مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة بأقل من 90 يوماً، يزداد الجدل يوماً بعد يوم حول قضية التصويت عبر البريد وعدم الحضور إلى مراكز الاقتراع خشية الإصابة بفيروس «كورونا»، في ظل تفشي الجائحة واستمرار أرقام الإصابات والوفيات بالارتفاع في أميركا، لينقسم الشارع الأميركي ما بين مؤيد ومعارض لهذا المقترح الذي يدعمه الديمقراطيون ويعارضه الرئيس دونالد ترمب والحزب الجمهوري بشدة.
وفي تصريحات، أمس (السبت)، أكد الرئيس ترمب أنه يدعم الإجراءات التي قد يتخذها مدير مكتب البريد العام، وأنه لن يتم تخصيص الأموال للتصويت العام عن طريق البريد، مع استمرار الضجة الوطنية حول التخفيضات في خدمة البريد الأميركية وتأثيرها المحتمل على الانتخابات.
وخلال مؤتمر صحافي، عقده «السبت» في نادي الغولف «بيدمينستر» بولاية نيوجيرسي، قال ترمب: «مراراً وتكراراً التصويت الغيابي كان جيداً، بينما التصويت عبر البريد كان سيئاً للغاية وعرضة للتزوير وسيكون كارثياً، وسيجعل بلدنا أضحوكة في جميع أنحاء العالم»، متوقعاً أنه لو تم اختيار التصويت عبر البريد فإن الأمر قد يستغرق «شهوراً» لمعرفة نتيجة انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويقول كثير من الخبراء إن التصويت عن طريق البريد والتصويت بالاقتراع الغيابي لا يمكن تمييزهما بشكل أساسي، إذ يلقي ترمب باللوم على الديمقراطيون في عدم الموافقة على «التمويل المناسب» لإدارة البريد الأميركي العام، على الرغم من أن الديمقراطيين طالبوا بمبالغ كبيرة من التمويل لخدمة البريد، بما في ذلك المساعدة في ضمان التصويت في نوفمبر.
وعند سؤاله عن التقارير التي تفيد بإزالة آلات الفرز البريدي في مواقع مختلفة، وكيف يتماشى هذا مع ادعائه بأنه يريد معالجة البريد بكفاءة، قال ترمب إنه لا يعرف تفاصيل ذلك، ولا علم لديه بما يفعله مدير مكتب البريد العام لويس ديجوي، لكنه مدحه قائلاً: «إنه عامل فعال للغاية، ويعمل بشكل جيد جداً».
وانتقد الديمقراطيون، بمن فيهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، والرئيس السابق باراك أوباما، تصرفات الرئيس ترمب ومدير مكتب البريد العام ديجوي بسبب تباطؤ آلية عمل البريد، ففي تغريدة للرئيس باراك أوباما، يوم الجمعة الماضي، قال إن ترمب يحاول تقويض مهام البريد العام الأميركي، واستخدم عبارة يريد أن «يركّع نشاط مكتب البريد».
حتى المغنية تايلور سويفت قفزت إلى العربة التي تنتقد ترمب في عدم استخدام البريد العام للتصويت في الانتخابات القادمة، وقالت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، البالغ عدد متابعيها 87 مليوناً، إن كثيراً من الناخبين الأميركيين الشباب يريدون استخدام التصويت عبر البريد، وإن الرئيس ترمب يقوم بـ«تفكيك محسوب» للخدمة البريدية.
بدورها، أرسلت خدمة البريد الأميركية تحذيرات إلى 46 ولاية بأنها قد لا تكون قادرة على تسليم بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد لانتخابات نوفمبر، وقالت المفتشة العامة لخدمة البريد (الجمعة) إنها فتحت تحقيقاً في الشكاوى التي قدمها الديمقراطيون بشأن انخفاض خدمات البريد التي أدت إلى إبطاء تسليم البريد، وقد تعرّض عمليات التصويت بالبريد للخطر.
كما دقّ الديمقراطيون ناقوس الخطر بشأن التأخير في طلب الأدوية عبر البريد لكبار السن والمحاربين القدامى وغيرهم، ومن المقرر أن تسمح الغالبية العظمى من الولايات بالتصويت عبر البريد استجابة لوباء فيروس «كورونا»، متجاهلة تصريحات ترمب المعارضة لهذه الفكرة.
وكان الديمقراطيون في الكونغرس طلبوا، يوم الجمعة الماضي، من لويس ديجوي مدير مكتب البريد العام، وهو مؤيد لترمب وغيره من الجمهوريين، الحضور إلى جلسة استماع وتقديم مزيد من المعلومات حول انخفاض الخدمات التي أُمر بها في البريد الشهر الماضي.
وفي خطاب الاستدعاء إلى ديجوي، قال الديمقراطيون: «يجب ألا تجري خدمة البريد تغييرات تؤدي إلى إبطاء البريد، أو تعرض الخدمة بأي شكل من الأشكال للخطر، للمحاربين القدامى والشركات الصغيرة والمجتمعات الريفية، وكبار السن وملايين الأميركيين الذين يعتمدون على البريد، بما في ذلك عدد كبير من الأشخاص الذين سيعتمدون على خدمة البريد لممارسة حقهم في التصويت».
وقالت خدمة البريد، التي وجّهت تحذيرها إلى الولايات الـ46، إن الناخبين ومسؤولي الانتخابات يجب أن يسمحوا بـ7 أيام على الأقل بعد يوم الانتخابات 3 نوفمبر لتحديد النتيجة. ووفقاً لهذا المعيار، لن تترك أكثر من 20 ولاية وقتاً كافياً للبريد، نظراً لأن كثيراً من الولايات تطلب من الناخب أن يطلب أولاً الاقتراع الغيابي عن طريق البريد، وقد تستغرق المراسلات الواردة والصادرة 15 يوماً أو أكثر، اعتماداً على فئة البريد.
انقسام أميركي حول التصويت عبر البريد... تأييد ديمقراطي ومعارضة جمهورية
أوباما يتهم ترمب بمحاولة تقويض عمل البريد الأميركي العام
انقسام أميركي حول التصويت عبر البريد... تأييد ديمقراطي ومعارضة جمهورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة