مومباي تضع رسوم شخصيات نسائية على إشارات المرور لدعم المرأة

بعضهم اعتبرها رمزاً سطحياً لن يفيد كثيراً

رأت بعض النساء أن هذه الرسومات الرمزية  لا تزيد الإحساس بالأمان على الطريق (نيويورك تايمز)
رأت بعض النساء أن هذه الرسومات الرمزية لا تزيد الإحساس بالأمان على الطريق (نيويورك تايمز)
TT

مومباي تضع رسوم شخصيات نسائية على إشارات المرور لدعم المرأة

رأت بعض النساء أن هذه الرسومات الرمزية  لا تزيد الإحساس بالأمان على الطريق (نيويورك تايمز)
رأت بعض النساء أن هذه الرسومات الرمزية لا تزيد الإحساس بالأمان على الطريق (نيويورك تايمز)

استبدلت مومباي بالأشكال الرمزية المعبرة عن الرجل أخرى ذات فساتين مثلثة للإشارة إلى المرأة في العديد من المعابر والتقاطعات المرورية. لكن النقاد لا يرون أن هذه الخطوة ستفعل كثيرا لمعالجة التفرقة الراسخة بين الجنسين.
فقد وضعت المدينة الأكبر في الهند الأسبوع الماضي 240 إشارة مشاة جديدة استبدلت فيها بالرسومات الرمزية الذكورية أخرى أنثوية على امتداد الطريق المؤدي إلى حي «دادار». وتعتبر مومباي أول مدينة هندية ترسل بهذه الرسائل التي وصفها مسؤولون بالمبادرة التي تعكس التزام الدولة بتمكين المرأة.
وكتبت أديتيا ثاكيراي، وزيرة السياحة والبيئة في ولاية «ماهاراشترا» وعاصمتها مومباي، تقول إن الحكومة «تضمن المساواة بين الجنسين بفكرة بسيطة - الإشارات باتت الآن تشمل النساء أيضاً».
لكن النقاد وصفوا هذه الخطوة بأنها رمز سطحي لن يفعل كثيرا لإصلاح القضايا الراسخة المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين في الهند. فعل الرغم من تولي النساء لمناصب رفيعة في البلاد، مثل أنديرا غاندي التي باتت أول رئيسة وزراء في الهند، فقد تسببت حالات العنف البارز ضد النساء في الأماكن العامة في تردد كثير من النساء في مغادرة المنزل دون مرافق بعد حلول الظلام. وتشير إحصاءات حكومية إلى أن العنف المنزلي والاعتداء الجنسي من أكثر الجرائم شيوعاً ضد النساء والفتيات.
وتواجه النساء في الهند أيضاً عقبات في التعليم والتوظيف. فمن بين كل 100 فتى في البلاد، هناك 73 فتاة فقط مسجلات في المدارس الثانوية، وفقا للإحصاءات الرسمية. وتعمل النساء ساعات عمل أقل وأجر أقل من الرجال، ويتحملن وطأة العمل المنزلي غير المأجور.
وفي هذا الإطار، قالت بوجا ساستري، مخططة حضرية تبلغ من العمر 32 عاماً من بنغالور، «إنها لفتة، لكنها مبتذلة. فهذه الرسومات الرمزية لا تزيد إحساسنا بالأمان على الطريق».
وأضافت: «هذا لا يعني شيئا بالنسبة للمرأة الهندية العادية، أو عاملة البناء التي تعبر الطريق من أجل عملها نظير أجر يومي. فمعدل الجريمة لن يتراجع، وكذلك العنف المنزلي لن يتراجع».
وكانت عملية اغتصاب جماعي وحشي في حافلة في دلهي وقعت عام 2012 قد أدت إلى حالة من الغضب في البلاد، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات وإثارة جدل واسع بشأن سلامة المرأة في المدن، كما أدى إلى تشديد العقوبة على الجرائم ضد المرأة. لكن الاعتداء الجنسي والتحرش والعنف المنزلي ظلا مستمرين. فوفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة «طومسون رويترز» عام 2018 شمل 550 خبيراً عالمياً، كشفت الدولة - التي وُجد أنها أخطر مكان بالنسبة للنساء فيما يتعلق بالعنف والتحرش الجنسي - عن 33.356 حالة اغتصاب و89.097 اعتداء على النساء في ذلك العام، وفقاً لإحصاء الحكومة.
عندما حاول ثاكيراي السماح بافتتاح المزيد من المقاهي الليلية وصالات الألعاب الرياضية التي تعمل على مدار الساعة ودور السينما في مومباي في شهر يناير (كانون الثاني) في محاولة لإضفاء الحيوية على حياة المدينة، عارض خصومه السياسيون من حزب «بهاراتيا جاناتا» الخطة لأنهم رأوا أنها ستجعل النساء أكثر عرضة للاغتصاب والتحرش.
ونُقل عن أحد قادة الحزب قوله في ذلك الوقت، «إذا انتشرت ثقافة الكحول، فإنها ستؤدي إلى زيادة الجرائم ضد المرأة».
جاء طرح الهند لرمز المرور النسائي الجديد عقب قرارات مماثلة في بلدان أخرى، حيث أضافت ألمانيا وأستراليا الفساتين إلى لافتات عبور المشاة، فيما استبدلت فيينا برسم الأزواج المنتشر منذ عام 2015 أخرى نسائية. في جنيف، في فبراير (شباط)، لم يكتف المسؤولون باستبدال صور لنساء تشمل مزيجا من السراويل والفساتين بنصف لافتات عبور المشاة ، بل أضافوا أيضاً صوراً ظلية لامرأة حامل وامرأة كبيرة السن، وامرأة من أصل أفريقي وامرأتين تمسكان بيد بعضهما.

- خدمة «نيويورك تايمز»



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».