عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> حمد بن محمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودي، التقى أول من أمس، بالسفير الأسترالي لدى المملكة السعودية، رضوان جدوت، عن بُعد، بحضور عدد من المسؤولين في السفارة الأسترالية، وناقش الجانبان عدداً من مجالات التعاون والشراكة في الجوانب العلمية والبحثية، والجهود المبذولة للتعامل مع جائحة «كوفيد - 19»، إلى جانب زيادة الجامعات الموصى بها بين البلدين الصديقين، وزيادة أعداد الطلاب السعوديين الدارسين في أستراليا، والطلاب الأستراليين الذين يدرسون في المملكة.
> آندي رحميانتو، سفير إندونيسيا لدى الأردن، استقبله أول من أمس، عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني، لبحث العلاقات البرلمانية المشتركة، وآليات تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، وأكد الطراونة عمق العلاقات التي تربط البلدين، وأهمية التنسيق المستمر خصوصاً في الشأن البرلماني، حيث المواقف بين برلمانيْ البلدين تتطابق في العديد من القضايا الإقليمية. وأكد السفير تقدير بلاده للدور الأردني الساعي لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، مثمناً الدور الأردني في تحمل أعباء موجات اللجوء المتعاقبة.
> الدكتور حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، أجرى أول من أمس، زيارة لبيت تراثي في بغداد خصص متحفاً لمؤسس الجمهورية العراقية الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم، حيث أوعز خلال الزيارة بإصدار دليل خاص بجميع مقتنيات المتحف وتاريخها ومناسباتها، مشجعاً إدارته على فتح أبوابه أمام المواطنين وتطويره. ويضم المتحف عدداً من القاعات خصصت لعرض مقتنيات الزعيم والهدايا الحاصل عليها من شخصيات محلية وعربية، فضلاً عن قاعة للأسلحة الشخصية وسيارة مصفحة قديمة.
> روبين غاوتشي، سفير جمهورية مالطا لدى فلسطين، استقبلته أول من أمس، أمل جادو شكعة، وكيل وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بمناسبة إتمام فترة ترؤسه لمكتب تمثيل الجمهورية المالطية في رام الله، وأثنت جادو على عمق وتاريخية العلاقات التي تربط الشعبين الفلسطيني والمالطي، شاكرةً مالطا على دعمها لقرارات القيادة الفلسطينية ودفعها لحلول إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي التي تنبثق من قوانين الشرعية الدولية مثل حل الدولتين.
> أحمد نايف الدليمي، سفير جمهورية العراق في القاهرة، التقى أول من أمس، بوزير الدولة للإنتاج الحربي المصري محمد أحمد مرسي، بمقر ديوان الوزارة، وذلك لبحث سبل تعزيز موضوعات التعاون المشترك بين الجانبين وإمكانية تبادل الخبرات وتكنولوجيا التصنيع في مجالات التصنيع المختلفة، وفي مستهل اللقاء، قدّم السفير التهنئة للوزير على تسلمه منصبه الجديد، متمنياً له النجاح في مهامه، وأكد السفير أهمية تعزيز التعاون بين شركات الإنتاج الحربي المصرية ونظيراتها العراقية في مختلف المجالات.
> عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل بالإمارات، شاركت أول من أمس، بجلسة وزارية عقدتها حكومة دولة الإمارات مع حكومة كوستاريكا، عن بُعد، في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية للتحديث الحكومي، بحضور ماريا ديل بيلار غاريدو وزيرة التخطيط الوطني والسياسة الاقتصادية بكوستاريكا، وأشارت إلى أهمية الاجتماع في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، اللذين يتشاركان الرؤى لتطوير منظومة العمل الحكومي، مشيدة بجهود فرق العمل المشتركة في وضع آليات وأفكار مبتكرة لخدمة مجتمعي البلدين.
> بسمة إسحاقات، وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية، التقت أول من أمس، بالسفيرة البريطانية بعمان بريدجيت بريند، وأكدت الوزيرة أهمية الخدمات والمشاريع الاجتماعية النوعية التي تنفذها الوزارة، بالتعاون مع المنظمات الأجنبية وفروعها في المملكة، وعرضت الوزيرة خلال اللقاء استراتيجية الحماية الاجتماعية وبرنامج عمل فريق الحماية الاجتماعية في ظل جائحة كورونا، بصفتها رئيس فريق الحماية الاجتماعية، وإجراءات الحكومة في توسيع تغطية صندوق المعونة الوطنية، لتشمل العاملين في القطاع غير المنتظم، بالإضافة للأسر الفقيرة والهشة.
> جون ديروشير، سفير الولايات المتحدة الأميركية في الجزائر، غادر برفقة زوجته، كارين روز، أرض الجزائر بشكل نهائي، أول من أمس، بعد انتهاء خدمته الدبلوماسية التي دامت 3 سنوات. ونشرت السفارة الأميركية لدى الجزائر الرسالة الأخيرة للسفير وحرمه، التي جاء فيها: «نغادر اليوم الجزائر، هذا البلد الرائع، بعد ثلاث سنوات انقضت كلمح البصر، ستبقى ذكريات الجزائر محفورة في قلبينا وعقلينا إلى الأبد، شكراً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ورحابة الصدور».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».