خمس سنوات مرت منذ أن اعتمدت ألمانيا سياسة الباب المفتوح أمام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. لكنها اليوم أصبحت حريصة على إغلاق الأبواب تماماً وإبقائها مقفلة أمام بضعة مئات من اللاجئين اليائسين الذين يعيشون في مخيمات يونانية التي تعتبر من بين الأكثر اكتظاظاً في العالم.
ورغم إبداء ولايات ألمانية مثل برلين وتورينغن وشمال الراين فستفاليا، رغبتها باستقبال لاجئين من تلك المخيمات، فإن وزير الداخلية هورست زيهوفر الذي من المفترض أن يعطي الموافقة النهائية، يرفض ذلك. ورداً على رسالتين الأولى لبرلين التي طلبت السماح باستقدام 300 لاجئ معظمهم من المراهقين والأطفال، والثانية لتورينغن التي طلبت السماح باستقبال 500 لاجئ كذلك معظمهم من المراهقين، رد وزير الداخلية الفيدرالي بالرفض من دون حتى التشاور مع الحكومة، وهو ما زاد من استياء الولايتين اللتين تدرسان اللجوء للقضاء.
ويتحجج زيهوفر بضرورة التوصل لحل موحد على صعيد ألمانيا حول اللاجئين وكذلك على الصعيد الأوروبي، وهو ما يقول منتقدوه إنه شبه مستحيل. وفيما يزداد الوضع سوءاً في مخيمات اللجوء في اليونان خاصة في مخيم موريا في جزيرة ليسبوس الذي يعيش فيه 17 ألف لاجئ رغم أن قوته الاستيعابية لا تتعدى الـ3 آلاف، يحاول المسؤولون في الولايات الألمانية التوصل لحلول سياسية تكون أسرع قبل اللجوء للقضاء. ويزيد من الضغوط على ألمانيا، رفض تركيا استعادة اللاجئين الذين لا تقبل اليونان طلبات لجوئهم، رغم أن هذا الأمر يخالف الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا عام 2016.
والأسبوع الماضي، زار رئيس حكومة ولاية شمال الراين فستفاليا أرمين لاشيت اليونان وقام بجولة ميدانية في مخيم موريا اضطر لقطعها بسبب مخاوف أمنية بعد تجمع عدد كبير من اللاجئين ظناً منهم أن من يزورهم هو المستشارة الألمانية. وللمفارقة، فإن لاشيت مرشح لزعامة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي التي تنتمي له المستشارة أنجيلا ميركل، ويطمح بأن يرث ميركل على رأس المستشارية. وبعد عودته من هناك وصف ما حصل في المخيم بأنه «نداء اليائسين» وتحدث عن «ضرورة أن تستيقظ أوروبا» لمساعدة هؤلاء اللاجئين واليونان التي تتحمل العبء وحدها. ودعا لاشيت ألمانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي للعمل على خط سياسة لجوء جديدة أثناء رئاستها هذه. وترفض دول أوروبية مثل المجر وبولندا وتشيكيا، وأخرى متشددة بشروط الاستقبال مثل النمسا، إيجاد حلول أوروبية مشتركة للتعاطي مع أزمة اللاجئين. وتدعو اليونان وإيطاليا وإسبانيا، الدول الأكثر تأثراً بأزمة اللاجئين كونها من دول الاستقبال التي يصلها اللاجئون عبر البحر، إلى إصلاح اتفاق دبلن المعمول به حالياً والذي ينص على أن من واجب الدول التي يصلها اللاجئ أولاً النظر في طلب لجوئه. وتعتبر هذه الدول الاتفاقية غير عادلة. وحتى التوصل لاتفاقية لجوء جديدة تتقاسم على إثرها الدول أعباء اللاجئين، تستمر ولايات ألمانية بجهودها في وجه الحكومة الفيدرالية لتخفيف شيء من العبء عن اليونان. ودعا قبل يومين وزير الداخلية في ولاية برلين أندرياس غايزل إلى اجتماع لوزراء داخلية الولايات مع زيهوفر لمناقشة الأمر، وقال: «لا يمكننا ببساطة أن نهز كتفينا ونقبل بـ(لا) من هورست زيهوفر لطلبنا بمساعدة أشخاص في ظروف يائسة».
في مارس (آذار) الماضي، وافقت الحكومة الألمانية الفيدرالية على استقبال 928 لاجئاً من مخيمات اليونان، وصل جزء منهم قبل أسابيع ومن المنتظر وصول قرابة الـ150 آخرين منهم إلى برلين نهاية الشهر الحالي. وتحضر ولاية برلين لإسكانهم في حاويات شيدت عام 2015 في أرض مطار تامبلهوف السابق الذي تحول اليوم إلى متنزه كبير. ويحوي المطار قرابة 900 وحدة سكنية هي الآن فارغة بعد أن غادرها آخر اللاجئين العام الماضي، ولكنها بحاجة لإعادة تأهيل قبل استقبال لاجئين جدد فيها.
وزير داخلية ألمانيا يمنع استقدام لاجئين من مخيمات اليونان
برلين وتورينغن قد تلجآن للقضاء لاستقبال 800 من القُصّر
وزير داخلية ألمانيا يمنع استقدام لاجئين من مخيمات اليونان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة