عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> عبد الله بن راشد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة، أكد أول من أمس، في مقابلة عن «الابتكار من أجل حوكمة مسؤولة خلال جائحة (كوفيد - ١٩)»، بموقع الأسواق المالية في «تايم سكوير» بفيلادلفيا، أن البحرين تعاملت مع جائحة «كورونا» بمسؤولية وشفافية، من منطلق أن الصحة العامة ترتبط بأمن وسلامة كافة المواطنين والمقيمين، مشيداً بالتوجيهات السديدة للملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد، بالتكفل بعلاج جميع الحالات القائمة من المواطنين والمقيمين.
> عزيز الديحاني، سفير دولة الكويت في عمان، زار أول من أمس، مدينة السلط، والتقى رئيس البلدية خالد خشمان، حيث جرى خلال اللقاء التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الأردنية الكويتية، واستعرض رئيس البلدية تاريخ مدينة السلط وموروثها الحضاري والتراثي وما يميزها عن باقي المدن الأردنية. ثم تجول السفير في شوارع وسط مدينة السلط واطلع على المواقع التراثية فيها وعلى المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها مبديا إعجابه وتقديره للإرث الحضاري والتاريخي والتراثي الذي تضمه المدينة.
> كارين ساساهارا، القائمة بأعمال السفارة الأميركية في عمّان، رافقت أول من أمس، وزير الصحة الأردني الدكتور سعد جابر، ووزير الأشغال العامة والإسكان المهندس فلاح العموش، في زيارة لمبنى مستشفى الطوارئ الجديد في مستشفى البشير، للاطلاع على سير العمل، وقال وزير الصحة إن المستشفى يتسع لـ150 سريراً، ويضم غرفتي عمليات وقسماً للأشعة ومختبرات مجهزة بأعلى مستويات التكنولوجيا الطبية الحديثة. فيما قالت السفيرة إن قسم الطوارئ الجديد رمز للشراكة الدائمة بين بلادها والأردن.
> محمد سعفان، وزير القوى العاملة المصري، تفقد أول من أمس، مقر ديوان عام مديرية القوى العاملة بالإسكندرية، وشهد التطوير الذي حدث بها، ثم تفقد مركز المعلومات والربط الإلكتروني للإدارات المركزية بها ضمن منظومة التحول الرقمي الكامل، واستكمال حوسبة جميع الأنشطة بمديريات القوى العاملة بجميع محافظات الجمهورية بنهاية 2020. وقال الوزير إن التشغيل التجريبي للنظام الإلكتروني الجديد بالمديرية للتحول من النظام الورقي إلى الإلكتروني سوف يستمر لمدة شهرين.
> سلامة حماد، وزير الداخلية الأردني، التقى أول من أمس، وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي الأردني، لمناقشة أبرز الإجراءات الإدارية والفنية المتخذة لبدء العام الدراسي المقبل 2020 - 2021. وقال وزير الداخلية إن التشاركية في العمل ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين الوزارتين يسهم في ترسيخ دور ورسالة وزارة التربية والتعليم المتمثلة بتنشئة الأجيال وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، وتوفير البيئة الآمنة للطلبة بعد امتلاكهم الكفايات والقيم التي تؤهلهم للانخراط في الحياة.
> ياسر علوي، سفير مصر لدى لبنان، سلم أول من أمس، مستشفى رفيق الحريري ببيروت، طناً ونصف الطن من المساعدات الطبية تتضمن مستلزمات وأدوية للتعامل مع الحالات الطارئة، وأكد أن «مصر كلها متضامنة مع لبنان في مصابه، وأن الجسر الجوي المصري سيستمر على مدار الأيام القادمة في نقل المساعدات إلى الأشقاء في دولة لبنان»، موضحاً أن تقديم جزء من هذه المساعدات مباشرة لمستشفى رفيق الحريري الجامعي يأتي تقديرا لما يبذله من جهود في مواجهة الأزمة الراهنة.
> زياد عطا الله، السفير اللبناني لدى المغرب، أكد أول من أمس، أن المبادرة الملكية بإرسال المساعدات للبنان «تعبر عن صدق عناوين الأخوة والتضامن من أهلنا المغاربة تجاه أشقائهم اللبنانيين»، مضيفا أنها «شهدت كثيراً من التقدير والامتنان من اللبنانيين الذين اعتادوا على وقوف المغاربة إلى جانبهم في السراء والضراء». وأشار إلى أن حجم هذه المكرمة الملكية، يرمز إلى المشاعر التي يكنها الملك محمد السادس والشعب المغربي الشقيق إلى لبنان واللبنانيين لتخطي آثار الكارثة التي حلت في بيروت جراء الانفجار.
> ماساكي نوكي، السفير الياباني في القاهرة، زار أول من أمس، المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، وذلك في إطار استكمال التعاون المصري الياباني المشترك، والاطلاع على آخر مستجدات مشروع المتحف، حيث تساهم اليابان (مؤسسة الجايكا) فيه بأكبر قرض لمشروع سياحي ثقافي على مستوى العالم، وقام السفير بطرح أفكار بشأن سبل التعاون والمشاركة حول الأسلوب الأمثل لإدارة المتحف، كما شاهد تنفيذ أول ميدان لمسلة معلقة في العالم، وكذلك مشاهدة إنشاء متحف مراكب الملك خوفو.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».