جيمس كاميرون يتحدث عن أفلامه ويبقي مغامراته المقبلة سراً

«الشرق الأوسط» تحاور المخرج العالمي قبل عودته إلى عالم «أفاتار» مع نهاية هذا الشهر

كاميرون خلال التصوير
كاميرون خلال التصوير
TT

جيمس كاميرون يتحدث عن أفلامه ويبقي مغامراته المقبلة سراً

كاميرون خلال التصوير
كاميرون خلال التصوير

تركَنا المخرج جيمس كاميرون عالقين بين السماء والأرض بعد آخر «أفاتار» سنة 2009. تركنا مشدوهين لموهبته في سرد حكاية شاملة الاهتمامات، تقع على كوكب بالغ الغربة يعيش فيه قوم يشبهوننا ويختلفون عنا. يشعرون مثلنا ويتميزون بأحاسيسهم وثقافاتهم الخاصة كذلك. عالم لم نرَ مثله من قبل على كثرة ما شاهدناه من أفلام خيال علمي، منذ أيام السينما الأولى وإلى اليوم.
بعد ذلك، ونسبة للنجاح المدوي الذي حققه الفيلم (أكثر من مليارين و790 مليون دولار حول العالم)، حدث المتوقع، وقرر المخرج المضي قُدُماً في إتقان ما وفره لنا في «أفاتار». قرر، بكلمات أخرى، إنجاز سلسلة من أربعة أفلام أخرى تحكي ما لن نعرفه من أحداث، وما لن نستطيع توقعه من غرائبيات، نظراً للكتمان الشديد خشية زوال عنصر المفاجأة، والتأثير على عنصر الذهول المتوقع من جراء هذا المزج بين البشر وغير البشر فوق كوكب بعيد يبدو أكثر سلاماً وجمالاً من ذلك الذي نعيش فوقه.
باشر المخرج، بعد تحضير دام سنوات طويلة، تصوير شخصياته في مشاهد معينة، أغلبها تلك التي تصورهم في أتون المؤثرات التقنية و«الأنيميشن» المتقن، الذي تستخدمه السينما هذه الأيام. ثم توقف التصوير حال انتشار وباء «كورونا» الذي أطاح بمشروعات منجزة، وأخرى كانت - مثل «أفاتار 2» - قيد الإنجاز. الآن يعد العدة للعودة إلى التصوير، وكله حماس يتبدى من ثقته بمشروعه ومن حديثه.
هذا هو اللقاء الثاني بيننا. تم الأول على صفحات «الشرق الأوسط» في عام 2009، مباشرة بعد انتهاء تصوير الجزء الأول. هذه المرة تم اللقاء (إلكترونياً) قبيل الانطلاق للعمل. وفيه يتحدث قدر ما يسمح لنفسه عن المغامرة الأفاتارية المقبلة، كما عن العالم الذي نعيش فيه، والمزج غير المريح بين العلم والإنسان، وما ينتظره الثاني من الأول بعد سنوات غير بعيدة.
وفيما يلي نص الحوار:

