إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

علاج هشاشة العظام لدى الأطفال
> لدي ولد عمره 5 سنوات ونصف، وعنده هشاشة بالعظام وكل الفحوصات كانت سليمة، وكتب له الطبيب علاج «فوسوماكس اليندرونات». هل هذا هو العلاج المناسب؟
مجد الجرباني -
رسالة بالبريد الإلكتروني
- هذا ملخص أسئلتك عن تشخيص إصابة طفلك بهشاشة العظم، والتي لم يتضح لي المقصود فيها من قولك إن «كل الفحوصات سليمة».
ومع ذلك، لاحظ معي ثلاثة أمور. الأمر الأول، أن نسيج العظم به ثلاثة مكونات: خلايا حية، ومُكون معدني، وألياف كولاجين. والمكون المعدني يتشكل بالدرجة الرئيسية من الكالسيوم. والخلايا العظمية الحية تشمل: خلايا بانية للعظم، وخلايا محطمة للعظم، وخلايا عظم عامة. والعظم نسيج حي. وللحفاظ عليه قوياً ومتجدداً وحيوياً، تتم «إعادة تكوينه» بشكل مستمر وطوال العمر، وذلك من خلال عمليتين تحصلان في نفس الوقت. الأولى، عملية بناء والثانية عملية تحطيم. وتقوم الخلايا البانية للعظم بمهمة بناء المكون المعدني الجديد للعظم، وتعمل الخلايا المحطمة للعظم على تفتيت المكون المعدني القديم.
والأمر الثاني، هشاشة العظام هو وصف لحالة مرضية يحصل فيها نقص في كتلة بناء العظم، ما يؤدي إلى ضعف وتخلخل وهشاشة بنية العظام، وبالتالي سهولة انكسارها. وسبب هذه الحالة من الهشاشة في البنية العظمية هو عدم التوازن والمواكبة فيما بين عملية هدم وتحطيم العظم من جهة وعملية بناء وصناعة العظم الجديد من جهة أخرى. وهذه الحالة تصيب البالغين في الغالب لأسباب عدة. وفي حالات قليلة ومحددة من الممكن أن تصيب الأطفال لأسباب مختلفة.
وتشخيص الإصابة بهشاشة العظم يجدر أن يتم بدقة بالاعتماد على نتائج فحصوات طبية متعددة، وخاصة لدى الأطفال. وبعد تشخيص الإصابة، يكون العمل على معرفة السبب وراء نشوء هذه الحالة.
والأمر الثالث، «فوزاماكس» هو اسم تجاري لعقار من فئة مجموعة الأليندرونات، الذي يتم في الغالب تناول جرعته مرة في الأسبوع، وعلى معدة خالية في الصباح الباكر.
وتعمل هذه الأدوية على تقوية العظام وزيادة المكون المعدني في بنية النسيج العظمي، ولذا يُستخدم لعلاج أو الوقاية من هشاشة العظام لدى البالغين. وآلية عمل هذه الفئة من الأدوية تتلخص في جانبين، الأول: تعمل عقارات فئة مجموعة أليندرونات على منع وكبت نشاط الخلايا الهادمة للعظم، وبالتالي تتم عملية تقوية العظم عن طريق إبطاء فقدان النسيج العظمي لمكونه المعدني. والثاني: تحفيز نشاط الخلايا البانية للعظم من أجل تحسين كتلة بناء النسيج العظمي.
ونظراً لوجود العديد من الاحتياطات الطبية في مدى ملاءمة تناولها من قبل البالغين (فوق سن 18 سنة)، خاصة الذين لديهم عدد من الاضطرابات الصحية أو الأمراض، نظراً لاحتمال تسبب تناوله بعدد من الآثار والتفاعلات الجانبية. ولذا يتم تحت الإشراف والمتابعة الطبية كل واحد من الجوانب التالية: وصف كمية الجرعة اللازمة منه، وكيفية تناوله، وتأثيراته العلاجية، وتفاعلاته الجانبية المحتملة.
وفي جانب مدى إمكانية تلقي الأطفال للأدوية من فئة مجموعة الأليندرونات عند «تأكيد» تشخيص الإصابة بهشاشة العظم، فإن ذلك «ممكن»، ولكن وفق عدة ضوابط طبيه لمدى ملائمة ذلك لحالة الطفل الصحية ومقدار الجرعة وكيفية المتابعة الطبية. وإذا تم تشخيص إصابة طفلك بهشاشة العظام وتوصل الطبيب إلى معرفة السبب، فإنه بالإضافة إلى معالجة السبب الأساسي في نشوء هشاشة العظم، قد يصف الطبيب استخدام كميات أقل من الأدوية المستخدمة للبالغين لتحسين قوة العظم، مثل الأدوية من فئة مجموعة الأليندرونات. كما قد يضيف الطبيب وصف فيتامين «دي» لتحسين قدرة الطفل على امتصاص الكالسيوم، وأيضاً ينصح تغذية الطفل باتباع نظام غذائي متوازن وغني بالكالسيوم، وأيضاً ببرنامج للتمارين الرياضية.

