قتل 18 شخصاً وجرح نحو مائة شخص بينهم 15 إصاباتهم خطيرة أمس (الجمعة) عندما خرجت طائرة تابعة لشركة الطيران الهندية «إير إنديا إكسبريس» عن المدرج «وشطرت إلى جزأين» بعد هبوطها خلال أمطار غزيرة وهبات رياح شديدة في جنوب الهند، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت شركة الطيران إن طائرة «بوينغ 737» كانت تقل 191 شخصاً بما فيهم أفراد الطاقم، وكانت قادمة من دبي إلى كوزيكودي في ولاية كيرالا بجنوب الهند.
ومثل عشرات الطائرات الأخرى في الأسابيع الأخيرة، كانت الطائرة تعيد هنوداً علقوا بسبب وباء «كوفيد - 19» في الخارج. واجتازت الطائرة نهاية المدرج وانزلقت على متحدر يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار وشطرت إلى جزأين.
وتظهر في لقطات بثها التلفزيون قطع ممزقة من جسم الطائرة، تحيط بها فرق الإنقاذ التي ترش المياه في الظلام. ولا تبدو أي مؤشرات على حريق، لكن الأمطار تعقد عمليات الإغاثة.
وصرح مسؤول في إدارة الطوارئ أن «وقوداً تسرب من الطائرة لكن معجزة حدثت ولم تندلع النيران». وأضاف: «لو حدث ذلك لكانت حصيلة الضحايا أكبر بكثير».
وقال وزير الطيران الهندي هارديب سينغ بوري إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 18 شخصاً. وتفيد لائحة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أن بين القتلى رضيع في شهره العاشر وآخر في الشهر الثامن عشر.
وقال المسؤول في الشرطة المحلية عبد الكريم إن 15 راكباً على الأقل «في حالة حرجة والوضع يتطور».
وتابع: «نخشى أن ترتفع حصيلة الخسائر البشرية»، موضحاً أن «عملية الإنقاذ انتهت ونقوم بجمع وفرز الأمتعة والأشياء الثمينة للأشخاص حول مدرج المطار».
وتوضح وثائق الرحلة أن 15 من الركاب كانوا عائدين بعدما فقدوا وظائفهم و12 بسبب حالات طبية اضطرارية واثنين ليعقدا قرانهما.
وقالت هيئة تنظيم الرحلات الجوية الهندية إن الطائرة وصلت إلى نهاية المدرج «وسقطت في الوادي وشطرت إلى جزأين». وصرح متحدث باسم شركة الطيران أيضاً أن الطائرة انزلقت على ما يبدو إلى خارج المدرج.
وذكر رينجيث بانانغاد (34 عاماً) الذي كان على متن الطائرة، من سريره في المستشفى أنه يتذكر أن الطائرة لامست الأرض «ثم حل الظلام». وأضاف: «بعد تحطم الطائرة فتح باب الطوارئ وتمكنت من الخروج منها».
وتابع أن «الجزء الأمامي للطائرة دمر تماماً ولا أعرف كيف نجوت لكنني أشعر بالامتنان».
وأكدت وسائل إعلام هندية استناداً إلى معطيات موقع يتابع رحلات الطائرات أن الطائرة التي تحطمت حاولت الهبوط مرتين قبل ذلك. وذكر ناجون لتلفزيون محلي أن الطائرة لم تكف عن الصعود ثم الهبوط لمرات قبل أن تهبط.
وقال أحد رجال الإنقاذ إن «السكان هرعوا إلى المكان بعدما سمعوا الضجيج»، موضحاً أن «الناس جاءوا بالسيارات وتبادلوا الرسائل على (واتساب) عن ضرورة القدوم لتقديم المساعدة». وأضاف أن «الناس قاموا أولاً بنقل الجرحى إلى المستشفيات بسياراتهم ثم تولت فرق الإنقاذ العملية».
وروى رجل كيف حاول نقل رضيع مصاب بجروح خطيرة إلى المستشفى لكن الطفلة لم تنج. وقال آسفاً: «ربما لو كانت هناك سيارة إسعاف لكان يمكن إنقاذها».
وأوضحت «إير إنديا إكسبرس» في بيان أنه «لم يسجل أي حريق عند هبوط الطائرة التي كانت تقل 184 مسافراً بينهم عشرة أطفال صغار، وطياران اثنان وطاقم من خمسة أفراد.
وعبر رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن تعازيه. وقال في تغريدة على «تويتر»: «أتضامن مع الذين فقدوا أحباءهم. أتمنى الشفاء العاجل للجرحى»، مؤكداً أن «السلطات في الموقع وتقدم المساعدات للضحايا».
كما عبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن حزنه «لخسارة أرواح أبرياء».
ووقع آخر حادث جوي خطير في الهند في 2010 عندما تجاوزت طائرة «بوينغ 737 - 800» تابعة لشركة الطيران «إير إنديا إكسبرس»، قادمة من دبي في مانغالور، المدرج واندلعت فيها النيران. وقتل 158 شخصاً في الحادث ونجا ثمانية فقط.
وتشهد ولاية كيرالا منذ أيام أمطاراً غزيرة تسببت بحوادث انزلاق للتربة قتل طفلان في أحدها.
ويخشى رجال الإنقاذ أن يكون نحو خمسين شخصاً ما زالوا عالقين في أنقاض منازل جرفها انزلاق التربة.