الجامعة العربية: الهوة لا تزال واسعة بين الفرقاء اللبنانيين

الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (الرئاسة اللبنانية)
TT

الجامعة العربية: الهوة لا تزال واسعة بين الفرقاء اللبنانيين

الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (الرئاسة اللبنانية)

اختتم أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، زيارته التضامنية إلى بيروت مساء اليوم 8 أغسطس (آب)، والتي استمرت يوماً واحداً زار خلالها مرفأ بيروت المدمر، وبعض الأحياء المجاورة المتضررة من انفجار 4 أغسطس، والتقى مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة، كما استقبل وتواصل مع عدد من السياسيين اللبنانيين، للاستماع إلى مختلف التقييمات حول الوضع في البلاد، في أعقاب الكارثة التي ضربت العاصمة بيروت.
وصرَّح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، بأن الزيارة «حققت أهدافها من حيث التعبير عن تضامن الجامعة العربية مع لبنان وشعبه المنكوب في هذه الكارثة الكبرى، بالإضافة إلى التأكيد لجميع القيادات اللبنانية على استعداد الجامعة العربية لحشد دعم من خلال منظومة العمل العربي المشترك، يسهم في مواجهة لبنان لتبعات هذه الكارثة من مختلف الوجوه».
وأوضح زكي أن الأمين العام حرص خلال الزيارة وخلال لقاءاته قيادات الدولة على «التعبير عن استعداد الجامعة للمساهمة الفعلية في التحقيق في ملابسات وقوع هذا الحادث بشكل جدي ومهني وذي مصداقية، إذا طلب منها ذلك»، مضيفاً: «حصلت حوارات عديدة حول هذا الموضوع مع جميع من التقاهم الأمين العام، وتباينت الرؤى بطبيعة الحال. والأمين العام أكد من ناحيته أن الهدف هو استجلاء الحقائق بشكل كامل وجدِّي، وعرضها أمام الرأي العام اللبناني؛ خصوصاً أن ما حدث يعد أمراً جللاً بكل المقاييس، ونتج عنه خراب ودمار وفقدان أرواح بريئة. والجامعة حريصة على دعم لبنان في هذا الموضوع».
وتابع السفير حسام زكي بأن «أحد الموضوعات التي أثيرت بطبيعة الحال خلال الزيارة تتصل بالمناخ السياسي في لبنان كله، في ظل الاستقطاب الحاد الذي تعيشه البلاد، والأزمة الاقتصادية المالية الهائلة التي تمر بها»، وأضاف: «كانت رسالة الأمين العام خلال لقاءاته مرتكزة على ضرورة توافق اللبنانيين ذاتهم على مجموعة من الأمور التي من شأنها تخفيف حدة الوضع، وتجنيب لبنان ويلات التجاذبات الإقليمية الحادة، وإبراز النيات الطيبة للبنان تجاه محيطه العربي في المقام الأول؛ خصوصاً أن مشاعر التضامن العربية كانت حاضرة جداً وبشكل عملي في أعقاب الانفجار، وبما أدى إلى ما يشبه (التنافس الحميد) للمسارعة إلى نجدة لبنان».
وأوضح السفير زكي أن «الهوة لا تزال واسعة بين الفرقاء اللبنانيين في هذه المسألة، رغم وجود توافق كامل فيما بينهم على الانتماء والهوية العربية للبنان، وكون العالم العربي يشكل شبكة أمان للبنان في وقت الشدائد، كما ظهر من هذه الأزمة».
وتابع: «ومع هذا، فقد شدد الأمين العام في أحاديثه مع الجميع على ضرورة العثور على مخرج مناسب يتفق عليه من الوضع الحالي، لما يستتبعه من ابتعاد لبنان عن محيطه العربي بشكل يؤذي مصلحة اللبنانيين، ولا يتوافق مع طبيعة الأمور».
من جهة أخرى، أوضح زكي أن «لقاءات الأمين العام شملت رؤساء الحكومة السابقين: سعد الحريري، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، وكذلك الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب (القوات اللبنانية)، والشيخ سامي الجميل، رئيس حزب (الكتائب)، كما تواصل هاتفياً مع السيد وليد جنبلاط رئيس الحزب (التقدمي الاشتراكي) لوجوده خارج بيروت. واستقبل الأمين العام كذلك ناشطين من المجتمع المدني، وتواصل هاتفياً مع رئيس (الصليب الأحمر) اللبناني». وأضاف أن «تلك اللقاءات كانت مفيدة في استكمال رسم صورة الوضع بالبلد؛ خصوصاً أن حوارات الأمين العام مع كبار السياسيين اللبنانيين دائماً ترتكز على الصراحة في تبادل الرأي».
واختتم الأمين المساعد تصريحه بالإشارة إلى أنه «سيتم على الفور إرسال تقرير تفصيلي للدول الأعضاء، بمشاهدات وتقييم الأمين العام للزيارة، شاملاً المعلومات الواردة من الحكومة اللبنانية حول الأضرار الهائلة التي لحقت بالمدينة»، مشيراً إلى أن «الأمين العام أعرب عن عميق تعازيه لكل القيادات والسياسيين، في الضحايا الذين سقطوا جراء الانفجار، وتمنياته الحارة بسرعة شفاء جميع المصابين»، وقال: «سوف تقوم المنظومة العربية بواجباتها في مساعدة لبنان لمواجهة الكارثة الحالية، وسوف تضطلع الأمانة العامة بدورها في هذا الإطار، كما تم الاتفاق عليه مع الحكومة اللبنانية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.