سفارات مصر تُنهي استعداداتها لاقتراع «الشيوخ»

هيئة الانتخابات تستحدث نظاماً جديداً لتوزيع القضاة على اللجان

TT

سفارات مصر تُنهي استعداداتها لاقتراع «الشيوخ»

في وقت أنهت سفارات مصر في الخارج استعداداتها لانتخابات «مجلس الشيوخ» (الغرفة الثانية للبرلمان)، أكدت «الهيئة الوطنية للانتخابات» بمصر «استحداث نظام جديد إلكتروني لتوزيع القضاة على مختلف اللجان في محافظات مصر، فضلاً عن اتجاهها لتطبيق أحكام القانون بشأن توقيع غرامة مالية على الناخبين الذين يتخلفون عن الإدلاء بأصواتهم في انتخابات (مجلس الشيوخ)». وتواصل «هيئة الانتخابات» استعداداتها لإنجاز الانتخابات المقرر لها يومي 9 و10 أغسطس (آب) الحالي للمصريين بالخارج، و11 و12 أغسطس في الداخل المصري باللجان الانتخابية بجميع ربوع البلاد... ومن المقرر أن تنتهى فترة الدعاية الانتخابية للمرشحين غداً (السبت) 8 أغسطس الحالي. ويختص «مجلس الشيوخ» بـ«دراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بدعم الديمقراطية والسلام الاجتماعي، والمقومات الأساسية للمجتمع، وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته، ويؤخذ رأيه في عدد من الاختصاصات، التي حددها دستور البلاد»... وسيكون عدد أعضاء «الشيوخ» 300 عضو، يتم انتخاب ثلثهم بنظام الفردي، والثلث الآخر بنظام القائمة، فيما يتم تعيين الثلث الأخير من قبل رئيس الدولة... وينص الدستور المصري على أن «تكون مدة عضوية المجلس خمس سنوات».
وأعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» أمس عن «استحداث نظام جديد لتوزيع القضاة إلكترونياً على اللجان الفرعية بمحافظات مصر، وإتاحة خدمة الاستعلام أمامهم عن مقر اللجان التي سيتولى كل قاضي الإشراف عليها عبر الموقع الرسمي للهيئة». ووفق الهيئة «يتيح النظام الجديد إمكانية الاستعلام عن المركز الانتخابي واللجنة الفرعية التي سيشرف عليها القاضي»، مؤكدة أنه «بالنسبة لأمناء اللجان الفرعية من الموظفين الذين سوف يعاونون رؤساء اللجان، فقد تم إخطارهم عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة الخاصة بهم، تفيد بضرورة التوجه في الموعد المحدد إلى المحكمة الابتدائية التابعين لها، لتسلم خطاب تكليف العمل بإحدى اللجان الخاصة بالانتخابات».
فيما قررت الهيئة العامة للاستعلامات بمصر، إقامة «غرفة عمليات» لتقديم جميع التسهيلات للمراسلين الأجانب، المشاركين في تغطية الانتخابات. وأفاد بيان للهيئة نقلته وكالة أنباء «الشرق الأوسط» أمس بأن «عدد المراسلين الأجانب المشاركين في تغطية الانتخابات يبلغ 564 مراسلاً يمثلون 152 مؤسسة إعلامية تم تجديد قيدها، و11 مؤسسة تم قيدها لأول مرة بقاعدة بيانات الهيئة الوطنية للانتخابات لمتابعة سير العملية الانتخابية من داخل اللجان وخارجها». وتختص غرفة العمليات بـ«حل المشكلات كافة التي قد تواجه المراسلين والصحافيين الأجانب بالتنسيق مع (الهيئة الوطنية للانتخابات) وجميع الجهات المعنية الأخرى على مدار أيام الانتخابات».
في غضون ذلك، أنهت سفارات مصر في الخارج استعداداتها للانتخابات، وأعلن سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، «انتهاء السفارة من جميع الاستعدادات الخاصة بالانتخابات». ودعا القوني أمس «جميع المصريين المقيمين في الكويت للمشاركة»، موضحاً أنه «لكل مصري مقيم بالخارج الحق بالإدلاء بصوته، متى كان اسمه مقيداً بقاعدة بيانات الناخبين، ويحمل بطاقة رقم قومي، أو جواز سفر ساري الصلاحية، متضمنا الرقم القومي»، لافتاً إلى أنه «بسبب جائحة فيروس (كورونا المستجد)، سيكون الأدلاء بالأصوات في الانتخابات من خلال (البريد) لكل ناخب على حدة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.