفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) عند - 10.1 في المائة على أساس فصلي وقد نشر ذلك المكتب الشهر الماضي. وانكمش إنفاق المستهلكين 10.9 في المائة على أساس فصلي، وتراجعت الاستثمارات الرأسمالية 19.6 في المائة وانخفضت الصادرات 20.3 في المائة بحسب ما تظهره بيانات الناتج المحلي الإجمالي المعدلة في ضوء العوامل الموسمية.
وانخفضت أنشطة البناء، وهي محرك ثابت للنمو في الاقتصاد الألماني، 4.2 في المائة على أساس فصلي.
وقال مكتب الإحصاء إن العامل الإيجابي الوحيد جاء من استهلاك الحكومة الذي ارتفع 1.5 في المائة على أساس فصلي بسبب برنامج إنقاذ حكومي متعلق بفيروس «كورونا».
مقابل ذلك، تحسنت ثقة الشركات الألمانية على نحو أفضل من المتوقع في أغسطس، مما يعزز الآمال في أن الشركات بأكبر اقتصاد أوروبي تتعافى من صدمة فيروس «كورونا».
وقال معهد إيفو في مسح جديد نشره أمس الثلاثاء، إن مؤشره لمناخ الأعمال ارتفع إلى 92.6 من مستوى معدل نزولا عند 90.4 في يوليو (تموز). وهذه الزيادة الشهرية الرابعة على التوالي وتفوق توقعات خبراء اقتصاديين عند 92.2.
وقال رئيس المعهد كليمنس فيوست في بيان: «الاقتصاد الألماني على طريق التعافي»، مضيفا أن الشركات تقيم الأوضاع الحالية لأعمالها على نحو أكثر تفاؤلا بكثير مما كانت عليه في الشهر السابق.
في الأثناء صرح وزير المالية الألماني أولاف شولتس أمس، بأن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقترب من التوصل للمفاهيم الأساسية بشأن ضرائب الشركات الرقمية متعددة الجنسيات والحد الأدنى من ضرائب الشركات بصفة عامة.
وقال شولتس، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع نظرائه من النمسا وسويسرا وليختنشتاين ولوكسمبورغ: «أنا متفائل حاليا بأننا يمكن أن نتفق على برنامج عمل بشأن القضيتين في الخريف». وأضاف الوزير: «نجري مشاورات منذ فترة طويلة. وأصبحنا مستعدين».
وكانت الولايات المتحدة علقت في يونيو الماضي، مشاركتها في المحادثات الضريبية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تركز على الشركات الرقمية متعددة الجنسيات مثل أمازون وغوغل.
وتفضل مثل هذه الشركات دفع الضرائب في البلدان، حيث الضرائب منخفضة، وليس في البلدان التي يتم فيها تحقيق الإيرادات.
وفي إشارة إلى جائحة «كورونا»، قال شولتس إن الأزمة أظهرت أن النظام الدولي يعمل فقط في ظل ظروف عادلة، وأضاف أن هذا ينطبق أيضا على ضرائب الشركات.
وأكد وزير المالية السويسري أولي ماورر ضرورة ألا يتسبب الإطار الضريبي الدولي الجديد في عقبات إدارية، وضرورة ألا يدخل حيز التنفيذ في غضون فترة قريبة. وشدد ماورر على أن «الشركات بحاجة إلى الوقت الآن للتعافي من أزمة (كورونا)».
في غضون ذلك، طالبت نقابة فيردي للعاملين بالخدمات في ألمانيا، واتحاد الموظفين الألمان (دي بي بي) بزيادة بنسبة 4.8 في المائة في رواتب نحو 2.5 مليون موظف في القطاع العام التابع للحكومة الاتحادية والبلديات في البلاد.
جاء ذلك وفق وكالة الأنباء الألمانية أمس الثلاثاء نقلا عن دوائر نقابية. يشار إلى أنه قبل أسبوع من بدء مفاوضات الأجور الجماعية، ثمة مؤشرات تدل على أن المحادثات ستكون صعبة.
وكان أرباب العمل التابعون للبلديات أعلنوا قبل المحادثات أنه لن يكون هناك أي مجال لتوزيع فوائض العائد الاقتصادي على العاملين. ويمثل هذا التوزيع القاعدة التي يتم على أساسها احتساب الزيادة في رواتب العاملين.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.