احتجاجات في طرابلس لليوم الثاني... والسراج يعلن نيته إجراء تعديل وزاري

من تظاهرات الليبيين ضد الفساد في طرابلس (أ.ف.ب)
من تظاهرات الليبيين ضد الفساد في طرابلس (أ.ف.ب)
TT

احتجاجات في طرابلس لليوم الثاني... والسراج يعلن نيته إجراء تعديل وزاري

من تظاهرات الليبيين ضد الفساد في طرابلس (أ.ف.ب)
من تظاهرات الليبيين ضد الفساد في طرابلس (أ.ف.ب)

رفض رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، اليوم (الاثنين)، الاعتداء الذي وقع على المتظاهرين المحتجين ضد الفساد في طرابلس، محذراً في الوقت نفسه ممن سماهم «المندسين» الذين يهدفون إلى إثارة الفتن، حسبما أفادت بوابة «الوسط» الليبية.
وقال السراج، في كلمة وجّهها لليبيين، مساء اليوم، إن «التظاهر أمر مشروع»، مؤكداً حق الليبيين في المطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وأن من واجب الحكومة «الاستجابة للمطالب وحماية المتظاهرين». وأشار إلى أن «هناك عدة تجاوزت حدثت» في مظاهرة، اليوم، لأن الذين خرجوا لم يستكملوا الإجراءات القانونية والحصول على موافقة بالتظاهر من الجهات المعنية حتى تتولى هذه الجهات حمايتهم وقطع الطريق على المندسين، وهذا أيضاً ما حدث بالأمس.
ونبّه رئيس المجلس الرئاسي إلى أن «هناك أطرافاً أخرى اندست بين المحتجين» الذين كانت لديهم مطالب مشروعة، وبعض هذه الأطراف «كانوا مسلحين، وحدث تخريب وإضرار بالممتلكات العامة والخاصة»، مؤكداً أن «هذا ما لن نقبله»، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وتابع السراج: «لن نتهاون مع هؤلاء المندسين، وتخريب السمة المدنية، الحريصين على تكريسها في مجتمعنا»، مجدداً التأكيد أن مطالب الشعب الليبي المعيشية والحياتية «أمر مشروع». وأوضح أن الأزمات الموجودة «لها تراكمات متعددة، وليس المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق من كان سبباً أساسياً فيها».
وأعلن السراج نيته إجراء تعديل وزاري عاجل، خاصة ما يتعلق بالوزارات الخدمية. وأكد أن اختيار الوزراء الجدد سيكون على أساس الكفاءة والقدرات وطهارة اليد.
وقال: «قد نلجأ إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتنفيذ التعديلات الحكومية لتجاوز مشكلة المحاصصة». كما دعا المؤسسات القضائية ومكتب النائب العام إلى إجراءات حازمة تجاه كل موظف عام تطاله شبهة الفساد.
وتظاهر مئات الليبيين على مدار يومين في طرابلس للتعبير عن غصبهم من تدهور الظروف المعيشية والفساد.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب المستشار عقيلة صالح، قد اعتبر أن ما حدث في طرابلس اعتداء غير مبرر وإساءة استعمال للسلطة بحق المتظاهرين السلميين.
وقال صالح، في بيان أصدره، في وقت سابق اليوم، حول الأحداث التي تشهدها طرابلس: «إنني أؤكد حق المواطن في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيه»، لافتاً إلى أن ذلك حق من حقوق الإنسان كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، شرط عدم الإضرار بالغير أو بالممتلكات العامة والخاصة، بحسب وكالة الأنباء الليبية التابعة لحكومة شرق ليبيا.
وطالب رئيس مجلس النواب الأجهزة الشرطية والأمنية الرسمية في مدينة طرابلس بحماية المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم. كما طالب النائب العام بتحمل مسؤولياته حيال هذا الاعتداء غير المبرر.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد دعت اليوم لإجراء تحقيق فوري وشامل في استخدام القوة ضد متظاهرين في طرابلس، أمس (الأحد).



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.