الكشف عن محيط مائي أسفل الكوكب القزم «سيريس»

صورة معدَلة توضح السوائل المالحة على سطح كوكب سيريس (رويترز)
صورة معدَلة توضح السوائل المالحة على سطح كوكب سيريس (رويترز)
TT

الكشف عن محيط مائي أسفل الكوكب القزم «سيريس»

صورة معدَلة توضح السوائل المالحة على سطح كوكب سيريس (رويترز)
صورة معدَلة توضح السوائل المالحة على سطح كوكب سيريس (رويترز)

يُعد سيريس كوكباً قزماً وأكبر جسم معروف في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. والآن نحن نعلم بوجود محيط مائي نشط ومثير للاهتمام تبرز له آثار على سطحه وتحته مباشرة، وفقاً لبحث جديد.
وفي حين أن هذا المحيط تحت سطح الكوكب من المحتمل أن يتجمد بمرور الوقت، إلا أن بقايا منه ربما لا تزال موجودة تحت حفرة كبيرة على سيريس. وقد يكون وجود الأملاح حافظ على السائل كمحلول ملحي، على الرغم من درجات الحرارة الباردة، حسب شبكة «سي إن إن».
وتم نشر مجموعة من سبع دراسات أول من أمس (الاثنين)، في مجلات علمية عدة.
وبين عامي 2011 و2018، شرعت مهمة «داون» التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في رحلة بطول 4.3 مليار ميل إلى اثنين من أكبر الأجسام في حزام الكويكبات الرئيسي لنظامنا الشمسي. ويبلغ عرض سيريس نحو 592 ميلاً، أي أصغر بـ14 مرة من بلوتو. وزارت «داون» فستا وسيريس، لتصبح أول مركبة فضائية تدور حول وجهتين في الفضاء البعيد.
ويعتمد هذا البحث الجديد على الملاحظات التي تم إجراؤها خلال دوران «داون» حول سيريس بين عامي 2015 و2018، بما في ذلك الرحلات القريبة التي قامت بها من الكوكب القزم على بُعد 22 ميلاً فقط فوق السطح.
وخلال ذلك الوقت، ركزت مهمة «داون» على الحفرة التي يبلغ عرضها 57 ميلاً، وهي ميزة عمرها 22 مليون عام ظهرت كأنها تعرض نقاطاً مضيئة. وتم اكتشاف هذه الخصائص اللافتة للنظر على أنها كربونات الصوديوم، أو مركب يشمل الأكسجين والكربون والصوديوم. ولكن لم يتضح كيف ظهرت هذه النقاط المضيئة في الحفرة.
وكشفت البيانات من نهاية مهمة «داون» عن خزان واسع لسائل مالح، أسفل الحفرة. ويبلغ عمقه 25 ميلاً ويمتد لمئات الأميال.
وعندما ضرب التأثير الذي أحدث الفوهة في سيريس، ربما سمح للخزان بإيداع أملاح لامعة مرئية في الفوهة عن طريق كسر قشرة الكوكب. وعندما وصلت الكسور إلى الخزانات المالحة، تمكن المحلول الملحي من الوصول إلى سطح أرضية الحفرة. ومع تبخر الماء، بقيت قشرة مالحة لامعة.
وربما لا تزال المحاليل الملحية ترتفع إلى السطح اليوم - مما يشير إلى أن النشاط على سيريس ليس بسبب الذوبان الذي ربما حدث عندما تأثر الكوكب.
في الواقع، أشارت بيانات «داون» أيضاً إلى وجود أملاح الكلوريد المائي في وسط أكبر منطقة مضيئة في مركز الحفرة. وأن مركب الهيدروهاليت هذا شائع في الجليد البحري على الأرض، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على الهيدروهاليت خارج كوكبنا.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».