> كيف تتأقلم مع «كورونا» هذه الأيام؟
- بحذر طبعاً؛ لكن أيضاً بقدر كبير من التفكير في حالنا اليوم وما نحن عليه.
> ما نحن عليه؟
- لا بد من أنك تعيش ما نعيشه جميعاً. هناك أشياء أقرب إلى الخيال من الواقع باتت تسيطر على حياتنا؛ لكني لا أمضي أيامي في هذا التفكير وحده. معظمه أمضيه في عالم مشروعاتي وما أريد إنجازه، منتظراً أن أعود إلى مملكتي كمخرج، وأصرخ: «أكشن».
> هل تستغل العزلة لإجراء تغييرات في سيناريو «أفاتار 2»؟
- لا يوجد ما أرغب في تغييره عملياً؛ لكني أفكر في «الغرافيكس» التي أرسمها للقطاتي. أعمل على خطة التصوير، ولو أن كل شيء في الواقع بات جاهزاً. العمل يشغلني دائماً، ولم أكن متوقفاً عنه حتى من قبل هذه الفترة الحرجة من حياتنا.
> أنتجت «أليتا: ملاك المعركة» في العام الماضي، وقبله كنت منتجاً منفذاً لأكثر من فيلم. ثم ستعود كما هو مقرر إلى تصوير الفيلم مع نهاية هذا الشهر. هل أنت متحمس؟
- لا أستطيع أن أقول الكفاية عن سعادتي بالعودة لاستكمال تصوير «أفاتار 2» والأجزاء التالية. أنا متحفز للعمل؛ لأن مجرد التفكير فيه متعة. لك أن تدرك المتعة التي سأشعر بها حين معاودة العمل.
> ما الذي تم تصويره من هذه السلسلة قبل غزو الوباء؟
- أساساً قمنا بكل التمثيل الذي سيستخدم بالتواؤم مع المؤثرات الخاصة. هذه تتطلب عادة وقتاً طويلاً وربما يكون مملاً بالنسبة للممثلين؛ لأنها تخضع لكثير من الشروط التقنية. كنا بدأنا التصوير في مايو (أيار) الماضي بمشاهد نيوزيلاندية مختلفة، نستخدمها بالدمج مع الكومبيوتر «غرافيكس»؛ لكن هناك الكثير مما لا يزال علينا تصويره، حتى في مجال المزج بين الممثل والمؤثرات المختلفة. كذلك فإن عديداً من المشاهد ما زال ناقصاً. نتحدث عن أربعة أجزاء متلاحقة، سيستغرق العمل عليها خمسة أعوام.
> وبنظام 3D طبعاً؟
- مؤكد. نستخدم نظام كاميرات معروفة باسم «سوني فنيس» (Sony Venice) كاميرا. الأفضل في مجال الأبعاد الثلاثة. لا أريد أن أتحدث كثيراً عن «أفاتار» لأنه من الأسرار. لا ينفع أن نبدأ مبكراً بالكشف عن كل شيء.
> تحب الخيال العلمي جداً؟
- نعم. أحب العمل في هذا النوع من السينما. إنه النوع المفضل عندي.

عن العلم والحياة
> ما الذي يستهويك تحديداً في هذا النوع؟
- أحببت الخيال العلمي منذ أن كنت صبياً. الأفلام التي أحببتها في ذلك السن كانت تلك الفانتازية، سواء تلك الفضائية أو عن «الروبوتس»، وبالتأكيد تلك التي تصور مخلوقات من العالم الآخر، أو وحوشاً من الأرض. أحببت موديلات راي هاريهاوزن (أحد عمالقة صنع وتحريك الدمى والأشكال السينمائية في الستينات وحتى الثمانينات - المحرر) وكل العمليات التي تصور ما هو غريب عن الواقع؛ لكني في سنوات لاحقة مِلت أكثر إلى الخيال العلمي.
> لكن بدأت أفلامك الكبيرة بفيلم «تايتانك».
- نعم. هو ليس من الخيال العلمي؛ لكن الخيال العلمي هو ما أحب تحقيقه أكثر من سواه.
> في العام الماضي قمت بإنتاج «أليتا» الذي يتحدث عن امرأة أو ما تبقى منها، وكيف يتم صنعها إلكترونياً من جديد. هل هذا يحدث اليوم بالفعل؟ أو هو علم قيد التطوير؟
- أعتقد بأن العلم يُجري أبحاثاً عدة على هذا الموضوع؛ لكني أذكِّرك بأن «أليتا» ليس الأول في مجاله. كل ما هناك أننا حاولنا خلق شخصية قابلة للتصديق قدر الإمكان. ما زال الفيلم غير واقعي بالطبع؛ لكننا حرصنا على أن تبقى بطلة الفيلم قريبة من التصديق.
> لماذا؟ كيف يختلف مفهوم ونظرة المشاهد إلى تلك الشخصية أو سواها، إذا كانت قابلة أو غير قابلة للتصديق؟ هي ما زالت خيالية.
- طبعاً. في يقيني أن السبب في نجاح «أفاتار» يعود إلى أننا جعلنا الشخصيات الزرقاء من مواطني ذلك الكوكب قابلة للتصديق. هي غريبة الشكل لوناً وفي المظهر والملامح العامة؛ لكنها تقترب من الشكل والجوهر الآدمي. أليس كذلك؟ هذا ما جعلها مختلفة بالمقارنة مع أفلام تصور أهل الكواكب البعيدة على نحو بعيد عن المنطق أو القبول إلا على أساس غرابتها الكاملة. أردت هناك أن أسرد حكاية لقاء بين إنسان الأرض وبين إنسان الكوكب الآخر.
> حتى المشاعر كانت واحدة... فيها الحب والكبرياء وسواهما من الأحاسيس.
- طبعاً.

وفي الأعماق
> إلى جانب الفضاء، أنت مهتم بأعماق المحيط. صورت فيه فيلم «The Abyss»؛ لكنك عدت لتصويره قبل ثلاث سنوات على ما أعتقد. هل هذا جزء من عملك على «أفاتار»؟
- دعني أصحح أمراً صغيراً. عدت إلى أعماق المحيط قبل أكثر من ثلاث سنوات. في عام 2012 تحديداً. هبطت أعمق نقطة في المحيط؛ لكني لست الوحيد الذي فعل ذلك؛ بل هناك باحثون ودارسون وعلماء غاصوا في تلك المنطقة قبلي وبعدي. لم أقم بتلك الرحلة كجزء من فيلم ما. لا «أفاتار» ولا سواه.
> هل تقصد أنك صرفت على هذه الرياضة العلمية من جيبك الخاص؟
- نعم. أصنع الأفلام لكي أسدد ديوني المتراكمة من جراء حبي للاستكشاف (يضحك).
> ما الغاية الفعلية منها؟
- الغاية هي المعرفة. لا تتصور غرابة الكائنات المائية في تلك الأعماق. ولا شعوري وأنا أجد نفسي في العزلة ذاتها التي تعيش فيها تلك الحيوانات. وليست الحيوانات المائية فقط؛ بل الأعشاب والبيئة كلها. بعض الأسماك ذات أشكال غريبة تغذي مخيلتي. أستفيد من استخدامي لها كجزء مما أريد تصويره. أقصد أنها عنصر استلهام مهم. هذا لا يعني أنني لن أعود إلى الأعماق كجزء من فيلم ما. قد أقوم بذلك؛ لأنه عالم لا مثيل له، ولا يعرف معظم الناس حقيقته. هل تعلم أن هناك كائنات مائية لا تتحرك من مكانها؟ لا تسبح.
> بذلك تبدو لي عالماً بقدر ما أنت مخرج... مَن الشخصية التي تغذي الأخرى هنا؟
- الشخصيتان معاً. كنت مهتماً بالفلك والفيزياء، ومن يهتم مثلي بهما ويحب العمل السينمائي لا يستطيع الفصل بينهما وبين السينما. لا تنسى أن عديداً من كتاب السيناريوهات جاؤوا أساساً من حبهم للفيزياء، وأعتقد أن بعضهم كان عالماً مارس الكتابة، لينقل إلى القراء أو إلى السينما بعض علمه.

