الانفجار عصف بـ 600 مبنى تراثي لبناني... واليونيسكو تتحرك

التكلفة الأولية لأعمال التصليح والترميم لا تقل عن 300 مليون دولار

قصر سرسق (غيتي)
قصر سرسق (غيتي)
TT

الانفجار عصف بـ 600 مبنى تراثي لبناني... واليونيسكو تتحرك

قصر سرسق (غيتي)
قصر سرسق (غيتي)

يقدر عدد الأبنية التي تضررت في بيروت جراء الانفجار الرهيب الذي عصف بالعاصمة بثمانية آلاف، بينها المئات من المباني التراثية، والجردة لا تزال تقريبية، نظراً لاتساع دائرة العصف الصادر عن التفجيرات. وتقوم وزارة الثقافة اللبنانية باتصالات حثيثة لاطلاع المعنيين الدوليين، بما أصاب إرثاً ثقافياً يعود لحقب زمنية متعاقبة.
وعقدت «منظمة اليونيسكو» اجتماعاً عبر «زووم» مع بعثة لبنان الدائمة والمديرية العامة للآثار وهيئات وجمعيات متخصصة بالتراث، بهدف تنسيق الجهود لحماية المواقع والأبنية التراثية المتضررة أو المهددة في بيروت، بعد الانفجار الذي ضرب المدينة، وتحديد سبل المساعدة التي يمكن أن يقدمها المجتمع الدولي لمساندة لبنان في جهوده.
وأكدت «اليونيسكو» عبر كل من المدير العام المساعد للثقافة أرنستو أوتوني ومديرة مركز التراث مشتيلد روسلر، ومدير الطوارئ الثقافية لازار الوندو، التزامها «الوقوف إلى جانب لبنان وحماية تراثه المهدد في بيروت»، ولفتت إلى أنها وشركاءها تحركوا فوراً من أجل هذه الغاية مع المديرية وعبر مكتب اليونيسكو في بيروت، مؤكدة أن هذا الاجتماع هو الأول في سلسلة اجتماعات ستعقد لهذه الغاية.
وعرض المدير العام للآثار سركيس الخوري بالأرقام والصور لجوانب من التقرير الأولي الذي أعدته المديرية لمسح الأضرار، الذي يتبين منه أن «معظم المباني المتضررة تعود إلى العهد العثماني والانتداب الفرنسي والتراث المعماري الحديث، وبخاصة في أحياء الجميزة ومار مخايل والأشرفية، وكذلك في زقاق البلاط وميناء الحصن، وأن العدد الإجمالي الأولي لهذه المباني قد يصل إلى 600 والتكلفة الإجمالية الأولية لأعمال التصليح والترميم لا تقل عن 300 مليون دولار».
وشكرت المندوبة الدائمة للبنان لدى اليونيسكو السفيرة سحر بعاصيري لليونيسكو استجابتها السريعة للتحرك تجاه لبنان. وبعدما أشارت إلى ضرورة «التحرك سريعاً في عمليات الإنقاذ»، رحبت بالجهود التي تبذلها المنظمة الدولية «لجمع المبالغ المطلوبة لتغطية تكلفة التصليح والترميم وبخاصة بإمكان إنشاء صندوق دعم لهذه الغاية».
وخلصت إلى أن «إنقاذ التراث المهدد في بيروت اليوم ليس مبادرة للبنان فحسب بل هو إنقاذ لتراث إنساني لنا وللأجيال المقبلة».
وتحدث ممثلو شركاء اليونيسكو وهم: صندوق «أليف» و«أيكروم» و«أيكوموس» والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي (مقره البحرين)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية «بلو شيلدز» (الدروع الزرقاء).
وقد أبدى الجميع حماسة والتزاماً كبيرين بدعم لبنان وحماية تراثه المتضرر والمهدد، وأكدوا أنهم على تواصل مع المديرية منذ وقوع الانفجار، وشددوا على «أهمية أن تكون المهمة على مراحل تبدأ بالأكثر إلحاحاً وبخاصة المباني التي دمرت سقوفها أو تصدعت أسسها قبيل حلول موسم الشتاء».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.