«أبيكسا» وجلطة الدماغ
> أصيبت والدتي بجلطة في المخ منذ 7 سنوات، أثرت على الذاكرة. فهل هناك دواء حديث بدلا من «أبيكسا» لأن استيعابها ضعيف ولا تدري أحيانا ماذا تفعل؟
أحمد مخلوف -
رسالة بالبريد الإلكتروني
- هذا ملخص أسئلتك، التي لم يتضح لي منها ما هو جانب الدماغ الذي أصابته جلطة السكتة الدماغية، وهل أن سبب ضعف الذاكرة الرئيسي هو تبعات هذه الجلطة (ضعف الذاكرة الوعائي) أم ثمة عوامل مرضية أخرى في الدماغ، كمرض الزهايمر، قد فاقمت ضعف الذاكرة لدى والدتك. ومع ذلك، لاحظ معي ثلاثة أمور بالتسلسل:
الأمر الأول، ووفق ما يشير إلية أطباء الأعصاب في مايوكلينك بالنسبة لمعالجة حالات ضعف الذاكرة، بقولهم: «معظم أنواع الخرف لا يمكن شفاؤها، لكن هناك طرق للسيطرة على الأعراض». ومعظم الوسائل الدوائية وغير الدوائية المستخدمة، هي ذات تأثير مؤقت لتخفيف الأعراض السلوكية المرافقة لحالات ضعف الذاكرة.
والوسائل غير الدوائية ذات أهمية عالية في التعامل المنزلي مع حالات ضعف الذاكرة، رغم أنها تتطلب جهداً متواصلاً من المرافقين بالمنزل، ورغم عدم إيلائها الاهتمام اللازم. والتي منها، جعل المنزل أكثر أماناً لمنع حوادث السقوط أو إيذاء النفس مثلاً. وتعديل البيئة المنزلية المحيطة، كتخفيف الضوضاء مثلاً، من أجل تسهيل التركيز على المريض وتمكينه بقدر المستطاع من أداء الوظائف الطبيعية. ووضع برنامج روتيني لأنشطة الحياة اليومية، كتناول وجبات الطعام مثلاً، منعاً لحصول المزيد من الارتباك الذهني. وتبسيط طريقة التواصل مع المريض بالحفاظ على التواصل البصري أثناء الحديث معه، والتحدث ببطء، وعرض فكرة واحدة عليه عند سؤاله عن الأشياء التي يرغب فعلها، وغيرها من سلوكيات الرعاية الصادقة والرحيمة. والحرص على إشغالهم بالمشاركة في حضور الأنشطة المنزلية كالطهو ولقاء الأسرة على وجبات الطعام وغيرها. والاهتمام بتغذيتهم وضمان تناولهم العناصر الغذائية الجيدة مع تخفيف تناول المنبهات كالكافيين في فترات ما بعد الظهر.
هذه الجوانب مهمة، لأن التعامل العلاجي مع حالات الأشخاص المصابين بضعف الذاكرة لا يجدر أن يعتقد أفراد الأسرة القريبين أنه سيتحقق «فقط بمجرد تناول الأدوية» وستتحسن بالتالي حالته الذهنية في عيشة الحياة اليومية.