حلم وواقع
> لكن دعني أعود إلى العلم والحياة... حياتنا نحن... قلتَ إن العلم يتقدم في شأن تطويع البشر ليكونوا آليين.
- قلتُ إن العلم يجري أبحاثاً في هذا الشأن. صحيح.
> كيف ترى حياتنا كبشر بعد مائة سنة مثلاً؟
- هذا سؤال مثير للاهتمام حقاً؛ لكني لا أملك إجابة محددة بالطبع، فأنا لا أعمل في هذا المجال. أحاول استنباط ما أقرأه من مستقبل؛ لكني لا أصنع ولا السينما تصنع هذا المستقبل. هناك شركة اسمها «Boston Dynamics» تنجز ما هو مذهل في حقل «الروبوتكس»، وبعض هذه الأبحاث ضروري. لا أعتقد أن البشر الذين سيتعرضون لحوادث تتطلب جراحات وبتر أعضاء سيعانون من نتائج هذه الحوادث. العلم سيقوم بتركيب يد صناعية تبدو كاليد المفقودة، أو أي جزء آخر من أجزاء الإنسان. السؤال هو: متى سيقوم البشر بالإقبال على هذا العلم فعلياً. هل هو جيلنا أم الجيل المقبل أم الجيل الذي سيخلفه؟
> كوبريك تحدث في «2001: أوديسا الفضاء» عن أن الذكاء الصناعي سوف يزاحمنا، ثم سيتغلب على ذكائنا نحن كبشر. هل ترى ذلك قادماً؟
- بل أعتقد أنه موجود بالفعل. العالم لم يعد قابلاً للمنطق. ما يحدث فيه حالياً ليس منطقياً إلا بالتفكير في أن شخصاً ما أو كياناً ما، مؤسسة خفية، تقوم بتحريك حياتنا، ودفع العالم إلى الهاوية. بتنا ممتزجين بالتطور التكنولوجي، ومنتمين إليه، سواء رغبنا في ذلك طوعاً، أو كرهاً. نحن جزء من الهواتف النقالة والكومبيوترات والعالم القائم على التكنولوجيا. نستوعب ونتأقلم بصورة طبيعية أكثر مما فعلنا قبل عشرين سنة مثلاً.
> ما رأيك إذن في فيلم كوبريك بهذا المجال؟
- هو الفيلم الذي قررت في أعقاب مشاهدته التحول من معجب بسينما الخيال العلمي إلى ممارس فيها. عندها بدأت أفكر علمياً في السينما، وأصنع موديلات، وأحاول تصويرها من زوايا مختلفة.
> لا بد لي من العودة إلى «أفاتار». أحترم أنك لا تريد التوسع في الحديث فيه؛ لأنه لاحقاً سيكون حديث الناس جميعاً... لن أسأل عن أسرار السلسلة التقنية أو حكاياتها. ما أحب معرفته هو كيف تتطلع قدماً لاستكمال هذه السلسلة؟
- عليَّ أن أقرص نفسي لكي أتأكد من أني لا أحلم. إنني أنجز هذه السلسلة لكي أتعيَّش من ورائها. أعلم أنني سأعيش في رحاب هذه السلسلة للسنوات الخمس المقبلة. اسمع، الحقيقة هي أن عالم «أفاتار» عالم ثري جداً كفكرة وكمضمون وكعناصر صنع الحكايات تقنياً ودرامياً، وعلى كل مستوى. سأعمل مع كبار الفنيين والعاملين في تصميم عالم المؤثرات. سأعمل مع أفضل فنيي «الأنيميشن» (للمشاهد التي تتطلب التجسيد الرسمي - المحرر). لا شيء لا أستطيع قوله في هذه الأفلام. متأكد من أن جورج لوكاس عندما أخرج «ستار وورز» الأول، واجه هذا الوضع ذاته، وفوقه ذلك الشعور بالغبطة الكبيرة.
> هل سيكون لديك الوقت لإخراج أفلام غير هذه السلسلة؟
- كإخراج لا. كإنتاج سأقوم بإنتاج أفلام موازية خلال فترة عملي على هذه السلسلة. انتباهي الأساسي كصانع أفلام لن يتعرض لأي تمويه أو تأثير. سأركز على إنجاز هذه الأفلام، وأتطلع لإنجاز سواها، كمخرج، فيما بعد.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.