ليبيا: مسؤولو صحة يحذرون من أن وضع الوباء «خرج عن السيطرة»

أشخاص يرتدون الكمامات في مطار معيتيقة الدولي شرق العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
أشخاص يرتدون الكمامات في مطار معيتيقة الدولي شرق العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: مسؤولو صحة يحذرون من أن وضع الوباء «خرج عن السيطرة»

أشخاص يرتدون الكمامات في مطار معيتيقة الدولي شرق العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
أشخاص يرتدون الكمامات في مطار معيتيقة الدولي شرق العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

حذر أطباء في شرق ليبيا من أن المستشفيات غير المجهزة بشكل جيد لن تتحمل زيادة كبيرة في حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، في الوقت الذي ترتفع فيه الحالات، وبعد أن أضرت سنوات الحرب الطويلة بالقطاع الصحي في البلاد.
وتقول وزارة الصحة الليبية إن بنغازي سجلت أكثر من 200 حالة إصابة بالفيروس، في حين يقول الأطباء إنه ليس هناك أسرة كافية أو أجهزة تنفس صناعي متاحة للمرضى وإن السكان لا يتبعون الإرشادات الطبية المفروضة لاحتواء التفشي.
وقال أحمد الحاسي، المتحدث باسم اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة تفشي «كورونا»: «المعدات والمواد المتوفرة عندنا تكفي لاستقبال عدد محدود، لكن إذا صار عدد اختراق كبير ولا عدد حالات كبير للأسف مش هنقدر نغطي»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف «تواً حالياً السعة السريرية بتاعنا إحنا ما يقارب عن 200 سرير بالنسبة لحالات الاشتباه وما يقارب عن 30 سريراً للعناية والأسرة المخصصة للحالات المصابة بفيروس كورونا نحو 40 سريراً، ولو زادت الأعداد مش هنقدر نغطي للأسف».
وفي أنحاء البلاد يقول قادة المحليات والأطباء إن الوضع «خرج عن السيطرة»، ويطالبون الحكومة بوضع خطة إنقاذ طارئة للتعامل مع التفشي وبإلزام الناس بوضع الكمامات.
ويقول الحاسي إن أغلب الذين أصيبوا في بنغازي حضروا تجمعات كبيرة دون الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي أو وضع الكمامات.
وتابع: «المفروض الناس يكونون عوناً وسنداً لنا يكونون معنا مش علينا يطبقوا تعليمات اللجنة الاستشارية بالتباعد الاجتماعي، بارتداء القناع الطبي، بالتطهير بالكحول، بالغسل المستمر، بعدم الذهاب إلى التجمعات سواء كانت مولات ولا مآتم ولا أفراح ولا غيرها أو نحوها... لأن حالات الوفاة حقيقية والإصابات حقيقية».
لكن الصراع الدائر في البلاد يشكل ضغوطاً على السيولة في البنوك مما يحد من القدرة الشرائية لليبيين فلا يقوى الكثيرون على شراء الكمامات.
وفي الشهر الماضي فرضت حكومة الوفاق الليبية حظر تجول في المناطق التي تسيطر عليها وفرضت السلطات في بنغازي كذلك قيوداً على حركة المواطنين.
وشهدت ليبيا موجات من القتال منذ 2011 عندما أطاحت ثورة بالزعيم معمر القذافي، وتمزقت البلاد إلى مناطق يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي ومناطق تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق.
وحذر فادي فراج رئيس المركز الطبي في بنغازي من أن الحالات إذا استمرت في الزيادة مع غياب القدرة الكافية لعلاج الناس ستصل البلاد إلى المرحلة التي بلغتها إيطاليا عندما كانت تختار من يكون له الأولوية في وضعه على جهاز التنفس الصناعي.
وأكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض وهو من الجهات القليلة التي ما زالت تعمل على مستوى البلاد إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بلغ 7738 والوفيات 145 حالة حتى 16 أغسطس (آب).


مقالات ذات صلة

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.