الأمر الثاني، هناك العديد من الأدوية المستخدمة في حالات ضعف الذاكرة، ولكن كل نوع منها له آلية عمل مختلفة، وكل منها له حالات يُوصف فيها وفق الإرشادات الطبية العلاجية المعتمدة. ولذا، فإن حالات مثل الزهايمر تتم معالجتها الدوائية بطريقة مختلفة عن حالات ضعف الذاكرة التي تنجم عن اضطرابات في عمل الأوعية الدموية المغذية للدماغ، كحالات ضعف الذاكرة ما بعد جلطة السكتة الدماغية.
كما أن في حالات ضعف الذاكرة الوعائي، يركز العلاج غالباً على العوامل المرضية المزمنة التي ساهمت في حصول جلطة السكتة الدماغية وحصول ضعف الذاكرة الوعائي. ومن الناحية الطبية، ثابت أن التحكم في تلك العوامل الصحية الأساسية للقلب والأوعية الدموية يُبطئ من معدل تفاقم الخرف، وربما أيضاً يمنع المزيد من التدهور فيه. وذلك يتم بتناول الأدوية التي تعمل على خفض ضغط الدم، وتقليل مستوى الكوليسترول، ومنع الدم من التخثر، والحفاظ على الشرايين سالكة، والمساعدة في التحكم في سكر الدم إذا كان الشخص مصاباً بالسكري.
الأمر الثالث، أن عقار «أبيكسا» هو من فئة أدوية الميمانتين التي تعمل على تنظيم نشاط أحد «النواقل الكيميائية» التي تشارك على نطاق واسع في عمل وظائف الدماغ، بما في ذلك التعلُم والذاكرة. وهذا الدواء معتمد حالياً لعلاج «مرض الزهايمر» إذا كان بدرجة «متوسطة» أو «شديدة». أي ليس في حالات الزهايمر بدرجة بسيطة، ولا في حالات ضعف الذاكرة التي ليس لها علاقة بمرض الزهايمر. ولذا لا يُتوقع من تناوله جدوى واضحة في غير حالات الزهايمر التي بدرجة متوسطة أو شديدة.
وقد يُفيد في ضعف الذاكرة الوعائي - رغم أن الدراسات الطبية حوله قليلة ولكن بنتائج مشجعة نسبياً - تناول أدوية من فئة مثبطات الكولينستيراز، التي تشارك على نطاق واسع في عمل وظائف الدماغ، بما في ذلك التعلُم والذاكرة. ولكن هذا يكون تحت الإشراف الطبي من قبل الطبيب المتابع الذي يُعطي التشخيص الصحيح لسبب ضعف الذاكرة، والطريقة الدوائية الأفضل في معالجته وفق الإرشادات الطبية المعتمدة.
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد: [email protected]



علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
TT

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

في جامعة يوتا، استخدم العلماء علاجاً جينياً جديداً أظهر أنه يعكس آثار قصور القلب، في دراسة أُجريت على حيوانات كبيرة.

في الدراسة، وُجد أن الخنازير التي تعاني من قصور القلب لديها مستويات منخفضة من «مُدمِج الجسور القلبية 1 (cBIN1)»، وهو بروتين قلب مهم.

وفقاً لبيان صحافي صادر عن الجامعة، حقن العلماء فيروساً غير ضار في مجرى دم الخنازير لنقل جين «cBIN1» إلى خلايا قلبها.

لقد نجت الخنازير طوال مدة الدراسة التي استمرّت 6 أشهر، في حين كان من المتوقع أن تموت من قصور القلب دون العلاج الجيني.

فيما أطلق عليه الباحثون «التعافي غير المسبوق لوظيفة القلب»، بدا أن الحقن الوريدي يحسِّن وظيفة القلب من خلال زيادة كمية الدم التي يمكنه ضخها، مما «يحسِّن بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة».

كما بدت قلوب الخنازير «أقل اتساعاً وأقل نحافة» بعد العلاج، «أقرب في المظهر إلى قلوب طبيعية».

وفي حين أدت المحاولات السابقة لعلاج قصور القلب إلى تحسين الوظيفة بنسبة 5 في المائة إلى 10 في المائة فقط، فإن العلاج الجيني المُستخدَم في الدراسة الجديدة أدى إلى تحسُّن بنسبة 30 في المائة، وفقاً للباحثين.

تم نشر الدراسة، التي موَّلتها المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «npj Regenerative Medicine».

قال الدكتور تينغ تينغ هونغ، أستاذ مشارِك في علم الأدوية والسموم في جامعة يوتا، في البيان الصحافي: «على الرغم من أن الحيوانات لا تزال تواجه ضغوطاً على القلب لإحداث قصور القلب، فإننا رأينا في الحيوانات التي حصلت على العلاج تعافياً لوظيفة القلب، وأن القلب يستقر أو ينكمش أيضاً».

وأضاف: «نطلق على هذا إعادة البناء العكسي. إنه يعود إلى الشكل الذي يجب أن يبدو عليه القلب الطبيعي».

وقال هونغ لـ«فوكس نيوز»: «هناك علاج جديد محتمل لعلاج قصور القلب في الطريق».

وأشار هونغ إلى أن الباحثين فوجئوا عندما وجدوا أن العلاج الجيني نجح بشكل جيد للغاية في الحيوانات الكبيرة بجرعة منخفضة للغاية.

وقال المؤلف المشارِك روبن شو، دكتوراه في الطب، ومدير «معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب أمراض القلب والأوعية الدموية» في جامعة يوتا، إن الدراسة «غير المسبوقة» تبشِّر بـ«نموذج جديد» لعلاجات قصور القلب.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «نظراً لفعالية علاجنا، يمكن تقليص متلازمة قصور القلب المعقدة متعددة الأعضاء إلى مرض قابل للعلاج يتمثل في فشل عضلة القلب».

وأوضح أن «سمية العلاج الجيني تزداد مع الجرعة، لذا فإن جرعتنا المنخفضة تشير إلى أن نهج العلاج الجيني لدينا سيكون آمناً للمرضى».

وبينما تم استخدام العلاج الجيني تاريخياً للأمراض النادرة، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنه قد يكون أيضاً نهجاً فعالاً لـ«الأمراض المكتسبة»، وفقاً لشو.

وفي حين أقرَّ الباحثون بأنَّ الدراسة بها بعض القيود، أشار هونغ إلى أن «دراسات زيادة الجرعة وعلم السموم لا تزال مطلوبةً حتى ينتقل العلاج إلى الخطوة التالية (نحو موافقة إدارة الغذاء والدواء)».

وقال الباحثون إنه من غير المؤكد أيضاً ما إذا كان العلاج الجيني سينجح مع الأشخاص الذين حصلوا على مناعة طبيعية ضد الفيروس الذي يحمل العلاج.

وقال هونغ إن دراسة علم السموم جارية حالياً، ويخطط الفريق لبدء التجارب السريرية البشرية في خريف عام 2025.

أطباء القلب يشاركون

لم يشارك الدكتور جاسديب دالاواري، متخصص أمراض القلب التداخلية والمسؤول الطبي الإقليمي في «VitalSolution»، وهي شركة «Ingenovis Health» ومقرها أوهايو، في البحث، ولكنه شارك في رد فعله على النتائج.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «البحث في مرحلة الحيوان مثير للاهتمام دائماً، لكن التطبيق على موضوعات الاختبار البشرية ضروري من حيث فهم ما إذا كان هذا النهج سيكون له التأثير نفسه على البشر».

وأضاف: «مع ذلك، هناك كثير من التعديلات الجينية التي تحدث في أمراض مختلفة، مثل التليف الكيسي وخلل العضلات، التي تبحث عن تدخل مماثل - حقن الجينات الصحية على أمل إيجاد علاجات».

وأكد أن «العلاج الجيني والطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية هي المستقبل، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن هذا».

لاحظت الدكتورة جوهانا كونترايراس، متخصصة أمراض القلب المتقدمة وزراعة القلب في «مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب» في مدينة نيويورك، أن التدخلات الدوائية التقليدية يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على القلب و«الاحتقان الجهازي»، ولكن «في الغالب، لا تعالج إعادة تشكيل عضلة القلب الفاشلة».