سعودية ترسم لوحاتها التشكيلية بخيوط «السجاد»

تخصصت بموروث المرأة... وميلانيا ترمب واحدة من المقتنين للوحاتها

الفنانة التشكيلية السعودية فاطمة النمر
الفنانة التشكيلية السعودية فاطمة النمر
TT

سعودية ترسم لوحاتها التشكيلية بخيوط «السجاد»

الفنانة التشكيلية السعودية فاطمة النمر
الفنانة التشكيلية السعودية فاطمة النمر

تكسر التشكيلية السعودية فاطمة النمر النمط السائد لنقوش السجاد، في تحويل لوحاتها إلى قطع من النسيج المُطعم بروح الموروث الشعبي الأصيل، مع التركيز على الصورة التراثية للمرأة السعودية القديمة، التي استلهمت منها عدداً كبيراً من أعمالها على مدى 21 عاماً.
وبدأت فاطمة مسيرتها الفنية في 1999. وتخصصت قبل 8 سنوات بنقل هذه اللوحات إلى عالم السجاد؛ حيث تخصصت في دراسة التصميم الداخلي، وزاوجت بين دراستها وموهبتها الفنية.
تحدثت النمر لـ«الشرق الأوسط» أن ما شدّها إلى عالم السجاد أنه حاضر في كل بيت، كقطعة هامة، تُعبر في أحيان كثيرة عن العادات والتقاليد الراسخة، هي ثقافة وفكر. وأبانت أنها حاولت توظيف عبق الماضي، ونقله عبر السجاد، للتعريف بجمالية الموروث الشعبي السعودي، مضيفة: «لدينا فكر وثقافة وجمال نستطيع أن نصنع من خلالها أعمالاً فريدة من نوعها».
وشاركت النمر في محافل عالمية، وعُرضت أعمالها في متحف الفن الحديث بالسويد، ومركز العالم العربي بباريس، وتستعد حالياً للمشاركة في مزاد لمتحف اللوفر الفرنسي. إلا أن القصة التي تفخر بها اقتناء السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترمب إحدى لوحاتها أثناء زيارتها للرياض عام 2017.
وجاء حضور النمر مع السجاد في كونها تراه أداة معبرة عن تطور الفن الإسلامي عبر أزمنة ومواقع متعددة، ووسيلة للتعايش مع ثقافات مختلفة، وهنا قررت اختياره لنقل الموروث الشعبي، قائلة: «نحن نفخر بثقافتنا السعودية».
وأبانت أن ذلك شمل ملابس المرأة التراثية، وطرح دلالة رمزية تعكس موروث القطيف تحديداً؛ والمنطقة الشرقية عموماً. وتابعت: «حتى الخرافات الشعبية حاولت أن أزاوجها مع السجاد، مثل خرافة (أم السعف والليف) وغيرها».
وعن صورة المرأة في لوحاتها، تقول النمر: «تبدو دائماً ذات رسالة». مشيرة إلى أنها جسّدت عدة قصص واقعية لنساء من القطيف، مستندة إلى تاريخ حقبة الخمسينات من القرن الماضي، بما في ذلك المسميات القديمة لأعمال المرأة القطيفية، مثل «المعلمة» و«الملاية» و«الحبابة» و«الحناية». واستعانت بقصص الجدات التي قدّمتها لتلقي الضوء على كل شخصية تركت أثراً في المجتمع.
وعن حراكها مع الفن التشكيلي، تقول النمر: «لديّ عدة تحولات في الفن، ولم أبدأ بالاشتغال على الخامات (الميكس ميديا) إلا قبل 8 سنوات، فلقد كنت أنتمي سابقاً إلى المدرسة الكلاسيكية، وبعدها المدرسة التعبيرية، وبعدها دخلت في الميكس ميديا». مؤكدة أنها استلهمت أفكاراً كثيرة من بيئة محافظة القطيف (شرق السعودية) التي تنتمي إليها، وهي بيئة ساحلية تصفها بأنها غنية بالخضرة والبحر والثقافة والموروث الثقافي الثري، وتصف النمر أعمالها بأنها «قصة بحث عن الذات».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.