ارتداء الكمامة في الطائرة «أمر حيوي»

الكثيرون يفضلون بقاء المقعد الأوسط فارغاً

رحلة على متن خطوط تايلاندية (أ.ف.ب)
رحلة على متن خطوط تايلاندية (أ.ف.ب)
TT

ارتداء الكمامة في الطائرة «أمر حيوي»

رحلة على متن خطوط تايلاندية (أ.ف.ب)
رحلة على متن خطوط تايلاندية (أ.ف.ب)

أكد علماء الفيروسات أن ارتداء الكمامات في ظل انتشار الوباء يعتبر أمراً حيوياً، خصوصاً على متن الطائرات، حيث التباعد الاجتماعي مستحيل فعلياً. وأسباب رفض ارتداء الكمامة كثيرة، ومنها الجهل وعدم الراحة والشك، لكن شركات الطيران لديها كلها قواعد واضحة؛ وهي أن الكمامات إلزامية طوال الرحلة الجوية باستثناء عند تناول الطعام أو احتساء المشروبات. إذن كيف يسير الوضع عملياً؟ كيف يتعامل الطاقم مع الأشخاص الذين يرفضون الإذعان للقواعد؟ تقول فرانتسيسكا جونتر، رئيسة طاقم المقصورة في شركة الطيران الألمانية توي فلاي والمسؤولة عن أكثر من 1400 مضيف جوي، إن نظام العمل اليومي قد تغير بالنسبة للكثيرين على متن الطائرات بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، رغم اتباع معظم المسافرين القواعد.
وتضيف جونتر لوكالة الأنباء الألمانية: «سلوك الركاب معقول للغاية، والأغلبية متفقة على قاعدة ارتداء الكمامات وتظهر مراعاة للركاب الآخرين». إذن ماذا يحدث عندما يرفض شخص ما الإذعان للقواعد؟ تقول جونتر: «لدينا ما يسمى الهرم التصاعدي وكتيب إجراءات. أولاً نتحدث مع الراكب ونطلب منه بلطف ارتداء الكمامة. ثم نطلب منه بحزم أكثر يليه تحذير». وإذا لم يستجب راكب ما بعد تحذيرات عدة، تصبح الأشياء أكثر جدية. وتوضح جونتر: «إذا لم يجد خفض التصعيد، فسنقوم بتجهيز تقرير إزعاج بحق الراكب ونهبط بالطائرة إذا ما تحتم الأمر ونتواصل مع السلطات المحلية».
غير أن هذا لم يحدث بعد على متن أي من الألفي رحلة جوية التي سيرتها «توي فلاي» خلال الجائحة. وتقول جونتر: «لم يكن لدينا أي شخص على متن الطائرة رفض ارتداء الكمامة، وبسبب ذلك اضطررنا لأن نطلب منه المغادرة قبل الإقلاع». وفي هذه الحالة سوف تعود الطائرة إلى البوابة. «ثم سوف يضطر الراكب للنزول عن الطائرة بالإضافة إلى إنزال أمتعته»، مضيفة أن هذا سوف يكون سبب تأخير لثلاثين دقيقة على الأقل.
من جانبها، شددت مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران على إلزام ارتداء الكمامات على متن رحلاتها. وكانت المجموعة تكتفي حتى الآن بإظهار شهادة طبية غير رسمية تعفي صاحبها من ارتداء الكمامة لأسباب صحية. وأعلنت الشركة اليوم (الاثنين) في فرانكفورت أنه اعتباراً من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، سيتعين على هؤلاء أيضاً تقديم ما يثبت سلبية اختبارهم لفيروس كورونا المستجد، على ألا يكون قد مر على الاختبار أكثر من 48 ساعة قبل موعد الصعود على الطائرة. كما سيتعين تقديم هذه الشهادات في إطار نموذج خاص بـ«لوفتهانزا».
وأوضحت الشركة أنها تهدف من الإجراءات الجديدة ضمان حماية أفضل لكل الركاب، مشيرة إلى أن هذه القواعد ستنطبق على كل شركاتها الفرعية أيضاً.
إلى ذلك، الكثيرون يفضلون بقاء المقعد الوسطي فارغاً للحفاظ على مسافة آمنة خلال الوجود على متن الطائرة، وهو ما يأتي بتكلفة إضافية. ولكن نتائج الأبحاث الأولية تظهر أنه أمر قد يستحق التكلفة. في حين أن بعض شركات الطيران مثل «دلتا» في الولايات المتحدة الأميركية عرضت في البداية الإبقاء على الصفوف الوسطى بين الركاب فارغة مجاناً عقب انتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19)، بدأت شركات أخرى إدخال رسوم ثابتة على أي شخص يريد تباعداً اجتماعياً على متن الطائرة.
وفي سياق متصل، وجدت دراسة أن التباعد الاجتماعي على متن الطائرة قد يكون فعالاً في خفض معدل الإصابات. ويقدر مسؤول طبي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الذي أجرى دراسة على احتمالية الإصابة بالفيروس على متن الطائرات أن شغور المقعد الأوسط على متن الطائرات يمكن أن يخفض احتمالية الإصابة بواقع النصف.
وبناء على النتائج الأولية لدراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التي نشرت الشهر الجاري، ولم تخضع لمراجعة النظراء بعد، فإن المقعد الواقع بجوار النافذة هو أفضل خيار، حيث إنه يقيد احتمالية التعرض للآخرين من جانب واحد على الأقل.
يشار إلى أن خطر الإصابة بفيروس كورونا على طائرة والوفاة فيما بعد أكبر حالياً من الوفاة في حادث طائرة، بحسب واضع الدراسة، أرنولد بارنت من كلية سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.